بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فاعلية برنامج مقترح لتنمية كفايات تعليم التفكير الإبداعي لدى الطالبات لمعلمات بكلية رياض الأطفال بحث مقدم من الباحثة انشراح إبراهيم محمد المشرفي كلية رياض الأطفال – جامعة الإسكندرية لنيل درجة دكتوراه الفلسفة في التربية (مناهج وطرق تدريس رياض الأطفال) عام 2003
فيما يلي عرض مختصرا لمشكلة البحث ، وفروضه وأهميته ومحدداته ، كما يتناول عرضاً للتصميم التجريبي للبحث، وإجراءات تنفيذه ، والنتائج التي توصل إليها وأسفرت عنها هذه الإجراءات، وكذلك مجموعة من التوصيات، والبحوث المقترحة المستخلصة في ضوء هذه النتائج.
أولاً: ملخص البحث:
يعد التفكير الإبداعي أحد الأشكال الراقية للنشاط الإنساني ، فقد أصبح منذ الخمسينيات من هذا القرن مشكلة مهمة من مشكلات البحث العلمي في عدد كبير من الدول، حيث إن التقدم العلمي لا يمكن تحقيقه بدون تطوير القدرات الإبداعية عند الإنسان، كما أن تطور الإنسانية وتقدمها مرهون بما يمكن أن يتوافر لها من قدرات إبداعية تمكنها دوماً أن تقدم مزيداً من الإبداعات والإسهامات ، التي تستطيع من خلالها مواجهة ما يعترضها من مشكلات ملحة ومتفاقمة يوماً بعد يوم ولحظة تلو الأخرى.
ولذا فقد نادى العديد من العلماء والباحثين بأن مدارس المستقبل يجب أن تصمم ليس للتعليم فقط بل للتفكير، وأن الهدف من التعليم يجب أن يكون تعليم الأطفال كيف يفكرون، وكيف يتعلمون، ولا شك في أن هذا يساعد على الإبداع.
وطفل الروضة يمتلك من الإمكانات والطاقات الإبداعية ما يدفعنا إلى ضرورة تدريب وتنمية هذه الإمكانات لتكون أسلوباً لحياته في المستقبل، فالاهتمام بالطفل وبقدرته الإبداعية وتوجيه هذه القدرات الوجهة السليمة أصبح من الأمور الضرورية، لأن من يتناول ظاهرة الإبداع بالبحث فإنما يتناول المستقبل بمعنى ما من المعاني ، ويتناول في الوقت نفسه التغيرات التي ينتظر أن تطرأ على الإنسان وحياته ووظائفه، أو على المجتمع ونظمه، وعلاقات الأفراد الذين يعيشون فيه.
ولما كانت معلمة رياض الأطفال ركيزة أساسية من ركائز تحقيق الروضة لأهدافها، فهي تقوم بأدوار عديدة ومتداخلة وتؤدي مهاماً كثيرة ومتنوعة تتطلب مهارات فنية مختلفة يصعب تحديدها بشكل دقيق وتفصيلي، فإذا كان المعلم في مراحل التعليم الأخرى مطالب بأن يتقن مادة علمية معينة ، ويحسن إدارة الفصل ؛ فإن المعلمة في الروضة مسئولة عن كل ما يتعلمه الأطفال، إلى جانب مهمة توجيه عملية نمو كل طفل من أطفالها في مرحلة حساسة من حياتهم لذلك نظراً لأهمية هذا الدور الخطير الذي تقوم به معلمة الروضة، وما تحتويه مناهج النشاط في الروضة ؛ كان لابد للمعلمة من أن تعد إعداداً خاصاً وعلى مستوى عال من الكفاية يمكنها من استغلال فهمها لطبيعة نمو الطفل ومصادر المعلومات المتاحة بطريقة مبتكرة وإبداعية.
إضافة إلى ذلك فإن العديد من الدراسات والبحوث السابقة أكدت أن التعليم المبني على الكفايات أعطى نتاجات أفضل من الطرق التقليدية، وجعل تربية المعلمين أكثر فعالية وأكثر إبداعاً كما أوضحت تلك الدراسات أن لتربية متعلم مبدع لابد أولاً من تخريج معلم يمتلك على الأقل مقومات وصفات المعلم الكفء القادر على ممارسة تعليم التفكير الإبداعي. وهذا ما نفتقده في نظامنا التعليمي الخاص بإعداد وتأهيل المعلمين.
ولعل الاهتمام بتدريب الطالبات المعلمات في كلية رياض الأطفال على كفايات تعليم التفكير الإبداعي قد يساعدنا على تحقيق ما نأمله من تقدم ورقي ؛ لذا سعى البحث الحالي إلى وضع برنامج تدريبي لتنمية كفايات تعليم التفكير الإبداعي لدى الطالبات المعلمات بكلية رياض الأطفال.
مشكلة البحث:
حددت مشكلة البحث الحالي في اقتراح برنامج تتدرب من خلاله الطالبات المعلمات في كلية رياض الأطفال على كفايات تعليم التفكير الإبداعي ؛ والتي قد تؤدي إلى تنمية التفكير الإبداعي في المناشط القصصية والفنية والحركية والموسيقية لدى أطفالهن.
وصيغت مشكلة البحث في التساؤلات الآتية:
1. ما أسس ومبادئ بناء البرنامج المقترح لتنمية كفايات تعليم التفكير الإبداعي لدى الطالبات المعلمات في كلية رياض الأطفال؟
2. ما فاعلية البرنامج المقترح في تنمية كفايات تعليم التفكير الإبداعي لدى الطالبات المعلمات في كلية رياض الأطفال؟
3. ما فاعلية البرنامج المقترح في تنمية التفكير الإبداعي لدى أطفال الطالبات المعلمات في كلية رياض الأطفال؟
فروض البحث:
صيغت الفروض الآتية:
1. لا يوجد فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) بين متوسطات درجات الطالبات المعلمات في التطبيق القبلي ومتوسطات درجاتهن في التطبيق البعدي للاختبار التحصيلي في البرنامج.
2. لا يوجد فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) بين متوسطات درجات الطالبات المعلمات في التطبيق القبلي ومتوسطات درجاتهن في التطبيق البعدي لكفايات تعليم التفكير الإبداعي.
3. لا يوجد فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) بين متوسطات درجات أطفال الطالبات المعلمات في التطبيق القبلي ومتوسطات درجاتهم في التطبيق البعدي لاختبار التفكير الإبداعي.
أهمية البحث:
انطلقت أهمية البحث الحالي من خلال الجوانب الآتية:
1. دراسة التأثير في المتعلمين لإظهار قدراتهم الإبداعية، حيث أنها ليست موهبة محصورة في نخبة من الناس، بل هي موجودة بصورة كامنة عند كل الأفراد.
2. تحديد كفايات تعليم التفكير الإبداعي المتطلبة لمعلمات رياض الأطفال كخطوة لتحسين العملية التربوية في رياض الأطفال من خلال تحديده لكفايات تعليم التفكير الإبداعي المتطلبة لمعلمات رياض الأطفال.
3. وأخيراً تأتي أهمية البحث الحالي فيما قد يتوصل إليه من نتائج يمكنها الإسهام بشكل أو بآخر في إلقاء الضوء على جانب مهم من جوانب التعليم الإبداعي وهو الجانب المتعلق بتنمية تلك الكفايات لدى الطالبات المعلمات بكلية رياض الأطفال.
حدود البحث:
اقتصر البحث الحالي على الجوانب الآتية:
1. عينة من الطالبات المعلمات بالفرقة الثالثة بكلية رياض الأطفال - جامعة الإسكندرية.
2. عينة من أطفال الروضة الذين تدرس لهم هؤلاء الطالبات المعلمات أثناء فترة التربية العملية.
3. قدرات التفكير الإبداعي ( الطلاقة ، المرونة ، الأصالة ).
منهج البحث:
تم استخدام كل من: المنهجين الوصفي والتجريبي.
التصميم التجريبي للبحث:
استخدم التصميم التجريبي ذو المجموعة الواحدة.
أدوات البحث:
1. اختبار تحصيلي في الجانب النظري من البرنامج للطالبات المعلمات. (إعداد الباحثة)
2. بطاقة ملاحظة كفايات تعليم التفكير الإبداعي للطالبات المعلمات. (إعداد الباحثة)
3. اختبار التفكير الإبداعي لأطفال الطالبات المعلمات. (إعداد الباحثة)
عينة البحث:
تكونت عينة البحث من عينة مختارة بطريقة عشوائية قوامها (20) طالبة من الطالبات المعلمات في الفرقة الثالثة في كلية رياض الأطفال - جامعة الإسكندرية وزعن على (10) فصول، بواقع طالبتين معلمتين في كل فصل من فصول روضة مدرسة العبور التجريبية، وروضة مدرسة بلقيس التجريبية بإدارة وسط التعليمية بمحافظة الإسكندرية. وكذلك عينة مختارة بطريقة عشوائية قوامها (70) طفلاً من أطفال الروضة بالمستوى الثاني من فصول المدرستين التي تدرس فيهما هؤلاء الطالبات المعلمات أثناء فترة التربية العملية بواقع (7) أطفال.
إجراءات البحث:
للإجابة عن السؤال البحثي الأول وهو:
** ما أسس ومبادئ بناء البرنامج المقترح لتنمية كفايات تعليم التفكير الإبداعي لدى الطالبات المعلمات في كلية رياض الأطفال؟
أجرت الباحثة الخطوات الآتية:
أولاً: مراجعة الأدبيات والدراسات السابقة المتصلة بالتفكير الإبداعي ومعلمة الروضة من أجل تحديد أسس ومقومات البرنامج وقد اشتملت على الأبعاد الآتية:
1. التفكير الإبداعي.
2. تعدد الذكاءات لدى طفل الروضة.
3. تعليم التفكير الإبداعي في مرحلة رياض الأطفال.
4. كفايات تعليم التفكير الإبداعي.
ثانياً: مكونات البرنامج المقترح والذي اشتمل على ما يأتي:
b تحديد أسس بناء البرنامج (أهداف البرنامج ، محتواه ، الطرق والأساليب التدريسية ، المناشط والوسائل التعليمية ، أدوات التقويم المناسبة).
b ضبط البرنامج لعرضه على المحكمين للتأكد من سلامة بنائه.
b إعداد الإطار النهائي للبرنامج في ضوء التعديلات التي أوصى بها الخبراء.
للإجابة عن السؤال البحثي الثاني وهو:
** ما فاعلية البرنامج المقترح في تنمية كفايات تعليم التفكير الإبداعي لدى الطالبات المعلمات في كلية رياض الأطفال؟
أجرت الباحثة الخطوات الآتية:
أولاً: إعداد وتصميم الأدوات البحثية والتي اشتملت على ما يلي:
1. اختبار تحصيلي في الجانب النظري من البرنامج. (إعداد الباحثة)
2. بطاقة ملاحظة كفايات تعليم التفكير الإبداعي. (إعداد الباحثة)
ثانياً: إجراءات التجربة الميدانية:
1. تطبيق قبلي لأدوات البحث.
2. تطبيق البرنامج المقترح.
3. تطبيق بعدي لأدوات البحث.
4. تحليل النتائج إحصائياً وتفسيرها.
وللإجابة عن السؤال البحثي الثالث وهو:
** ما فاعلية البرنامج المقترح في تنمية التفكير الإبداعي لدى أطفال الطالبات المعلمات في كلية رياض الأطفال؟
أجرت الباحثة الخطوات الآتية:
1. إعداد وتصميم اختبار التفكير الإبداعي لطفل مرحلة رياض الأطفال. (إعداد الباحثة)
2. تطبيق قبلي لاختبار التفكير الإبداعي لأطفال الطالبات المعلمات.
3. التدريس باستخدام كفايات تعليم التفكير الإبداعي لأطفال الطالبات المعلمات.
4. تطبيق بعدي لاختبار التفكير الإبداعي لأطفال الطالبات المعلمات.
5. تحليل النتائج ومعالجتها إحصائياً.
أهم النتائج التي توصل إليها البحث:
¡ فاعلية البرنامج المقترح في تنمية كفايات تعليم التفكير الإبداعي لدى الطالبات المعلمات.
¡ فاعلية البرنامج المقترح في تنمية التفكير الإبداعي لدى أطفال الطالبات المعلمات.
وقد فسرت الباحثة تلك النتائج.
ثانياً: توصيات البحث:
في ضوء ما أسفرت عنه نتائج السؤال البحثي الأول توصي الباحثة بما يلي:
× إعادة تنظيم محتوى برنامج إعداد معلمة رياض الأطفال في ضوء قائمة كفايات تعليم التفكير الإبداعي.
وفي ضوء ما أسفرت عنه نتائج السؤال البحثي الثاني توصي الباحثة بما يلي:
× إعداد قاعات تُخَصص للتدريس المصغر وتزويدها بالمعدات والأجهزة اللازمة للتغذية الراجعة كالتليفزيون والفيديو والكاسيت.
وفي ضوء ما أسفرت عنه نتائج السؤال البحثي الثالث توصي الباحثة بما يلي:
× الاستعانة بمنظور "جاردنر" للتعدد الذكاءات في تصميم التدريس باستخدام المدخل الاختياري والإلزامي معاً، وذلك من خلال تعريض الأطفال لأنشطة متنوعة تعكس تعدد الذكاءات ، ثم تعريض الأطفال لأنشطة حرة اختيارية، بحيث يختار كل طفل النشاط الذي يناسبه.
× ضرورة أن تتضمن أهداف الروضة أنشطة للأطفال تنمي جوانب التفكير الإبداعي (طلاقة ، مرونة ، أصالة) وترجمة هذه الأهداف في شكل أنشطة متعددة تستثير قدرات الطفل وتجعله يشارك فيها بعناية.
× توفير الجو والمناخ الآمن الذي يسمح للأطفال بحرية التعبير عن مشاعرهم ، وإطلاق خيالهم ، وقدراتهم ، وإمكاناتهم.
× ضرورة أن يحدث التلاحم الجيد بين كليات رياض الأطفال ومدارس وزارة التربية والتعليم، أي بين المعلمة في الميدان ومصادر إعدادها ، وأن تستفيد المجالات التربوية من نتائج
البحوث التطبيقية.
ثالثاً : البحوث المقترحة:
إن أهمية البحث العلمي لا تبدو فيما نصل إليه من نتائج بقدر ما تبدو فيما تجلبه من نقاط تثير لدى الباحثين الحاجة إلى أبحاث ودراسات جديدة ، وعلى ذلك فإن الباحثة تعرض البحوث والدراسات المقترحة:
1. تصميم برامج تدريبية لتنمية التفكير الإبداعي لدى الطالبات المعلمات ، وعلاقة ذلك بإبداع أطفالهن.
2. تصميم برامج تدريبية لتنمية إبداعات الأطفال المتنوعة في ضوء نظرية "جاردنر" لتعدد الذكاءات.
3. بناء وتطوير مقاييس الإبداع لدى طفل الروضة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد