التواصل العاطفي


 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

لا شك بأن برامج وأدوات المشاركة والإندماج لها دور كبير في تحفيز الموظفين وجعلهم منخرطين في العمل لتحقيق أهداف المنشأة، لكن هناك جانب أهم يؤثر على شعور الموظف تجاه منشأته ويجعله يقدم أفضل مستوياته في الأداء، ألا وهو التواصل العاطفي معه، حيث يشعر بالتقدير والرضا والإيمان بالأهداف التي يعمل عليها. لذا في هذا المقال - وكجزء من عدة مقالات أسعى أن ألقي الضوء فيها على أهمية التحول إلى أساليب الإدارة الحديثة في جميع منشآتنا – أود أن أشارككم بعض العوامل التي تساعد قادة ومديري فرق العمل على إنشاء قنوات الإتصال العاطفي مع موظفيهم والتي هم في أمس الحاجة إليها.

 

أولاً: أن تشعر بقيمة فريق العمل، ففريق العمل هو أكبر وأهم العوامل والأصول الخاصة بالمنشأة، فبهم يمكن للمنشأة صناعة النجاح أو الفشل، ولهم دور كبير في تحقيق أهداف المنشأة الربحية. لذا أنت كقائد لهم عندما تشعر بداخلك بالدور الذي يقومون به في نجاحك، وتشعر بتقديرهم وإعطاءهم قيمتهم التي يستحقونها، عندها ستجد نفسك تنشئ تواصل عاطفي معهم بشكل طبيعي.

 

ثانياً: أن تتبع سياسة المكافأة المعنوية، أنت كمدير أو كقائد لفريق عمل دورك هو أن تجعل هذا الفريق يقوم بأفضل أداء للحصول على أفضل النتائج منه، ولتحقيق ذلك ينبغي عليك أن تجعلهم في حالة تمكّنهم من القيام بذلك، وهذه الحالة لا تتحقق فقط بدفع رواتب ومكافآت مالية، وإنما شكرهم ومكافأتهم بطرق معنوية مختلفة أمراً أساسياً في إقامة تواصل عاطفي معهم. كما أن فريقك يحتاج إلى أن يشعر بأنه مقدر، وهذا يتطلب الاهتمام به وأن يشعروا بأهميتهم في العمل، وهذا بالطبع لا يعني تدليلهم أو تعاملهم بشكل يؤدي إلى نتيجة عكسية.

 

ثالثاً: عامل فريقك بشكل صحيح، عليك أن تعامل موظفيك بالشكل الذي يودون أن يُعَامَلوا به، فكل فرد من أفراد فريقك لديه مدخل خاص في التعامل الأمثل له، فقد يحتاج البعض إلى التشجيع بشكل منتظم، وقد يحتاج البعض الآخر إلى كلمات عاطفية، وهكذا، لذا أنت تحتاج إلى معرفتهم بشكل أفضل، وأن تفهم سلوكياتهم وسماتهم، فإذا تعاملت مع فريقك بعناية ومودة وبشكل صحيح فسيقدمون لك إنتاجية وأداء أفضل، وفي نفس الوقت سيتعاملون مع العملاء بنفس الطريقة التي تعاملهم بها، وهذا ما يحتاجه كل قائد أو مدير لفريق عمل.

 

رابعاً: راجع مدى تأثيرك، فكر في مقدار الوقت الذي تستثمره في بناء علاقات مع فريقك، حيث العلاقات والثقة تحتاج وقتاً كبيراً لكي تتطور وتصل إلى ذروتها، فكر في شعورهم، هل يشعرون بأنك المدير والقائد الذي يريدون أن يتعاموا معه؟ أم يعملون لمجرد الراتب؟ بإمكانك أن تتعلم كيفية تغيير تأثيرك عليهم. فقد يؤدي إنشاء الاتصالات العاطفية معهم إلى تغيير نتائج عملك إلى الأفضل، حيث لا ينسى الموظفون أبداً مدى تأثيرك عليهم، فبكلمات بسيطة قد تجعلهم يشعرون بالرضا أو السخط، والمشاعر السيئة تؤدي إلى علاقات سيئة ونتائج سيئة في العمل، أما المشاعر الطيبة تؤدي إلى علاقات قائمة على الثقة والاحترام، وهذا بالطبع يؤدي إلى نتائج وإنتاجية وأرباح أفضل، وبالطبع خلق بيئة وثقافة عمل أقوى، وهذا ما نسمو إليه في جميع منشآتنا.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply