من أجل نقلة نوعية في تحفيظ القرآن الكريم


بسم الله الرحمن الرحيم

:الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

من الظواهر التي تستحق التأمل ظاهرة تعثر حلقات التحفيظ في العقدين الأخيرين؟

لماذا قلَّ الحفظة مع انتشار دور التحفيظ/ الكتاتيب؟!

حين تفتش عن إجابة من واقع حلقات التحفيظ... حين تستنطق القائمين على دور التحفيظ/ الكتاتيب تجدهم يتحدثون عن عددٍ من الأسباب، من أهمها: تسرب الطلاب من دور التحفيظ، بمعنى عدم التزامهم بالحضور، أو خروجهم المبكر من التحفيظ؛ ويتحدثون عن اهتمام أولياء الأمور بالدروس الخصوصية التي تبدأ من الصفوف الأولى للتعليم وقبلها *الحضانات*، بمعنى أن الطفل يُشغل ببرامج تعليمية مبكرًا، وبالتالي لا يكاد يجد وقتًا للتحفيظ وخاصة في المدن.

 ويتحدثون عن ضعف الإنفاق على التعليم، فالناس لا يدفعون مقابلًا مجزيًا لتحفيظ الأبناء كتاب الله وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، وبالتالي لا يحصل المعلم على راتب يكفي لتفرغه للتحفيظ؛ ويلحق بضعف الإمكانات المادية عدم وجود أبنية وأدوات كافية لممارسة العملية التعليمية بكفاءة.

حين تتأمل في هذه الأسباب وغيرها تجد أن هذه الأسباب تحيط بالظاهرة، فسبب من ناحية الطفل، وسبب من ناحية المعلم (قلة المختصين منهم وقلة المتفرغين) وسبب من ناحية الأبنية والأدوات (النفقة)، مما يهدد الظاهرة ككل، فما الحل؟

أعتقد أن الحل يكمن في أمور أهمها على الإطلاق هو تحويل الجهد الأكبر إلى تعليم الكبار وليس الصغار، وخاصة النساء، فإن تعلَّم الكبير علَّم أبناءه وإخوانه، أو زملاءه في العمل، وغالبًا لا يقدم على التعلم من الكبار إلا الراغب، أما الصغار فكثير ممن يتعلم ينصرف بعد أن يبلغ. بمعنى وجود هدر كبير فيمن نعلمه من الصغار.

طبعًا لست أدعو إلى إهمال تحفيظ الصغار، وإنما معالجة المشكلة القائمة بالاتجاه للكبار، وإن فعلنا فسيأتي تعليم الصغار عن طريق البيوت سريعًا، وبذا نكون قد تغلبنا على كثير من مشاكل حلقات التحفيظ/ الكتاتيب، ونكون قد قدمنا نقلة نوعية للعملية الحفظ بنقلها للبيوت كما قد كانت، وعندنا وفرة من الوقت والجهد في كل بيت، فتسعة أعشار الوقت يقضى فيما قلَّ نفعه، فلو علمنا الراغبين من الكبار لانقلبوا لصبيانهم وعلموهم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply