بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أوصيكم عبادَ اللهِ ونفسي بتقوى اللهِ جل في علاه. خلِّ الذنوبَ صغيرِها وكبيرِها ذاكَ التُقى. واصنعَ كماشٍ فوقَ أرضِ الشوكِ يحذرُ ما يرى. لا تحقرنَّ صغيرةً إن الجبالَ من الحصى. ألا وإن طولُ الأملِ يُنسي الآخرةَ، فدع ما يُرِيبُكَ إلى ما لا يُرِيبُك، وقل أمنت بالله ثم استقم. {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إلى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}.
معاشر المؤمنين الكرام: يذكرُ التاريخُ أنَّ المعتمِد بن عَبَّاد كان من ملوك الأندلس، يملك أموالًا طائلة، وقصورًا فخمة، ينفق ببذخ، ويعيش في ترفٍ، وينفقُ بإسراف، وذات يومٍ رأت زوجته، نساءً فقيرات يمشين حافياتٍ وسط الوحل والطين، فاشتهت هي وبعض بناتها أن يفعلن مثلهن، فأمر لهن المعتمد بن عباد بالعنبر ودهن العود والكافور وأنواع العطور، فوضع كل ذلك في ساحة القصر، ورُشَّ عليه ماء الورد وخلط وعُجِنَ حتى صار شكله مثل الطين، ثم قامت الزوجة وبناتها فمشين فيه بضع خطوات، وتدور الأيام، وإذا بحليفه وجاره ابن تاشَفين، ينقلبُ عليه فيستولي على مملكته، وينفيه أسيرًا إلى منطقةٍ بائسةٍ بعيدة، تسمى أغمات، نفاهُ هو وأسرته المترفةَ المسرفة، فساءت أحوالهم حتى لبسوا الثياب المرقعة، والأطمار المقطعة، وصاروا يمشون بلا نعال، وجاعوا حتى لا يجدون ما يأكلونه، إلا من غزل الصوف بأيديهن، وفي يوم العيد. وعندما رأى ابن عباد حالهم وما آلو إليه، هاجت قريحته بأبياتٍ أليمة، يرثي فيها أيام الملك والبذخ والترف، فيقول فيها.
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا *** فساءك العيدُ في أغماتَ مأسورا
ترى بناتِك في الأطمار جائعة *** يغزلن للناس ما يملكن قطميرا
برزن نحوك للتسليم خاشعة *** أبصارهن حسيراتٍ مكاسيرا
يطأن في الطينِ والأقدامُ حافيةً *** كأنها لم تطأ مِسكًا وكافورا
قد كان دهرك إن تأمرهُ ممتثلًا*** فردك الدهر منهيًا ومأمورا
من بات بعدك في ملكٍ يُسَرُّ به *** فإنما باتَ بالأحلام مغرورا
الإسرافُ يا عباد الله: هو تجاوز الحدِّ، وتعدي القدر المشروع، في أيِّ فعلٍ يفعله الإنسان، وهو في الإنفاق والاستهلاك أشهر. الإِسْرَافُ هو كل ما يُبذلُ في غير وجههِ الصحيح، ويُتجاوز فيه الحد المشروع. يقول تعالى: {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا}، وفي الحديث الحسن قال ﷺ: "كُلُوا واشرَبوا والبَسوا في غيرِ إسرافٍ ولا مَخيلةٍ". تأمل كيف نهى الله عن الاسراف وذمَّه، وخوَّف من عاقبته؛ فقال سبحانه: }وَأَهْلَكْنَا المُسْرِفِينَ{، وقال عزّ وجل: }وَأَنَّ المُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ{، وقال تعالى: }وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسْرِفِينَ{.
نعم يا عباد الله: الإسراف صفةٌ مذمومة، وهي من صفات الكافرين؛ فقد أسرفوا على انفسهم بالكفر، وكفى به اسرافًا وتجاوزًا للحد، يقول تعالى: {وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيات رَبِّهِ}، والاسراف من صفات الجبارين والظلمة، يقول تعالى: {وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ}، والاسراف من صفات الفاسدين المفسدين، قال تعالى: {وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ}.
ومن عظمة الإسلام أنه قدم للبشرية منهجًا مثاليًا متكاملًا، يحكم جميع شئون الحياة بالعدل والميزان، والقسطاس المستقيم، ولذلك النهى عن الإسراف بشتى صوره وأشكاله، فقال تعالى: {وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا}.
أَيُّهَا المُسلِمُونَ: مَا تُعَانِيهِ مُجتَمَعَاتُ اليَومِ مِن ضِيقٍ في الأَرزَاقِ، وَغَلاءٍ في الأَسعَارِ، ومحقٍّ في البَرَكَاتِ، كلُّ ذلك مِن آثَارِ تَرَاكَم الذنوب والمعاصي، وما فشا من الجرأة على المحرمات، والمجاهرةِ بالتعدي على حدود الله، وضعفٍ لإنكار المنكر، وغَفلَةٍ عَن شُكرِ المُنعِمِ، وَتَركٍ للصَّلَوَاتِ، وَتَضيِيعٍ للأَمَانَاتِ، وَإِهمَالٍ للمَسؤُولِيَّاتِ. وفي الأثر: ما نزل بلاءٌ إلا بذنب، وَلا رفِع إلا بتوبة، وفي محكم التنزيل: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}، وقال تعالى: {وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنَا عَلَيهِم بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرضِ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأَخَذنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكسِبُونَ}. وعن ابنُ عُمَرَ رضي الله عنهما مَا قَالَ: أَقبَلَ عَلَينَا رَسُولُ اللهِ ﷺ فَقَالَ: "يَا مَعشَرَ المُهَاجِرِينَ، خَمسُ خِصَالٍ إِذَا ابتُلِيتُم بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللهِ أَن تُدرِكُوهُنَّ: لم تَظهَرِ الفَاحِشَةُ في قَومٍ قَطُّ حَتى يُعلِنُوا بها إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوجَاعُ الَّتي لم تَكُنْ مَضَت في أَسلافِهِم الَّذِينَ مَضَوا، وَلم يَنقُصُوا المِكيَالَ وَالمِيزَانَ إِلاَّ أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ المُؤنَةِ وَجَورِ السُّلطَانِ عَلَيهِم، وَلم يَمنَعُوا زَكَاةَ أَموَالِهِم إِلاَّ مُنِعُوا القَطرَ مِنَ السَّمَاءِ وَلَولا البَهَائِمُ لم يُمطَرُوا، وَلم يَنقُضُوا عَهدَ اللهِ وَعَهدَ رَسُولِهِ إِلاَّ سَلَّطَ اللهُ عَلَيهِم عَدُوًّا مِن غَيرِهِم فَأَخَذُوا بَعضَ مَا في أَيدِيهِم، وَمَا لم تَحكُمْ أَئِمَّتُهُم بِكِتَابِ اللهِ تعالى وَيَتَخَيَّرُوا فِيمَا أَنزَلَ اللهُ إِلاَّ جَعَلَ اللهُ بَأسَهُم بَينَهُم" صَححه الأَلبَانيُّ.
ومع الأسف يا عباد الله: فلقد تحوَّل الإسرافُ في عصرنا هذا مِن سلوكٍ فردي لبعض الأغنياء، إلى ظاهرةٍ شبه عامة، يقع فيها كثيرٌ من الناس شعروا أم لم يشعروا. بل إنه والله ليحقُّ للمرء أن يُسميه مرضُ الاسراف أو حمى الاستهلاك. وحين يتأمَّلُ المسلمُ كتاب ربه، ويتدبرُ آياته كقَولَه تَعَالى: {وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا قَريَةً كَانَت آمِنَةً مُطمَئِنَّةً يَأتِيهَا رِزقُهَا رَغَدًا مِن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَت بِأَنعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الجُوعِ وَالخَوفِ بِمَا كَانُوا يَصنَعُونَ}، وقوله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}. وقوله جل وعلا: {وَإِذْ تَإذن رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}.. فحين يتأملها سيجد في مَجمُوعِها بَيَانًا شَافِيًا، ودليلًا كَافِيًا، أن لله سُنَنًا كَونِيَّةٍ، ونواميسَ قدرية، لا تَتَغَيَّرُ ولا تَتَخَلَّفُ، ولا تحابي ولا تجامل، فالإِيمَانُ وَالتَّقوَى، وشكر المنعم جلَّ وعلا، هي أهم وأكبرُ أسبابِ الأَمنِ وَحلول البَرَكَات، وأن كفر النعمة وإساءة استخدامها مؤذنٌ بزوالها، وحلول العقوبات العاجلة، قال جل وعلا: {وَإِذْ تَإذن رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}.
ومنهج الإسلام الحكيم، أن الغنى في الإسلام غنى النفس وقناعتها بالقليل. الغني بقدر ما تستغني عن الأشياء، لا بكثرة ما تقتنى. فالمسلم مأمور أن يربي نفسه على الاستغناء عن الأشياء بدل الاستكثار منها؛ حتى لا تستعبده المادة، ويألف كثرة الاستهلاك، فينساق بلا بصيرة إلى الإسراف المذموم، وهَدر الأموالِ فيما لا ينفعُ. يُؤَيِّدُ ذَلِكَ قَولُهُ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: "مَن أَصبَحَ مِنكُم آمِنًا في سِربِهِ، مُعَافىً في جَسَدِهِ، عِندَهُ قُوتُ يَومِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَت لَهُ الدُّنيَا بِحَذَافِيرِهَا" والحديث حَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ. فاتقوا الله عباد الله، واحذروا سخطَ الجبار، وارعوا نعمته، فلذة الحرام ساعة، ولذة الطاعة إلى قيام الساعة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}.
بارك الله.
اتقوا وكونوا مع الصادقين، وكونوا من {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ}.
حين يتأمل العاقل في أحوال الناس، يجد أن أكثرَ الناسِ ليسوا بحاجةٍ لزيادة مستوى الدخل، بقدر ما هم في حاجةٍ ماسة لحسن التدبير في المعيشة والاقتصاد فيها. وقبل ذلك وبعده الأخذ بأسباب حلول البركة من الله فيما يرزقهم. ومما ينسب لابن مسعود رضي الله عنه قوله: الاقتصادُ في النفقةِ نِصفُ المعيشةِ.
فالتوسط والاعتدال والاقتصاد في النفقة: قاعدة من قواعد الإسلام الكبرى، والإفراط أخو التفريط، ومن المنهج الصحيح، أن يقنع الانسان بما يجد، ولا يتكلف ما فُقد. ومن جمال الإسلام وواقعيته، أنه لا يدعو إلى ارتداء الخِرَق البالية إذا كان بالإمكان تحصيل ما هو أفضل منها، ولا إلى تجويع النفس إذا كان بالإمكان تحصيل الطعام الطيب، بل جاء في الحديث الحسن: "إنَّ اللَّهَ يحبُّ أن يرى أثرَ نعمتِهِ علَى عبدِهِ". وحين أثنى الله على عباده قال: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا}، فهم يأكلون ليعيشوا، ويعيشون ليعملوا، ويعملوا ليعطوا الحياة قدرها وقيمتها، ويحفظوا لها سبب وجودها ووظيفتها، يعملون للدنيا بقدر بقاءهم فيها، ويعملون للآخرة بقدر بقاءهم فيها. عبادةً لله، وإحسانًا إلى عباد الله، وطمعًا ورجاءً في عظيم ثواب الله، وخوفًا وخشية من أليم عقاب الله، يأخذون من الطيبات نصيبهم، ويستمتعون بما أباح الله لهم، يقفون عند حدود الله ولا يتجاوزونها، {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ}.
نعم يا عباد الله: فإن الكريم ذا المروءة من يعرف للمال قدره ومكانته، فيضعه في مواضعه، ويُنزله منزلته، عنده في الحياة مطالب يبذل فيها المال بسخاء وسماحة نفس، يؤدي الحقوق ولوازم النفقة. على نفسه ومن يعول. قال ابن مسعود رضي الله عنه: (التبذير: هو الإنفاق في غير حق. أما الإنفاق في الحق فلا يُعد تبذيرًا). وقال مجاهد: (لو أنفق إنسانٌ ماله كله في الحقِ لم يكن تبذيرًا. ولو أنفق مُدًا في غير حقٍّ كان تبذيرًا). فمصارف البر واسعة، وحينما قال أهل العلم: لا خير في الإسراف، قالوا أيضًا: لا إسراف في الخير، وحينما قالوا: لا تنفق في الباطل ولو قليلًا، قالوا أيضًا: لا تمنع عن الحق قليلًا ولا كثيرا. وخير من كل ذلك: قول الحق جل وعلا: {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ البَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا}. فهل يضرُّ أولي الفضل والسعةِ والغنى أن يقتصدوا في أطعمتهم وملابسهم، وأن يوفروا في حفلاتهم ومناسباتهم، وأن يرَّشدوا من استهلاكهم ونفقاتهم، ثم يبذلوا أموالهم فيما تكتمل به مروءتهم، وما يسمو به نبلهم، وما تدعو إليه حقوق مجتمعهم وأمتهم. والله إن ذلك لممَّا يزيدهم كرامةً إلى مكارمهم، ورفعةً إلى رفعتهم، وذلكم هو مسلك التوسط والعدل، وسبيل الفضل والنبل، وسطٌ خيار، بين البخل والإسراف، وميزان عدل، بين الشحُّ والتبذير، وقوامٌ قِسط، بين الإفراط والتفريط. صراطٌ مستقيم، ومسلكٌ متوازن، يملك به العبدُ الدنيا، ليسخرها للدين، ويأخذ من متاع الأولى ما يبلغه المنازل العالية في الدار الأخرى، {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}.
فاتقوا الله معاشر المؤمنين، واحفظوا أموالكم، اكتسبوها بحقٍّ، وأنفقوها في الحقِّ؛ واستعينوا بها على طاعة الله، ففي الحديث الصحيح: قال عليه الصلاة والسلام: "لا تزولُ قدما عبدٍ يومَ القيامةِ حتى يُسألَ عن أربع: عن عُمُرِه فيما أفناه، وعن شبابهِ فيما أبلاه، وعن مالهِ من أين اكتسبهُ وفيم أنفقهُ، وعن علمهِ ماذا عملَ به". ويا ابن آدم عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، البر لا يبلى والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، وكما تدين تدان.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد