بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
كان محمد عبدالوهاب يقف خلف الكواليس خوفًا من فشل التجربة، لقد كانت *فاتت جنبنا* تجربة جديدة تمامًا على عبد الحليم،خاصة أنها أول أغنية طويلة على المسرح تحكي قصة وكأنها فيلم سينمائي بعد نجاح أغنية *ساكن قصادي* التي قدمتها نجاة الصغيرة، تحمس عبد الحليم لفكرة المؤلف *حسين السيد* وطلب من عبد الوهاب تلحينها فقط، وأنه سيتحمل مسؤليتها الكاملة على المسرح، وراهن حليم عبد الوهاب على نجاح الأغنية، ورغم نجاح اللحن من أول مقطع إلا أن عبد الوهاب خلف الكواليس وحليم على المسرح ينتظران نجاح التجربة ككل، وعندما قال حليم نهاية القصة السعيدة *وجاني الرد جاني ولقيتها بتستناني،، وقالتلي أنا من الأول بضحكلك يا أسمراني*، صرخ الجمهور واشتعلت القاعة بالتصفيق فضحك حليم ضحكة البطل المنتصر في القصة ثم نظر إلى عبد الوهاب في كواليس المسرح وهو يضحك ضحكة الفائز بالرهان.
يقول أحد المفكرين: لاحظت أن أكثر من يُعاني هم من تَربّى جيّدًا.. تربيتهم وضعت لهم حدودًا وأدبًا وشرفًا يحترمونه، لا يستطيعون معها تجاوز مبادئهم بينما الآخر لا حدود له، يسبح في بحر الوقاحة بلا ضمير ولا حدود ولا رادع.
عندما سأل مدير ثلاثة موظفين في العمل هل 2+2=5؟
فأجاب الأول: نعم يا سيدي = 5
أما الثاني فأجاب: نعم يا سيدي = 5 إذا أضفنا لها 1
والثالث قال: لا يا سيدي خطأ فهي = 4
وفي اليوم الثاني لم يجد الموظفون زميلهم الثالث في العمل وبعد السؤال عنه علموا أنه تم الاستغناء عنه!
فتعجب نائب المدير وقال للمدير يا سيدي لما تم الاستغناء عن الثالث؟
فرد قائلًا:
فأما الأول فهو كذاب ويعلم أنه كذاب (وهذا النوع مطلوب).
وأما الثاني فهو ذكي ويعلم أنه ذكي (وهذا النوع مطلوب).
وأما الثالث فهو صادق ويعلم أنه صادق (وهذا النوع متعب ويصعب التعامل معه(.
فسأل المدير نائبه: والآن هل 2+2=5؟
فقال نائبه:
سمعت قولك يا سيدي وعجزت عن تفسيره فمثلي لا يستطيعون تفسير قول عالِم!!
فرد المدير قائلًا: وذلك النوع منافق (وهذا النوع محبوب).
صعب أن تعيش بواقع مؤلم وزمن كل جميل فيه قبيح!! وكل محمود مكروه!! وكل تافه مرموق!! وكل لص مرفوع!! وكل شريف مكسور!!.
في كتابه *نظام التفاهة* يقول الفيلسوف الكندي «آلان دونو»: إن التافهين قد حسموا المعركة لصالحهم في هذه الأيام، لقد تغير الزمن زمن الحق والقيم، ذلك أن التافهين أمسكوا بكل شيء، بكل تفاهتهم وفسادهم؛ فعند غياب القيم والمبادئ الراقية، يطفو الفساد المبرمج ذوقًا وأخلاقًا وقيمًا؛ إنه زمن الصعاليك الهابط.
ويؤكد: *وكلما تعمق الإنسان في الإسفاف والابتذال والهبوط كلما ازداد جماهيرية وشهرة*.
ويضيف «آلان دونو»: *إن مواقع التواصل نجحت في ترميز التافهين، حيث صار بإمكان أي جميلة بلهاء، أو وسيم فارغ أن يفرضوا أنفسهم على المشاهدين، عبر عدة منصات تلفزيونية عامة، هي أغلبها منصات هلامية وغير منتجة، لا تخرج لنا بأي منتج قيمي صالح لتحدي الزمان!*.
ويقول د. أحمد خالد توفيق: *كل محدودي الذكاء أو غير المهرة يشعرون بفوقية شديدة وتعال على الآخرين. الأشخاص الأذكياء يشعرون دومًا بعدم الرضا عن النفس وبأنهم ليسوا بهذه البراعة، ولربما حسبوا أن ما يقومون به ببساطة هو شيء سهل يقوم به أي واحد آخر*.
تذكر الفيلسوف اليوناني الذي قال: إني أعرف أني لا أعرف.
يقول كونفوشيوس: المعرفة الحقيقية هي أن تدرك مدى جهلك.
ويقول برتراند راسل: *مصيبة عصرنا هو أن من لا يفهمون يشعرون بالتفوق، بينما الأذكياء فعلًا تملؤهم الشكوك*.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد