نور المصطفى


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

عَــــامٌ يـَـمُــرُّ وَتـَنْـقـَضِـيْ أَعْــمَــارُ

وَلـَـنَـا بـِـنُـوْرِ الـمُـصْـطَفَى تِــذْكَـارُ

مَــا أَغْـرَبَ الأَيـَّامَ كَـيْفَ تَـقَاطَرَتْ

وَتـَزَاحَـمَـتْ مِـــنْ فِـعْـلِهَا الأَقْــدَارُ

أَرْسَــى عَـلـَى هَـامِ الـزَّمَانِ مَـكَانَةً

وَهـَـمَـى يُـعَـطِّرُ عَـيْـشَنَا الـمُـخْتَارُ

وَيُفَارِقُ الأَرْضَ الحَبِيْبَةَ مُرْغَـمًا

وَبـَكَـتْ عَـلـَى فَـقْدِ الـحَبِيْبِ دِيـَارُ

مِــنْ كَـيْـدِ مَـكَّـةَ والـعَـزِيْزُ يَـحُـفُّهُ

واللَّهُ يَــغـْـلـِـبُ أمـْـــــرُهُ الــقَــهَّـارُ

يَـا وَيْـــلَ مَـنْ يُـؤْذِ الـنَّبِيَّ وَحِـزْبَهُ

خـِـــزْيٌ يـَحِـيـْقُ بِـفَـاعِـلِيْهِ وَعَـــارُ

فَـلَـنَـا بِــأَرْضِ الأَكـْرَمِـيْنَ مُـنَـاصِرٌ

وَلـَـنـَـا بِــيـَثـْرِبَ مَــنْـعَـةٌ وَجِـــوَارُ

فَـاهْـنَأْ أَبـَـا بـَكْـرٍ بـِأَجْـمَلِ صُـحْبَةٍ

فَــلَأَنـْتَ فِــيْ ســَبْقِ اليَقِيْنِ فَـخَــارُ

وَأَبـُــوْ تُـــرَابٍ بِـالـثِّـيَابِ مُـــــدَثَّرٌ

وَالـمُـشْرِكِيْنَ إِلــَى الـفِرَاشِ قِـطَارُ

وَاللَّهُ يَـحْـكُمُ مَــا يُـرِيْدُ وَيـَرْتَضِيْ

وَهـَــوَ الـعَـلِـيْمُ وَعـِـنـْدَهُ الأَسْـــرَارُ

يـَحْثُوْ الـتُّرَابَ عَلَى العُيُوْنِ وَكُلُّهُمْ

عُــمْـيٌ وَشَـــاهَ الـبَـغْـيُ وَالـفُـجَّـارُ

خَـابُوْا وَذَلَّ الشِّـرْكُ فِـي أَذْهَــانِهِمْ

وَهـَوَى إِلَى قَاعِ الحَضِيْضِ حِصَارُ

وَتـَفَـرَّقَ الـجَـمْعُ الـمُدَجَّجُ بِـالأَسَى

وَمَـضَـتْ تُـطَـأْطِئُ رَأْسَـهَـا الـكُفَّارُ

يـتخَافَتُونَ وَفـِي الـشِّــفاهِ تَـعَجُّــــبٌ

وَعـَـلـَى الــوُجُـوْهِ مـَـذَلَّـةٌ وَصَـغَـارُ

يـَـا فَـرْحَـةَ الـصِـدِّيْقِ يـَـوْمَ يـَنَالُهَا

بُــشْـرَى، وَيــُشْـرِقُ لـِلـْنَّـبِيِّ الــغَـارُ

وَقـُرَيْشُ فـِي طـَلَبِ الـنَّبِيِّ مَوَاكِبٌ

نَــبـْـلٌ وَسَــيـْـفٌ حَــرْبَـةٌ وشِــفَـارُ

تَغْشَاهُ فِي كَــنَـفِ القَوِيِّ سَكِـــيْـنَةٌ

وَغَـــدَتْ عَـلَـيْـهِ حَوَاجِــزٌ وَسِـتَـارُ

مَـــا ظَـنُّـكُمْ بِاثْنَيْنِ رَبِّــي ثـَالـِثٌ

وَاللَّهُ يـُـنـْـجِـزُ وَعـْــــدَهُ الــجـَـبَّـارُ

مَـا يـَنْطِقُ الـقَلْبُ الـمُطَهَّرُ بـِالهَوَى

أَفَــهَـلْ تُــكَذِّبُ وَحْـيَـهُ الأَبْـصَـارُ؟

هَـــذَا سُـرَاقَـةُ قـَـدْ أطَــلَّ بـِخَـيْلهِ

طَــمَـعًـا يُــحَــرِّكُ قَــلْـبَـهُ الـدِّيـْنـَارُ

سَـاخَـتْ بـِـهِ أرْضُ الـيَبَاسِ كَـأَنَّهَا

وَحـْـــلٌ تُــلَـيِّـنُ تُــرْبَــهُ الأَمْــطَــارُ

أَفَهَـــلْ تُمَارُوْنَ الحَبِيْبَ بَمَــا رَأَى

أَوْ أنْ تُــزَيَّــفَ بـَعْـــدَهُ الأَخْــبـَارُ؟

فــالـحَـقُّ مُـنْـتَـصُـرٌ بــِعِـزَّة قـَــادِرٍ

وَلــَـهُ عَـلـَى أَرْضِ الـصُّمُودِ غِـمَارُ

بَـلْ سَـائِلِ الـشَّاةَ الـلَّبُوْنَ وَضَرْعَهَا

كـَيـْفَ اسْـتـَفَاضَ حَـلِيْبُهَا الـمِدْرَارُ

يــَـا أمَّ مَـعْـبَدَ قَــدْ أظَـلَّـكِ رَحـْمَـةٌ

بـَـرَكَــاتُـهُ بِـــيَــدِ الــغَــنـِيِّ تُــــدَارُ

فَـلْـتَـبْشِرِيْ كُــلُّ الـمَـرَابِعِ رَوْضَــةٌ

مـَـا عَــادَ يَـقْرَبُ بَـيـْتَكِ الإِعْـسَارُ

وَرُفِـعْتَ بِـالآيَاتِ قَـدْرًا فِي الوَرَى

والـمُـعْجِـــزَاتُ مِــنَ الإِلَــهِ كِـثَارُ

والـصَّحْبُ يَلْتَاعُ الحَنِيْنُ بِرُوْحِهِمْ

وَعَــلَـى الــوُجُـوْهِ تَـبَـسُّـمٌ وَوَقَــارُ

وَعَـلَى جَـنَاحِ الـحُزْنِ قَـلْبٌ صَـابِرٌ

سُــقْــمٌ وَجُــــوْعٌ فَــاقَــةٌ وَغَــبُـارُ

رَجَّــتْ لـَـهُ جَـنَـبَاتُ طَـيْبَةَ فَـرْحَةً

والـشَّـوْقُ يَـعْـزِفُ لَـحْـنَهُ الأَنـْصَـارُ

كـُلُّ الأَمَـاكِنِ مِـنْ قُـدُومِكَ سَيِّدِيْ

وَهَـــجٌ وَبِــشْـرٌ خُــضْـرَةٌ وَنَــضَـارُ

نُـظِمَتْ بُدُوْرُ الحُسْنِ فِي قَسَمَاتِهِ

وَتَـجَـمَّعَتْ فــِي وَجْـهِـهِ الأَقْـمَـارُ

فُـقْتَ الـجَمَالَ وَأَنْـتَ أَقدَسُ عَابِدٍ

حَـتَّى اسْـتَحَتْ مِـنْ نُـوْرِكَ الأَنْوَارُ

وَلَـوَاعِـجُ الـحُـبِّ الـمُـعَتَّقِ بـِالهُدَى

يَـحْـكِيْ جـَمَـالَ فُـصُـوْلِهِ الإِيْـثَـارُ

أنْــعِـمْ بـِـأَوْسٍ إِذْ فَـدَتْـهُ بِـرُوْحِـهَا

وَهَــفَـتْ إِلـِـيـْهِ الـخَـزْرَجُ الأَخْـيَـارُ

وَهَـبُوْا الـنُّفُوْسَ إِذَا الـمَنِيِّةُ أَقْبَلَتْ

تـَحـْكِيْ الأُسُــوْدُ وَيَـفْـصِلُ الـبَـتَّارُ

وَجَمَعْتَ أَشْتَاتَ القَبَائِلِ بَعْدَمَا

عَـصَـفَتْ بِيَثْرِبَ فُـرْقَـةٌ وَشِجَـارُ

يَــا سَـيِّدِيْ الـمُخْتَارُ دِيْـنُكَ غَـالِبٌ

وَهُــوَ الـحـَنِيْفُ وَمَــا عَــدَاهُ بَـوَارُ

فَــلـَكَ الـمَـنَاقِبُ تَـزْدَهِـيْ بِـمَـهَابةٍ

وَإِلـَـيـْكَ حَــصْـرًا بـِالـبَـنَانِ يُــشَـارُ

أَنـْتَ الـرَّوَاءُ إذَا الـقُلُوْبُ تَـعَطَّشَتْ

ولَــكَـمْ بِـعَـدْلِـكَ يَـهْـتَـدِيْ الأبـــرارُ

وَأَقَمْــــتَ فـِـيْ دَارِ الـنُّبُوَّةِ وِحْـدَةً

حَــتَّـى تَـلَاشَـتْ عِـنْـدَهَا الأَسْــوَارُ

وَاللَّهُ شَــرَّفَــهَـا بِــطَــلَّـةِ أَحْـــمَــدٍ

وَتَفَتَّحَـــتْ بِـضِيَائِـهِ الأَمْصَـــــارُ

وَلِـفَيْضِ ذِكْـرَاكَ الـسَّنِيَّةِ نَكْتَـسِيْ

شَـوْقًـا وَتَـسْـكُبُ دَمْـعَـهَا الأَنْـظَـارُ

شَـهِدَتْ بِـصِدْقِكَ يَـا مُـحَمَّدُ أَلسُنٌ

تَبْكِيْ الجُذُوْعُ وَتُجْهِشُ الأحْجَـــارُ

أَظَــنَـنْـتَ أنَّ اللَّهَ يَــخْــــذُلُ عَــبْـدَهُ

فَـلَـسَـوْفَ يُـنْـصَرُ عِـنْـدَهُ الأطْـهَـارُ

وَلَئِنْ تَمَادَى المَـاكِـرُوْنَ بِمَكْرِهِمْ

فَاللَّهُ فَــوْقَ خِــدَاعِــهــــــِمْ مَكَّـــارُ

واللَّهُ مُــظْــهِـرُ دِيْـــنَــهُ لـحَـبِـيْـبِـهِ

مَــهْـمَـا تَآلَــــــبَ ضِدَّهُ الأَشْـــرَارُ

هِـيَ سُـنَّةُ اللَّهِ الـبَلِيْغَةُ فـِي الوَرَى

وَالــدِّيـْنُ آيـَــةُ نـَـصْـرِهِ الإِظْـهَـارُ

فـَاهْجُرْ رَغَـائِبَكَ الرَّخِيْصَةَ قَانِعًا

وَطِـــعِ الـنـَّبـِيَّ فَـمَـا سِـوَاهُ الـنَّـارُ

وَاهْـجُـرْ بِـهِـجْرَتِهِ الـرَّذَائِلَ وَاقْـتَدِ

نـَـهْــجَ الـكِــــــتَابِ فَــإِنَّـهُ أَذْكـَــارُ

وَالْـجَـأْ لـِرَبِّكَ لـَسْتَ تُـعْدَمُ فَـضْلَهُ

وَهُـــوَ الـمُـجِـيْرُ وَلَا عـَلـَيْـهِ يُـجَـارُ

يــَـا سَـيـِّدَ الـثَّـقَلَيْنِ زُرْتُــكَ وَالِـهـًا

وَالـشَّـوْقُ بـَيـْنَ جَـوَانِحِيْ إِعْـصَارُ

وَجَثَوْتُ وَاللَّهَفَاتُ تَنْزِفُ مِنْ دَمِيْ

نَــزْفــًا وَدَمْــــعُ لَـوَاحِـظِـيْ أَنْــهَـارُ

أَمْـسَـيْتُ مِـنْ أَنْـوَارِ طَـيْبَةَ مُـوْثَقًا

وَغَــدَتْ قُـوَايَ عَـلَى الـثَّرَى تَـنْهَارُ

تَـبـْكِيْكَ يـَـا خَـيْـرَ الـبـَرِيَّةِ رَوْضَـةٌ

وَمـَــرَابـِــعٌ وَمَــسَــاجِــدٌ وَقِـــفَــارُ

أَنَّى لِحَـــــرْفٍ أَنْ يُوَافِيْ ذِكْـــرَكُمْ

أَوْ أنْ تُحِيــْطَ جَــــنَابَكَ الأَشْــعَــارُ

صَـلَّـى عَـلَيْكَ اللَّهُ يَـا خَـيْرَ الـوَرَى

مـَـــا عَــــمَّ لـَـيْـلٌ دَائِـــــمٌ وَنَــهَـارُ

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply