بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
ليكونَ طالبُ العلمِ متحدثا بارعًا لا بُدَّ أن يَمُرَّ بمرحلتين:
· أما المرحلة الأولى، وتُسَمَّى المرحلةَ النظريةَ:
فلا بد أن يَدْرُسَ فيها طالبُ العلمِ كتابًا في النحو وكتابا في الصرف وكتابا في البلاغة، بشرط أن تكون الدراسة على يدِ متخصصٍ في هذه العلوم للإتقان واختصار الوقت.
ولا يظننَّ أحدٌ أن البراعة في الحديث تُكتسب من الناحية النظرية فقط، فكم من متبحر في العلم النظري كثير الأخطاء، ركيك الكلام، ضعيف الحجة؛ لقلة تدربه.
ولا يخفى عليكم أن كثيرًا من الناس يحفظون ألفية ابن مالك وإذا طلبتَ من أحدهم أن يتكلم بالفصحى خمسَ دقائقَ فقط فكأنك طلبت منه أن يصعد إلى السماء أو أن ينقل جبلًا من مكان إلى مكان.
فلا بد من الإكثار من التطبيق العمليِّ بعد الدراسة النظرية، وهذا ينقلنا إلى المرحلة الثانية.
· وأما المرحلة الثانية فهي مرحلة التطبيق العملي:
وتشتمل هذه المرحلة على أشياء كثيرة منها ما يلي:
1- أن يقرأ طالب العلم كثيرًا في النصوصِ الجيدةِ السَّبْكِ الحسنةِ المباني والمعاني.
وأعلاها وأشرفها الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه القرآن الكريم.
- وليقرأ كثيرًا في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم؛ فهو أفصح من نطق بالضاد.
- ويقرأ من الشعر المُعلَّقات.
- وأختار لطالب العلم من كتب المُحْدَثين:
(وحي القلم) للرافعي، و (النظرات) للمنفلوطي.
ولا بد أن تكون القراءة بصوت عالٍ للتدرب؛ لأن حديثنا هنا عن الذي يريد أن يكون متحدثًا بارعًا.
2- أن يَحصُل طالب العلم على نصوص غير مضبوطة بالشكل لكُتَّاب مُتقنين، ثم يضبطها حرفيًا بالشكل، ثم يعرضها على متخصص ويراجع ما أخطأ فيه.
وتكون هذه النصوص لأكثر من كاتب، ويكرر هذه المسألة كثيرًا إلى أن يشعر بتحسن في هذا الباب.
3- إن كان طالب العلم محاضرًا فليكن إلقاؤه بالفصحى وليَعرِضْ محاضرته قراءة على متخصص قبل إلقائها.
وكلما أخطأ في مسألة أو نُبِّهَ إلى مسألة راجعها في كتب القواعد إلى أن تستقيم لغته.
4- أن يستمع طالب العلم كثيرًا إلى المتحدثين البارعين ليقلدهم.
وأنا أحسب أنه يستطيع أن يُقَوِّمَ لغته ويكون ماهرًا في سنةٍ واحدةٍ إن شاء الله إن كان جادًّا.
أسأل الله أن يعلمني وإياكم.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد