بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
وبعد، خبيئة من خبايا الدنيا لو علمتها علمت كيف تتعامل معها..
لربما تتسأل لماذا لا تسير الأمور في الدنيا كما نُريد.
سُبحان الله، لا تستقيم هذه الدنيا لإنسان!
يأتيه المال ويفقد الطمأنينة، تأتيه الطمأنينة ويفقد المال، يأتيه المال والطمأنينة فيفقد الزوجة الصالحة، تأتيه الزوجة الصالحة فيفقد الأولاد الأبرار، يأتيه أولاد أبرار لكن ليس له دخل يكفيهم، يأتيه دخل يكفيهم وأولاده أشرار، كلّ شيءٍ حوله علىٰ ما يُرام لكن صحّته معلولة!!
يقول سفيان الثوري -رحمه الله-:
إن هذه الدنيا دار التواء لا دار استواء، ومنزل ترحٍ لا منزل فرح، فمن عرفها لم يفرح لرخاء، ولم يحزن لشقاء، قد جعلها الله دار بلوىٰ، وجعل الآخرة دار عقبىٰ، فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سببًا، وجعل عطاء الآخرة من بلوىٰ الدنيا عوضًا، فيأخذ ليعطي، ويبتلي ليجزي.
إذًا هي دار إلتواء - لا دار استواء -
يعني لا تستوي أبدًا، مُحال أن تستقيم لك الأمور كلّها..
رُكِّبت هذه الدنيا علىٰ النقص رحمةً بنا، ولو جاءت لك الأمور كما تشتهي فهذه أكبر مُصيبة، لأنه لو تمَّت لك الأمور كما تريد، لركنت إلىٰ الدنيا، ولكرِهت لقاء الله - عزَّ وجلَّ -
اللَّهُمّ رَبنّا يَا وَاسِع نَسْأَلَكَ الثُّبَّات حَتَّىٰ الْمَمَات وَالرِّضَىٰ التَّامّ بِمَا قَدَّرَت لَنَا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد