باسم الإله الخالق الصمد ابتدا *** من كان يرجـو الفوز والحسنى غـدا
ثم الصــــلاة على النبي المقتـدي *** بالصالحين، وفاز من بهـم اقتـــدى
ظهرت بفاتحــــة الكتاب عجائب *** مخبــــــوءة أسرارها لن تنفدا
بهرت قلــــوب السالكين فأدلجوا *** قد يبــــلغ الساري المنازلَ مجهدا
فإذا تســــربل بالظلال وريفــة *** نسي اللغــــوب بها وصار الأسعدا
فإذا الدروب تشعّـــبت يوما فقل: *** ربي بـ (فاتحة الكتاب) قنــا الردى
وقنا لظى الوســـواس والخناس يا *** ربي بحق (الناس) وارزقنا الهــدى
وبســـورة (الفلق) المبـاركة التي *** عذنا بمنزلهـــا احـللـنّ معقّدا
وبســـورة (الإخلاص) خلّصنا إذا *** صار السحاب من الخطوب ملبّــدا
واصــرف قضاء الشر عن ساحاتنا *** ما قام يتلو مقـــرئ: (تبّت يدا)
تبت يــدا الباغي بأمة أحمـــدٍ, *** سوءا، ألا بـوركتِ أمّـــة أحمدا
كنتِ المجــــير لمستجير خائفٍ, *** كنـت المبير لمن تجبر مزبــــدا
قد (جاء نصــر الله)، أبشـر يا فتى *** وقدَ آن للأيام أن تتـشهّــــدا
فتزيّــني بطحاءَ مكّة والبســي *** حلـل الهدى، لا طيلسانا عسجـدا
فـ (الكافـرون) تزلزلت أركانهم *** لما تجلى الحق سيفاً مــــفردا
ولربّ باغٍ, قــد أكبّ مضرّجا *** ولكم مشى بين الورى مستأسدا
وإذا ظمئنا فاســــقناها شربةً *** من (كوثر) قد أذهـبت حر الصدى
وبســورة (الماعون) أعظم أجرنا *** واجبر إلهي ما وهـــى وتقصّدا
وبســـورة(الإيلاف) ألّف بيننا *** كرماً وآمِـن خوفـــنا المتجددا
واحفظ عبادك من نيوب الجوع، ما *** عبدوا سـواك، ارزق حلالا أرغدا
و(الفـيل) آية مولد الهادي وكم *** من آية ظهـرت تَزين محــمّدا
(ويل لكلّ) مـعاند مستــكبر *** قد جمّع المال الوفـــير وعدّدا
(والعصر) إنّ الحشر حق ناطقٌ *** فانظر لما زرعت يداك لتحصدا
(ألهاكمُ) شـر التكاثر غفــلةً *** والله يقصـــم من بغى وتمردا
قرعتــك (قارعة) النوائب جمةً *** (والعاديات) غدت لركبك مرشدا
سارع إلى الخـيرات، واتّرِك الونى *** واغرف من النور الذي لك قد بدا
ستقـــول إما (زلزلت زلزالها) *** يا ليتـني..هي زفرة ذهبت سدى
تلك الفــسيلة في يديك نضيرة *** فاغرس تنل يدك العـطاء الأحمدا
هيهـات، (لم يكن الذين) استكبروا *** أن يهتـدوا من بعدما صدوا الهدى
يا ربنا، في (ليلة القـدر) استجب *** لدعائنا واهـــد السبيل الأرشدا
وامنن علـــينا بالعطاء تفضلا *** أيكـون بابك عن فقيرك موصدا؟
(اقرأ) - تعالى -الله قائلها الذي *** أعطى النبــوّة والبيــان محمدا
(والتين والزيتـــون) مالك مانع *** إلا إله العــرش ممن أرعـــدا
فاشـــرح صدور المومنين إلهنا *** بـ(الشرح) للحـق استبان ممددا
واعصـــمهمُ من زلة تهوي بهم *** وقهم مكايد مــن أعـدّ وعدّدا
لا (والضحى)(والليل) إذ يغشى الورى *** (والشمس)و(البلد)الذي شهد الهدى
قسما تعاظـــم قدره، (والفجر) لم *** يكشف سوى الرحمن (غاشية) الردى
فانهـــض و(سبّح باسم ربك) إنهم *** قامــــوا لربك راكعين وسجدا
وشعاع هذا (الطارق) انتظم الورى *** لك آية فيـــــما تراه مجسّدا
ربّ (البروج) و(الانشــقاق)كرامة *** باعـد عن (التطفيف) ملتمس الندى
وقنا إذا (انفطــرت) عذابك رحمة *** وقنا لدى (التكـــوير) شرا مزبدا
(عبس)الكــريم، ومن سواه راحم *** أن جاءه الأعمـى وقد رحم العدى
يرجـــــو هدايتهم كأن فؤاده *** أمّ تهدهــــد من بكى واسترفدا
(والنازعـات) هي النذير لذي الحجى *** وهي البشــــير لمن تدبر واهتدى
هذا هــــو (النبأ العظيم) فلذ به *** وارج الإله وكـــن به مستنجدا
(والمرسلات) و(هل أتى) تهدي الفتى *** ليكـــون في يوم (القيامة) أرشدا
يا رب بـ(المزّمل)ارحـــم ضعفنا *** يا ربّ بـ (بالمدّثّر) اقصـم من عدا
(الجن) قالـــوا عندما سمعوا الهدى *** يا ربّ آمنــا بآيــــات الهدى
إذ قال (نـــوح) ربّ إنهم عصوا *** فخذ الطغــاة إليك أخذا أيّــدا
واغفر لجمــــع المومنين إذا همُ *** زلّت بهــم قدمٌ وتاهــوا شرّدا
يا(ذا المعــــارج) مالنا من ملجأ *** إلاك أنت ونعـــم بابُك مقصـدا
و(الحاقة) انقــــدحت لنا أهوالها *** يارب آمِــن روعــنا المستنجدا
يا منزل (القلـــــم) الذي آياته *** بهرت، (تبــارك) من أعاد ومن بدا
هل أنــــزل (التحريم) إلا رحمة *** فابغ الحــلال وكن به مسـترشدا
أما(الطلاق) فحــدّه القسط الذي *** تجري به الأفلاك مــن غير اعتـدا
حتى إذا (يوم التغـــابن) أقبلت *** أشراطه كلّ بما كــسب ارتدى
وإذا الوجـــوه تباينت ألوانهـا *** جاء (المنــافق) في القيامة أربـدا
بـ(الجمعة) الزهراء وحّد (صفنا) *** واجعــله كالبنيان صلدا مسندا
لا (تمتحنّا) بالـــــذي نعيا به *** واجعل جلال (الحشـر) ظلا مسعدا
تلك (المـــجادلة)التي قد أقبلت *** أضحت لحــقّ الغانيات المذودا
مــولاي أنزلت (الحديد) وبأسه *** وبه مـــنافع أعجزت من عددا
ما بال أمّــتي انزوت دون الورى *** من بعدمـا كانت شهابا مُرصِدا؟
أتظـــل في سكراتها حتى (إذا *** وقعــت) رأت داء التخاذل قيّدا؟
فإليك يا (رحمـــن) أنت المنتهى *** لا شك فيه، ومنـــك أنت المبتدا
هل لي إذا(اقتــــربت) ملاذ آمنٌ؟ *** و(النجـــم) يهوي، والسحاب تلبدا
(والطــــور)ثم (الذاريات) لنا حمى *** من كل مكـــــروه يجيء مهددا
في (قاف)آياتٌ لأصــحاب النهى *** فاقرأ وألــــق السمع حتى تشهدا
خلُقٌ سرى في سورة (الحجرات) هل *** أبصرت أســطع من سناه وأرشدا؟
إن كنت ترجو (الفتح) هديُ (محمّدٍ,) *** لك فاتــــحٌ نزل الجنان مؤبدا
فبه اقتــده إن كنت من أهل الحجى *** يا فــــوز من بالأنبياء قد اقتدى
واتل الحــــواميم اللواتي سُبّعت *** وابدأ (بالاَحــقاف) التي لن تجحدا
في الخلــــق آيات لقلب موقنٍ, *** إذ كل (جاثيةٍ,) ترصّـــدت الندا
فاتل (الدخَـــان) تفز بخير وسيلةٍ, *** تدنيــــك من دار السلام مؤكدا
واحــــذر من اتبع الهوى لبيوتهم *** سقف النضــار (وزخرف) لن يُنجدا
واسلك طـــريق الراشدين (وأمرهم *** شورى)، ومــن يبغ الصلاح استرشدا
هــذا (كتاب فُصّلت آياتــه) *** فالمعـــجزات به تصدّع جلمدا
وارحــل بقلبك نحو مغفرةٍ, أتت *** من (غافـرٍ,) يهب الذي لن ينفدا
(زُمـرٌ) تساق إلى النعيم سعيدة *** جنّــــاتها أبوابها لن توصدا
والأشقياء تساق نحو مصيرها *** زمرا يكون لها الجحيم الموردا
فادفع بـ(صادٍ,)غلّة الصادي إذا *** كنت امرأ فطنا، وكنت مسدّدا
واضرب إلى (الصافات)أكباد الدجى *** والزم إذا كثر الخــلاف المسجدا
وارحل إلى (ياسـين) مشتعل الجوى *** إذ جاء من أقصــى المدينة مرشدا
مع فتيـــــة لما تعاظم شوقهم *** باتوا لربّهـــــم ركوعا سُجّدا
يا (فاطـــراً) فطر الأنام على الهدى *** اشــــدد على قلبٍ, تجبّر واعتدى
واطمـــس على أموالهم واجعلهمُ *** أيــدي (سبا)، من راح منهم أو غدا
يا مـــن له (الأحزاب) دانت عنوة *** من بعــــدما عبث الغويّ وعربدا
اكتــــب لنا في هذه الحسنى وفي *** الأخرى، وبــاعد عن حمانا الحسّدا
يا (سجــــدةً) لله عز بنفحهـا *** من ذلّ لما توّجَــــتــه سيّدا
المؤمنــون بربّهـم إن ذُكّـروا *** آياته ذكَــروا فخـرّوا سجّـدا
(لقمان) علّــمه المهيمن حكمةً *** فدعا فتاه إلى الصـواب فوحّـدا
ولذاذةُ التوحيـد تمنحــك المنى *** واللذة الكبـرى اتّباعـك أحمـدا
و(الروم) فكّـت رهنَ أكرم صاحبٍ, *** بالحق، والصــدّيق أطولهـم يدا
(العنكبوت) ونسجها لك آيــة *** يا من فضــائله زكت فتـفردا
فاقصص ففي (القصص) اعتبارُ للفتى *** و(النمــل) فيها الصرح كان ممرّدا
حلاّك في (الفرقــان) أنّك عبده *** وكـفَـاك فخرا أن تكون معبّدا
(بالنور) نوّر أنفساً مشتاقـــةً *** فبنـورك المـحزونُ صار محسَّدا
و(المؤمنون) تدثّـــروا بمحبة *** فسعـوا إلى محراب نورك حفّدا
تسعـى إلى (الحج) القلوب مشوقةً *** و(الأنبيـاء) خُطا تزكت مقصدا
أنوار (طــه) للنعـــيم دليلنا *** وبهاء (مـــريم) لم يزل متـوقدا
ما بيــن طه والمسيـــح تفرّق *** في الدين إلا عنــــد باغ ألحدا
من هذه المشكــاة أشرقت الدنى *** وبفيضــها بُرد الظلام تبــددا
و(الكهـف) موئل كل فذّ خائف *** فاجعل يقينــك في اللقاء المذودا
سبحان من أسرى بسيّـد خلقـه *** للمسجد الأقصى، وبورك مسجدا
جبريل نادى ليلة (الإسراء) يـا *** حزت المكارم كلـها والسؤددا
و(النحل) آخــرها ملاذ للـفتى *** فابغ المعــــية يا فتى لن تشردا
يا آيــة في (الحجر) أنزلها الذي *** أوحـى، وما من رحمة أندى يدا
\"نبّئ عبـــادي\" فيصل ما بعده *** عــــذر لمعتذر، ألا لبّ الندا
يا ربّ (إبراهيــم) حِلمك واسعٌ *** فاجعله لُحــمتنا، إلهي، والسَّـدى
لولاك لم يبــــرق بأفقٍ, بارقٌ *** و(الرعـــد) لولا آيةٌ ما أرعدا
سبحــــانك اللهم كم تسبيحةٍ, *** من خيفةٍ, لك، وهو سيـفٌ جُـرّدا
نسجت صواحب (يوسفٍ,) ثوب الهوى *** إنّ الهـــــوان هو الهوى متقلدا
إلا التقيّـــــات اعتصمن بآيةٍ, *** تليت فكانـــت للسراج الفرقدا
بُــــعدا لعادٍ, قوم (هودٍ,)، أتبعوا *** في الناس لعـــنا غائبين وشهّدا
لكنّ (يونس) قــــومه قد آمنوا *** فغدا عـــذاب الهون عنهم مبعدا
فامــــنن علينا يا رحيم (بتوبةٍ,) *** واكشف بها الكربات واقصم من عدا
واجعل لنا (الأنفــال) في يوم اللقا *** وادفع بلاء الشر عــــمّن أجهدا
واكتب لنا الحسنى إذا ما قـــام في *** (الأعراف) يدعــو خائفٌ مستنجدا
واجعــل من (الأنعام) دفء قلوبنا *** ما حــــنّ قلب للظلال وللندى
أنــــزلت (مائدةً) فكانت فتنة *** للظـــــالمين ونعمة لمن اهتدى
فاجعــــل (نساء) المومنين تقيةً *** أثوابهـــــنّ وقد بكين تهجدا
ربي، عنــــايتك اصطفت ذرّيّةً *** من (آل عمــــرانٍ,) فبلّغنا المدى
حتى إذا (قلنا اضـــربوه ببعضها) *** سطــعت تسربَلنا التقى وتغمّدا
أتشــــابه البقر القديم عليهم *** أم أن بطـر الحق شأن من اعتدى؟
الخاتــمة
يا ســــدي احمل عنّيَ الأوزار قد *** ثقلت عليّ وسـدّت الطرقَ المُــدى
تلك المُدى مسنــــونةٌ مما جنـت *** كفّـــــي، وآن لشهوتي أن تُغمدا
فإذا عفــــــوت فأنت أهل للتقى *** وإذا وهبـــــت فأنت أهل للجدا
وأنا الفقـــــير لبحر جودك أرتجي *** يا ذا الجـــــلال وقد أتيتك مفردا
أقررتُ يا ربي بما اكتســــبت يدي *** لكنّ عفـــــوك لم يزل لي مُسعدا
إن صاحت النفـــس السجينة: أقصرا *** أو قال قلبي: يا اذرفـــــا لا تجمدا
ولقد علــــمتُ بأن نفسي أسرفت *** وبأنني في النــــــاس أفقرهم يدا
ويظن بي الحسنى عبـــادك، لم يروا *** ذنبي، فستـــرك كان لي نعم الردا
ولكم ســترتَ من العيوب تكرّماً *** أتراك بين الناس تفضـــحني غدا؟
حاشاك تفضَــحُني وسِترك مسبلٌ *** إن قام هذا النـــاس عندك شهّدا
سبحانــك اللهم لا أحصي الذي *** أوليــــت من مننٍ, وكنتُ مجردا
فخــــلقتني ورزقتني وكسوتني *** وبعثت أحمـــد لي رسولا مرشدا
أتمــــم عليّ الستر والوعد الذي *** أعطيتــــني، أكرم بوعدك موردا
لـــولاك لم أنعم، ولم أعلم، ولم *** أغنـــم من الأخلاق بٌردا مُجسدا
يا ربّ صـــلّ على نبيّك ما بدا *** نجم تغشّــــى الحالكات وبدّدا
فهو الذي انجــاب الظلام بنوره *** فضلا من الرحمــن، فانتشر الهدى
ثم الصلاة على الأئمّـــة كلهم *** أهل الملاحة والسمــاحة والندى
واغفر لعبـــــدك كل ذنب جاءه *** عفــــــوا وما قد جاءه متعمّدا
فعُبيدك الحسنـــــتي طال عذابه *** الذنب قيّــــده، وساء مقـيِّـدا
وارحـــم بفضلك سابقي أكرم به *** من شاعـــر صاغ الكلام زبرجدا
يحيى بن مقبـــول الكريمَ الأهدلَ *** ابسط يا رحيم من القبـول له الردا
واشمل بعفوك عبدك الضحويّ من *** سلك السبيل وكان عندي مرشدا
وارحم جمـــيع المسلمين تفضلا *** يا من بآلاء الجميـــــل تفرّدا
* نظمها بالشارقة المحروسة، في العشر الأواخر من رمضان من عام 1425، عبيد الله المفتقر إلى جود مولاه، الحسن بن عمر الأمراني العلوي الحسني نسبا، المالكي مذهبا، المغربي دارا.