وفي اليوم الذي رجع فيه رسول الله إلى المدينة(1)، جاءه جبريل عند الظهر، وهو يغتسل في بيت أم سلمة، فقال: أو قد وضعت السلاح؟ فإن الملائكة لم تضع أسلحتهم، وما رجعت الآن إلا من طلب القوم، فانهض بمن معك إلى بني قريظة، فإني سائر أمامك أزلزل بهم حصونهم، وأقذف في قلوبهم الرعب، فسار جبريل في موكبه من الملائكة.
وأمر رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ-مؤذناً فأذن في الناس: من كان سامعاً مطيعاً فلا يصَلِّينَّ العصر إلا ببني قريظة، واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم، وأعطي الراية علي بن أبي طالب، وقدّمه إلى بني قريظة، فسار علي حتى إذا دنا من حصونهم سمع منها مقالة قبيحة لرسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ-.
وخَرَجَ رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ-في موكبِهِ من المهاجرين والأنصار،حتى نزل على بئر من آبار قريظة يقال لها: بئر أنَّا. وبادر المسلمون إلى امتثال أمره، ونهضوا من فورهم، وتحركوا نحو قريظة، وأدركتهم العصر في الطريق فقال بعضهم: لا نصليها إلا في بني قريظة كما أمرنا، حتى إن رجالاً منهم صلوا العصر بعد العشاء الآخرة، وقال بعضهم: لم يرد منا ذلك، وإنما أراد سرعة الخروج، فصلوها في الطريق، فلم يعنف واحدة من الطائفت
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد