روى أبو يعلى وابن ماجة عن ابن عبَّاس – رضي الله تعالى عنهما – قال: لما أرادوا أن يحفروا لرسول - صلى الله عليه وسلم – دعا العبَّاس رجُلين فقال لأحدهما: اذهب إلى أبي عُبَيدة بن الجَّراح وكان يضرحُ لأهل مكة، وقال لآخر: (اذهب إلى أبي طلحة، وكان هو الذي يحفر لأهل المدينة، وكان يُلحد فقالوا: اللهم خِر لرسولك، فوجدوا أبا طلحة فجيء به ولم يوجَد أبو عبيدة فلحد لرسول الله- صلى الله عليه وسلم– ثم دُفن رسول الله-صلى الله عليه وسلم – وسط اللَّيل من ليلة الأربعاء ونزل في حُفرته عليٌّ بنُ أبي طالبٍ, والفضل, وقُثم بن عبَّاس, وشُقران مولى رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، وقال أوس ابن خولي وهو أبو ليلى لعلي بن أبي طالب: أنشدك الله، وحظٌّنا من رسول الله-صلى الله عليه وسلم– فقال له علي: انزل، وكان شُقران مولاهُ أخذ قطيفة حمراءَ كان سول الله-صلى الله عليه وسلم – يلبسُها فدفنها في القبر وقال: واللهُ، لا يلبسهاُ أحد بعدك أبداً فدُفنت مع رسول الله-صلى الله عليه وسلم –\". البيهقي في الدلائل( 7/252).
وروى ابن سعد عن أبي طلحة - رضي الله عنه – نحوه). ابن سعد (2/228).
وروى \"الإمام الشافعي\"-رضي الله عنه – قال: سُل رسول الله - صلى الله عليه وسلم – من قبل رأسه). والبيهقي في السنن الكبرى (4/54).
وعن ابن عباس-رضي الله عنه– قال:( وضُع تحت رسول الله-صلى الله عليه وسلم – في قبره قطيفة حمراء). صحيح مسلم (2/665) رقم( 967)، كتاب الجنائز ، باب جعل القطيفة في القبر.
وعن جابر-رضي الله عنه– قال:(رُشَّ على قَبرِ رسول الله-صلى الله عليه وسلم–الماءُ، قال: وكان الذي رَشَّ على قبره المَاءَ بلال بن رباح بقربه، بدءاً من قبل رأسه من شقه الأيمن حتى انتهى إلى رجليه, ثم ضرب الماء على الجدار، ولم يقدر على أن يدور من الجدار). ابن سعد في الطبقات (2/233)، والبيهقي في الدلائل (7/264).
وروى مسدد بسند صحيح عن علي-رضي الله عنه–وأجنانه دون الناس أربعة: علي بن أبي طالب، والعبَّاس، والفضل بن العباس، وصالح مولى رسول الله-صلى الله عليه وسلم – (ثم إن النبي -صلى الله عليه وسلم- ألحدَ ونصب عليه اللبن نصباً) صحيح ابن حبان (14/602).
قال الشعبي وأخبرني مرحب أو ابن أبي مرحب أنهم أدخلوا معهم في القبر عبد الرحمن بن عوف. ابن سعد (2/229).
وروى ابن سعد عن ابن شهاب قال: ولي وضع رسول الله-صلى الله عليه وسلم–في قبره هؤلاء الرهطُ الذين غسَّلوه: العباس وعليَّ والفضل وصالح مولاه وخلّي أصحابُ رسول الله-صلى الله عليه وسلم– بين رسول الله-صلى الله عليه وسلم–وأهلهِ ...). ابن سعد (2/230).
وعن أنس-رضي الله عنه–قال: (لمَّا دفن رسول الله-صلى الله عليه وسلم– قالت فاطمة-رضي الله عنها-: يا أنسُ، أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله-صلى الله عليه وسلم–التراب). البخاري، الفتح،رقم(7/755).رقم(4462).كتاب المغازي، باب مرض النبي ووفاته.
وروى الإمام أحمد عن عبد الله بن الحارث بن نوفل أن نفراً من أهل العراق، قالوا لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: (يا أبا الحسن، جئناك نسألك عن أمر، نحبٌّ أن تنجزنا عنه قال: أظن المغيرة بن شعبة يحدثكم أنه كان أحدث الناسَ عهداً برسول الله-صلى الله عليه وسلم–قالوا: أجل عن ذلك جئنا لنسألك، قال: أحدث الناسِ عهداً برسول الله-صلى الله عليه وسلم–قُتمُ بن العَبَّاس\". البيهقي في الدلائل (7/257).
وعن عبد الله بن عبيد الله بن عتبة قال: لمَّا وضع رسول الله-صلى الله عليه وسلم–في لحده ألقى المغيرةُ بن شعبة خاتمهُ في قبر النبي-صلى الله عليه وسلم–فقال علي: إنما ألقيته لتنزل فنزل، فأعطاه إياه أو أمر رجلاً فأعطاه). البيهقي في الدلائل (7/258) والمغازي للواقدي (3/1121).
وكان الذين نزلوا في قبر رسول الله-صلى الله عليه وسلم–عليَّ بن أبي طالب، والفضل بن العباس، وقُثم بن عباس، وشقران مولى رسول الله-صلى الله عليه وسلم –). تاريخ الطبراني 3/213، والمعارف لابن قتيبة 166، وطبقات ابن سعد (2/300), وأنساب الأشراف (1/577), وتاريخ الإسلام (السيرة) 581.
وقد قال أوس بن خولي لعلي بن أبي طالب: انزل، فنزل مع القوم، وقد كان مولاه شُقران حين وضع رسول الله-صلى الله عليه وسلم– في حُفرته وبنى عليه قد أخذ قطيفة، وقد كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم–يلبسها ويفترشها، فدفنها في القبر، وقال: والله لا يلبسها أحد بعدك أبداً. قال: فدُفنت مع رسول الله-صلى الله عليه وسلم-. تاريخ الطبري (3/214).
ولما فُزع من دفنه يوم الثلاثاء، وكانت وفاته يوم الاثنين حين زاغت الشمس قال علي: قد سمعنا همهمة ولم نر شخصاً، سمعنا هاتفاً يقول: ادخلوا رحمكم الله فصلّوا على نبيكم.
ثم دفن من وسط الليل، ليلة الأربعاء، وكانت مدة شكواه ثلاثَ عشر ليلة. ولما دفُن-عليه الصلاة والسلام – قالت فاطمة ابنته:
اغبَّر آفـاقُ السمـاء وكــــَوَّرت |
**** |
شمسُ النهارِ وأظلـــمَ العصــــران |
فالأرض من بعد النبي كئـيبــة |
**** |
أسـفــــاً عليـــــه كثــيرةٌ الـرجــفانِ |
فليبكه شرقُ البــلاد وغربـــها |
**** |
ولتبـــكه مضـJJـــرٌ وكــل يمــــان |
وليبكه الطـــودُ المعـظّم جــوٌّه |
**** |
والبـيــت ذو الأستــــار والأركــان |
يا خاتم الرٌّسلِ المبَارك ضوؤه |
**** |
صلَّــى عليـــك مُـنــزلُ الفـرقــــان |
. راجع، ذهول العقول بوفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم – (147).
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد