بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
في شعبان من عام 1387هـ مرض الشيخ عبدالعزيز ابن محمد الشثري المشهور بأبي حبيب مرضًا خفيفًا، ثم اشتد المرض به في رمضان، وسافر إلى مكة للعمرة وهو في المرض، ثم رجع إلى الرياض فرأى ابنه الكبير ناصر وبعض المشايخ وأعيان الرياض سفره إلى الخارج للعلاج، فسافر إلى لندن في رمضان ومكث هناك أيامًا ثم توفى -رحمه الله- في لندن ليلة الثلاثاء الموافق 18/9/1387هـ، ثم نقل إلى الرياض ليلة الأربعاء، وصلي عليه بعد صلاة الظهر من يوم الأربعاء، وحضر الصلاة عليه الملك فيصل ابن عبدالعزيز وجموعٌ كثيرة من الأمراء والأعيان وغيرهم من المسلمين لا يحصيهم إلا الله، وتبع جنازته إلى المقبرة المعروفة بالعود جمٌّ غفير، وكانت الصلاة عليه في الجامع الكبير بالرياض وكنت الإمام في الصلاة عليه -رحمه الله-، وقد حضرت دفنه وقمت عليه بعد الدفن أنا وجمع من المسلمين ودعونا له بالثبات والمغفرة عملًا بالسنة، وكان مولده سنة 1305هـ تقريبًا، فيكون -رحمه الله- حين وفاته قد جاوز الثمانين بسنتين أو ثلاث، وكان -رحمه الله- ذا علم وفضل وغيرة لله سبحانه ناصحًا لله ولعباده، جوادًا كريمًا، كثير العطف على الفقراء والأيتام والغرباء، قائمًا بالدعوة إلى الله سبحانه في كل مناسبة، وتولى القضاء في قبائل قحطان نحو 36 سنة، ثم أقيل من القضاء، وانتقل إلى الرياض 1373 أو 1374هـ، ولازم التدريس والدعوة والنصح للمسلمين الخاصة والعامة حتى توفاه الله، رحمه الله رحمة واسعة.
وقد خلَّف عدّة أبناء أشهرهم وأكبرهم ناصر، وناصر المذكور يحمل الشهادة الجامعية، وهو الآن رئيس المرشدين في الحرس الوطني، بارك الله فيهم جميعًا، وجعلهم من عباده الصالحين.
وقد اجتمعت بالشيخ عبدالعزيز المذكور كثيرًا واستفدت من علمه وأخلاقه وغيرته وورعه وسيرته الحميدة، رفع الله درجته في المهديين، وخلفه في عقبه، وقد كتب رسائل ونصائح مفيدة، واختصر (ثلاثة الأصول) للشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- حتى يسهل حفظه على العامة والمبتدئين من الطلبة، وله مواقف في القضاء والإصلاح بين الناس، ومساعيه في الأمور الجليلة مشهورةٌ محمودة، وله نشاط متواصل في أعمال الخير والإحسان إلى الخلق، تقبل الله منه وضاعف مثوبته. حرّر في 27/2/1389هـ.
وقام برحلة إلى المنطقة الشرقية والشمالية مع جماعة من المشايخ للدعوة والإرشاد في المدن والقرى والبادية، وحصل لها نفع كبير وذلك قبل وفاته بنحو 7 سنين أو ثمان.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد