الدرة الستينية في تلخيص العقيدة السنية

5.2k
3 دقائق
التصنيف:
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم


في باب صفات الله تعالى

الشيخ فخر الدين بن الزبير المحسي أبو العالية



المقدمة :


أحمَدُ ربي مُلهِمَ الصوابِ *** حمداً يُفيض أَجزَلَ الثّوَابِ



مُصَلِياً عَلى النَّبِي المُرتَضى *** وَآلِهِ وَصَحبِهِ ذَوي الرِّضَا



والتَّابِعِينَ سُبُلَ النَّجَاةِ *** وَنَهجَ أَهلِ السٌّنةِ الهُدَاةِ



وأَسأَلُ الإلَه صِدقَ القَولِ *** وَالعَفوَ وَالثَّباتَ عِندَ الهَولِ



فاجعَل لَنا إلهَنَا بَصِيرة *** وَحُجةً وَحِكمةً وَفِيرَة



***

الفصل الأول في مجمل اعتقاد أهل السلف

فهذه عقيدة من الأثر *** نظمتها تبصرةً لذي نظر



منيرة لنا سبيل من سلف *** منجية عن زيف كل من خلف



الله فوقنا عليُّ في السَّما *** من غير تشبيه - تعالى -قد سما



- سبحانه - استوى على العرش كما *** قد جاء في الوحيين نصاً محكما



وقل مع المخلوق حيث كانا *** بعلمه و حفظه وبانا



ولا تخض في هذه الكلمات *** الحد والمكان والجهات



كذا تحيز ولفظ الجسم *** وجوهر وعرض للسلم



فلم يرد شرع بذكر ذاكا *** فقف و دوما خالفن هواكا



ولازم من ذاك نفي الذات *** فاحذر قبول النفي والإثبات



من غير ما تبين لما قصد *** من ذلك الإطلاق فاسأل واقتصد



كلامه أيضا به ندين *** منزل من عنده مبين



بصوته وحرفه للباري *** فوصفه قد جاء في الأخبار



ومن يقل بخلقه فقد كفر *** مكذبا بما به نص الخبر



وفي ختام ليلنا فهو الذي *** - سبحانه - ينزل للسماء ذي



مناديا عباده بالرحمة *** يرجونه إجابة للدعوة



وربنا يأتي لدى التناد *** للحكم بالقسط إلى العباد



فاحكم لنا إلهنا الكريما *** بجنة نحظى بها نعيما



إيماننا بالعين و اليدين *** والساق لا كيف بغير مين



ووجه كما به يليق *** ونوره أيضا به حقيق



وكل ذا وغيره قد جاءا *** في الوحي لا تبد له العداء



وكن له مصدقا مسلما *** فذاك نهج كل من تقدما



صحابة الرسول أجمعينا *** فالزم و تابعيه أبتعينا



ولا يضر بعد ذاك من ردى *** فزمرة قليلة أهل الهدى



و فاض في ذاك الحديث و الأثر *** فافقهه إنه نجاة للبشر



***



الفصل الثاني في الرد على المعطلة

قد جاءنا معطل محرف *** يقول إثبات الصفات يردف



تشبيه ربنا بوصف خلقه *** فأولنها كي تفي بحقه



فردنا يا صاحب التعطيل *** شبهت قبل ذالك التعليل



فأولا شبهته في قدسه *** وبعده نفيت وصف نفسه



وليس يلزم الذي قد خلقا *** لوازم من الذي قد خلقا



وإن تجد لفظين قد توافقا *** فكنهها و الكيف قد تفارقا



فربنا منفرد بالذات *** وهكذا الإثبات للصفات



فاعتقد الكمال للإله *** وكن عن التكييف دوما لاهي



فوحده العليم بالحقائق *** وواجب إيماننا باللائق



فأثبت الظاهر للتنزيل *** من غير تحريف ولا تمثيل



***

الفصل الثالث في الرد على المجهلة

وجاء فوج آخر فأعرضوا *** قد زعموا تشابها و فوضوا



وجردوا اللفظ عن المعاني *** فنسبوا الإبهام للقرآن



فعطلوا صفات رب الناس *** وفارقوا طريقة الأكياس



فقولنا: يا صاحب التفويض *** جهلت لاترد إلى الحضيض



فليس في القرآن لفظ دونما *** معنى فكن ملازما معلما



كذا الصفات للإله الرب *** لها معان كيفها في الغيب



والصحب و الأتباع قد تكلموا *** فيها وما زادوا وما تأثموا



إذ قال مالك في الاستواء *** معناه معلوم بلا امتراء



وإنما كان الحرام المنفي *** إن كان ذاك عن سؤال الكيف



فاحرص على فهمك للقرآن *** تدبرا من غير ما توان



فليس في نهجك من عرفان *** و إنما وساوس الشيطان



الفصل الرابع في الرد على الممثلة

وجاء قوم أوردوا التمثيلا *** فجانبوا التنزيه و التنزيلا



و قد أتوا بأرذل البهتان *** فإنهم عباد ذي الأوثان



وليس في آرائهم من عبرة *** إذ خالفوا عقيدة في الفطرة



كذاك قول ربنا الجليل *** وليس في الأشياء من مثيلي



فقدر الإله حق القدر *** وخالف البلبال في ذا الفكر



الخاتمة

فهذي ستة من الأبيات *** مضروبة في عشرة سهلات



ضمنتها بالحمد والبيان *** بكل حق يصفو عن بطلان



عقيدة سنية نقية *** فطرية وسطية تقية



سطرها الفقير للمقتدر *** ابن الزبير بن علي الأثري



فالحمد لله على الدوام *** على الهدى والرشد والتمام

مقالات ذات صلة


أضف تعليق