بسم الله الرحمن الرحيم
[بمناسبة قرب حلول موعد عاشوراء نقدم هذه المادة التعريفية بالشيعة وخاصة لأهل البلدان التي لا يوجد بها شيعة، ونرجو حرص الإخوة والأخوات على نشر هذه المادة في المنتديات المحلية مع الإشارة للراصد، وسنكمل سلسلة الطرق الصوفية العدد القادم - بإذن الله - الراصد].
شرعَ لنا الإسلامُ في كل عام صوم العاشر من شهر محرّم والمسمى يوم (عاشوراء) شكراً لله – تعالى- أن أنقذ نبيَّ الله موسى - عليه السلام - من فرعون، وكان هذا يوماً تصومه اليهود في المدينة النبوية قبل دخول النبي - صلى الله عليه وسلم - لها، فلمّا دخلَها وشاهد اليهودَ يصومونه سألهم عن ذلك فذكروا له هذا السبب، فقال: نحن أحقّ بموسى من اليهود، ثمّ شرعَ للمسلمين صومه، وحتى يخالف اليهود في فعلهم أضاف لأمّته صيام يوم التاسع من محرم، والمسلمون منذ ذلك اليوم وليومنا هذا على هذه السٌّنّة.
وصادفَ في نفس (عاشوراء) سَنة (61هـ) أن حدثت جريمة عظيمة في تاريخ الإسلامº ألا وهي مقتل حفيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وريحانته وسبطه الحسين - رضي الله عنه - على أرض كربلاء في العراق، وكانت هذه الفتنة هي أحد المبررات التي استندت فِرقة (الشيعة الإثنا عشرية) أو ما يسمّون (الشيعة الإمامية) أو (الجعفرية) أو (الرافضة)º كلٌّ هذه الأسماء لفِرقة معيَّنة تواجدها اليوم في إيران والعراق، ولبنان والكويت، وباكستان وغيرها من البلاد على مقتل الحسين - رضي الله عنه - لترويج عقيدتها.
والذي دفعَ لكتابة هذه السطور هو جهلُ أغلب العرب والمسلمينº سواء كانوا عامة أو نخباً، مفكرين أو علماء أو ساسة أو غير ذلكº عن معرفة هذه الجماعة، والسبب عدم وجود الشيعة في دولهم، ونخصّ بالذكر الأردن، ومصر، وليبيا، وتونس، والجزائر، والمغرب، والسودان، وغيرها من بلاد الإسلام.
ومع تصاعُد أحداث اليوم وخاصة حوادث احتلال العراق (2003م)، وحرب لبنان (2006م)º برزَ اسمُ الشيعة في وسائل الإعلام والصحف والفضائيات بين مادح وقادح، فكان لا بدّ من كلمةٍ, منصفة تعرّف المسلمين والعرب بهذه الطائفة، دون عاطفة أو انفعال تحمل القارئ على تأييد أو ذم غير معتمد على مستند أو دليل كي يتمكّن القارئ من التوصّل إلى حقيقة هذه الجماعة بإنصاف.
عقائد الشيعة الإمامية:
لا بدّ لمعرفة كلِّ جماعة أو فِرقة دينيةº من معرفة عقيدتها التي تستند إليها، وما هو الفرق بينها وبين بقية عقائد المسلمين:
- \"الإمامة\": اتّفق كلٌّ علماء هذه الجماعة (الشيعة الإمامية) قديماً وحديثاً - لا اختلاف بينهم - على عقيدة هي الأساس لنشأتهم، وهي المحور لبقية عقائدهم، ومنها انطلقت كلٌّ مخالفاتهم لعقائد بقية المسلمين تعرف باسم \"الإمامة\".
فيعتقد الشيعةُ أنّ الإيمان لا يتمّ للإنسان حتى يؤمن بالله وملائكته، وكتبه ورسله، واليوم الآخر والقدر، ومن ثمّ الإيمان بولاية عَليّ، فإذا لم يؤمن بولاية علي فهو ليس بمؤمن، وإن آمن ببقية الأمور.
ومعنى ولاية عليّ: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أوصى بعد وفاته بأن يكون عليّاً هو وليّ الأمة وخليفتها، وهو من يكمّل معرفة الدين للمسلمين، وهو منصِبٌ إلهيُّ كالنبوّة، فكما أن الله يختار مَن يشاء من عباده للنبوّةº فهو يختار للإمامة مَن يشاء([1])، هذه الإمامة مَن لا يؤمن بها عند الشيعة فهو كافر بالله عند الأغلب([2])، و
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد