الصفويون الجدد


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الصفويون نسبة للدولة الصفوية (898- 1148هـ /1492- 1735م) التي أقامها إسماعيل الصفوي (892 ـ 930 هـ /1487- 1524م).

وهو من سلالة الشيخ صفي الدين الأردبيلي، صاحب إحدى الطرق الصوفية الباطنية التي تقول بالتناسخ وحلول الذات الإلهية في أشياخها. وتطورت هذه الطريقة على يد أحد أحفاده وهو الشيخ إبراهيم الذي أصبح شيعياً متعصباً، فتحولت لتصبح طريقة صوفية شيعية غالية، وقد قاد الشيخ إبراهيم أتباعه لحرب أهل السنة في داغستان، وسار على دربه ابنه حيدر ومن بعده ابنه إسماعيل. وإسماعيل هو الذي وطد أركان دولة الصفويين ومد سلطانها لإيران وما حولها حتى وصلت بغداد.

وقد تميزت الدولة الصفوية بثلاث مزايا:

الأولي:فرض التشيع على الناس بالقوة.

فقد حولت الدولة الصفوية إيران من بلد سني إلى بلد شيعي، وذلك بالقوة والإكراه والقتل، واستعانت بعلماء الشيعة من جبل عامل بلبنان لهذا الغرض، وما يحدث اليوم من دعم إيراني لشيعة لبنان هو رد للجميل الأسود السابق لهم!!!

وقد وصف الأستاذ محمد بهجة الأثري ما فعله إسماعيل الصفوي وجنوده ببغداد فقال: \" والبغداديون ما برحوا يتذكرون هذا المخلوق غير السوي، ويذكرون ببالغ الألم فتحه مدينتهم، وفتكه الفتك الذريع بأسلافهم، وقتله العلماء والوجوه والأعيان، وتدنيسه المساجد والجوامع، ونبشه قبور الأئمة. \" ([1]) وكأنه يصف حال العراق اليوم!!

 

الثانية: الغلو وإدخال الأساطير والخرافات بشكل ضخم على التشيع.

و خير شاهد على ذلك كتابات محمد باقر المجلسي، الذي يمكن أن يعد بلغة العصر وزارة الثقافة للدولة الصفوية، وهذه الشركيات والخرافات أصبحت اليوم عماد دين الشيعة، وهو ما يتضح اليوم من قنواتهم الفضائية ومواقعهم الالكترونية.

 

الثالثة: التحالف مع النصاري ضد المسلمين الأتراك.

فقد صرف جيش الدولة العثمانية عن مواصلة الفتوح في أوربا، لحماية العراق من أطماع الصفويين، واستعان الصفويون بالخبرات الإنجليزية لتنظيم الجيش لمحاربة العثمانيين.

وها قد دارت الأيام ورأينا الصفويين من جديد في العراق، لكنهم في هذه المرة عراقيون وليسوا فرسا!!!!

فالتشييع بالقوة والإغراء قائم في العراق، وإلا فماذا يعنى أنك مجبر على تغيير اسمك أو مكان سكنك أو عائلتك لتحافظ على روحك؟! وما معنى تهجير العائلات والعشائر من مناطقها؟؟؟

ماذا نسمي حملات الإبادة التي تقوم بها قوى الأمن الرسمية وبتعاون الميلشيات الصدرية والبدرية، سوى حملات للدولة الصفوية الجديدة.

 

أما الغلو في الشركيات والخرافات، فلا تحتاج سوى أن تستمع لخطابات زعماء الميلشيات السياسية والعسكرية، لتجد وصف البشر بصفات الرب - جل وعلا -، أو استحلال دم أهل السنة، أو المجاهرة بلعن زوجات وأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -.

 أما التحالف مع الكفار، فالأعمى يراه اليوم: فمن هم رعايا المحتل في العراق سوى أحزاب الشيعة، ومن أعوان المحتل في العراق سوى ميلشيات الشيعة.

 

الصفويون يعبثون اليوم بالعراق، لكن خيالهم لا يقف عند حدوده، فهل يدرك ذلك الساسة والمفكرون، فيقومون بإنقاذ أنفسهم ودولهم بمساعدة أهل السنة في العراق؟؟؟

 

ـــــــــــــــــــــــــ

[1] - ذرائع العصبيات العنصرية في إثارة الحروب وحملات نادر شاه على العراق ، صفحة 28 .

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply