نظم ما انفرد به شيخ الإسلام ابن تيمية عن الأئمة الأربعة

3.1k
3 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم

1 بحمدِ وليِّ الحمد مُسدِى الفضائل *** أُؤَلِّفُ نظماً فائقاً في المسائِلِ

2 مسائلُ عن شيخِ الوجودِ أُولى التقى *** مبيدِ العِدَى من كلِّ غاوٍ, وَجَاهِلِ

3 وأَعنِي به الحبرَ بنَ تيميةَ الرِّضَى *** وفي بعضِها جاءت عضالُ الزَّلازِلِ

4 تفرَّدَ عن نعمانَ فيها ومالكٍ, *** وعن أَحمد والشافعيِّ الأَماثِلِ

5 وقد جاء بعضُ الصَّحبِ يسأَلُ نظمها *** فأَحببتُ أَن أَحظَى بدعوةِ سَائِلِ

6 وإِن لم أَكُن ذَا خِبرَةٍ, ودِرَايةٍ, *** ولستُ لتحقيقِ العلومِ بآهلِ

7 ولكنَّني أَرجُو من اللهِ رحمةً *** وعلمَاً وتفهيماً بكلِّ المسائِلِ

المسأَلة الأُولى

8 فأَوَّلُها قصرُ الصَّلاةِ لِكُلِّ ما *** به سِفر يُسَمَّى لدى كُلِّ قَائِل

9 وسيَّانَ عندَ الشَّيخِ كانَت طويلَة *** مسافَتُه أَو دُونَه في التَّماثُلِ

10 وذَا مذهبٌ للظاهريَّةِ قد أتى *** وعن بعضِ أَصحابِ النَّبِي الأَفَاضِل

المسأَلة الثانية والثالثة

11 وتستبرىءُ البكرَ الكبيرةَ عندهُم *** وكان إِلى أَقوالِهم غيرَ ماثِلِ

12 ويختارُ ما اختارَ البُخارِي وقد أَتَى *** بذا أَثرٍ, عن نجلِ حُلوِ الشَّمائِلِ

13 وذاكَ هو الفاروقُ والقولُ لابنهِ *** وثالثُها ما قاله في المسائِلِ

14 فيختارُ ما اختارُوا لسَجدةِ قارئ *** بغير اشتراطٍ, للوضُوءِ لفاعلِ

المسأَلة الرابعة

15 ومعتقداً ليلا فبان بضدِّه *** لأكلٍ, ومطعومٍ, بشهرِ الفَضَائلِ

16 فليسَ القضَا يوماً عليه بواجبٍ, *** وما حكمهُ إِلاَّ كناسٍ, وجاهِلِ

17 وما أَمر المعصومُ من كانَ مُخطِئاً *** من الصَّحبِ أَن يقضِي الصيامَ فَسائِلِ

18 كذلكَ بعضُ التَّابعينَ وبعضُ مَن *** إِلى الفقه منسوبٌ ومَن لِلفضائِلِ

19 عنيتُ به نجلَ الخليفةِ ذي التٌّقى *** فمذهبهُم أَلاَّ قضاء لفاعِلِ

20 وعمدتُهم ما في الصحيحينِ ذكرُه *** وقد مرَّ منظوماً فكن غير غَافِلِ

المسأَلة الخامسة

21 ومَن كانَ في حجَّاتِه متمتعاً *** بفرض وإِلاَّ في جميعِ النَّوافِلِ

22 فيكفِيه سعىٌ واحدٌ في اختيارِه *** وعن أَحمدٍ, يرويه بعضُ الأَفاضِلِ

23 وكانَ ابنُ عبَّاسٍ, بذلك قائلاً *** فأَعظم به من قُدوةٍ, ذي فَضَائِل

المسأَلة السادسة

24 وقد جَوَّز الشيخُ السبَاقَ بغيرِ أَن *** يحلِّله ما ليسَ يوماً بجاعِلِ

25 وإِن أَخرجَا جُعلا وهَذَا اختيارُه *** وكان إِماماً عالِماً بالمسائِلِ

المسأَلة السابعة والثامنة والتاسعة

26 وَمَن تَفتَدِى تستبرئنَّ بحَيضِه *** وفي ذَا حديثٌ مرسلٌ في المراسِلِ

27 وموطؤة يا صَاحِ أَعني بشبهةٍ, *** وَمَن طلقت إِحدى الثلاثِ الكَوامِل

المسأَلة العاشرة

28 كَذا وطئ من حِيزَت بملكِ إِباحةٍ, *** من الوثَنيَّاتِ الحِسَانِ الخواذِلِ

المسأَلة الحادية عشرة

29 وجُوِّزَ عَقدٌ للرِّداءِ لمحرِم *** بإِحرامِه فافهم مقالَ الأَفاضِلِ

المسأَلة الثانية عشرة

30 وجُوِّز يا صاحِ الطَّوافُ لحائضٍ, *** وليسَ لما قد أَوجَبُوه بمائِلِ

31 إِذَا كان لم يُمكن طوافُ طهارَةٍ, *** ورفقَتُها قد قربُوا للرَّواحِل

المسأَلة الثالثة عشر

32 وجوز بيعاً للعصير بأَصلِه *** كزيتٍ, بزيتونٍ, فكن غيرَ غافِلِ

المسألة الرابعة عشر

33 كذاك الوُضُو يا صاحِ مِن كُلِّ مَا عَسى *** يُسمَّى به أَلما جائز غير حَائِلِ

34 سواءٌ لديه مُطلقاً أَو مقيَّداً *** وعنه رأَينا مُطلقاً في المسائِلِ

المسأَلة الخامسة عشر

35 وجوَّزَ بيعاً للحلِيِّ وغيرِها *** إِذا اتخذت في فضةٍ, بالتَّفاضُل

36 بها والَّذي قَد زادَ يجعلُ للَّذِي *** لصنعتها في فاضِلٍ, في المقابلِ

المسأَلة السادسة عشر

37 وإِن وقَعت في مائعٍ, من نجاسَةٍ, *** سواء قليلا أَو يكن غَير حَامِلِ

38 ولم يتغيَّر ليسَ ينجس عندَه *** وقد كانَ أَحظَى منهمُو بالدَّلائِل

المسأَلة السابعة عشر

39 ومن خافَ مِن عيدٍ, كذاك وجمعةٍ, *** فواتاً وليسَ الماءُ يوماً بحاصِلِ

40 فإِن يتيمَّم كان ذلك عندَه *** يجوزُ فقابل بالثَّنا كلَّ فاضلِ

المسأَلة الثامنة عشر

41 ومما جَرى منها عليه فوادِحٌ *** عِظامٌ وجاءت نحوه بالزلاَزِلِ

42 بإِفتائِه أَنَّ الطَّلاقَ إِذا أَتى *** ثلاثاً بلفظٍ, واحدٍ, غيرُ كَامِلِ

43 ولا واقعٌ بل إِن تلك جميعهَا *** لواحدةٌ في قِيله كالأَماثلِ

44 من الصَّحب في عهدِ النَّبيِّ وبعدَه *** إِلى أَن أُجيزت في عُقوبةِ عادِل

45 ولو فُرِّقت إِذا هِي لم تكُن *** على سَّنِة المعصومِ أَفضلِ فاضِل

المسأَلة التاسعة عشر

46 ومَن بطلاقٍ, حالف فيمينُه *** مكفرةٌ لكن هي بالقَلاقِل

47 وعودِى بل أُوذي لإِفتائِه بهَا *** وكم مَرَّةٍ, إِلى ذا الآن من مُتَحامِلِ

48 وقد كَتبَ الشَّيخُ الإمامُ مصنَّفاً *** بأَلفٍ, من الأَوراقِ دفعاً لصَائِلِ

49 ولكنَّه مع خصمِه سوفَ يَلتقَي *** لدى اللهِ والرحمنُ أَعدلُ عادِل

50 وفي بعضِ ما قد مرَّ مما نظمتهُ *** مواقِفُ منهم له في المسَائِلِ

51 وقد قال هذا ما تفرَّد عنهمُو *** به الشَّيخُ هذا رَسم خطٍّ, لناقِلِ

52 وصَلِّ إِلهي كلَّ ما هبَّت الصَّبَا *** وما انهلَّ صوبُ السَّارِياتِ الهَوامِل

53 على المصطَفى الهادِي الأَمينِ محمَّدٍ, *** وأَصحابِه والآلِ أَهلِ الفَضَائِل

انتهت المنظومة بحمد الله - تعالى -وأسأل الله الذي أعان عليها أن يعين على غيرها

وصلى الله على نبينا محمد


مقالات ذات صلة


أضف تعليق