والصيام من أحب الأعمال إلى الله، قال - تعالى -في الحديث القدسي: {كُلٌّ عَمَلِ ابنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّومَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجزِي بِهِº يَدَعُ شَهوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِن أَجلِي} [رواه مسلم].
فمن صام يوما تطوعا حاز الدرجات العلى، وأحبه الرحمن، والاستمرار على ذلك جالب للأجر الجزيل والتوفيق العظيم. واليكم أنواع صيام التطوع و فضائله
وصوم التطوع أنواع
1- صيام يوم وفطر يوم وهو أفضل صيام التطوع. عن عبدالله بن عمرو ابن العاص - رضي الله عنهما - أن رسول الله قال: {إِنَّ أَحَبَّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ وَأَحَبَّ الصَّلَاةِ إِلَى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ - عليه السلام - كَانَ يَنَامُ نِصفَ اللَّيلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ وَكَانَ يَصُومُ يَومًا وَيُفطِرُ يَومًا} [متفق عليه].
2- صيام ثلاث أيام من كل شهر (أي ثلاث أيام والأفضل أن تكون أيام البيض). عن أبي هريرة قال: {أَوصَانِي خَلِيلِي - صلى الله عليه وسلم - بِثَلَاثٍ, بِصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ, مِن كُلِّ شَهرٍ, وَرَكعَتَي الضٌّحَى وَأَن أُوتِرَ قَبلَ أَن أَرقُدَ} [متفق عليه].
عن ابن ملحان قال: {كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَأمُرُنَا أَن نَصُومَ البِيضَ ثَلَاثَ عَشرَةَ وَأَربَعَ عَشرَةَ وَخَمسَ عَشرَةَ قَالَ وَقَالَ هُنَّ كَهَيئَةِ الدَّهرِ} [رواه أبوداود].
3- صيام التسعة الأولى من ذي الحجة وآخرها يوم عرفة. عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله: {مَا مِن أَيَّامٍ, العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبٌّ إِلَى اللَّهِ مِن هَذِهِ الأَيَّامِ يَعنِي أَيَّامَ العَشرِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ وَلَا الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفسِهِ وَمَالِهِ فَلَم يَرجِع مِن ذَلِكَ بِشَيءٍ,} [رواه أبوداود].
4- صيام يوم عرفة. عن أبي قتادة قال: {سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَن صَومِ يَومِ عَرَفَةَ فَقَالَ يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالبَاقِيَةَ} [رواه مسلم].
5- صيام العاشر من محرم. عن أبي قتادة أن رسول الله، {وَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَن صَومِ يَومِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ} [رواه مسلم]. صيام التاسع والعاشر من محرم. عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله: {لَئِن بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ, لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ} [رواه مسلم]. قوله قابل: العام المقبل.
6- صيام الإثنين والخميس. عن أبي هريرة عن رسول الله قال: {تُعرَضُ الأَعمَالُ يَومَ الِاثنَينِ وَالخَمِيسِ فَأُحِبٌّ أَن يُعرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ} [رواه الترمذي وقال حديث حسن].
7- صيام ست من شوال. عن أبي أيوب رضي اللع عنه أن رسول الله قال: {مَن صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ, كَانَ كَصِيَامِ الدَّهرِ} [رواه مسلم].
خصال الخير سبب في الدخول الجنة
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: {مَن أَصبَحَ مِنكُم اليَومَ صَائِمًا قَالَ أَبُوبَكرٍ, -رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أَنَا قَالَ فَمَن تَبِعَ مِنكُم اليَومَ جَنَازَةً قَالَ أَبُوبَكرٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أَنَا قَالَ فَمَن أَطعَمَ مِنكُم اليَومَ مِسكِينًا قَالَ أَبُوبَكرٍ, - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أَنَا قَالَ فَمَن عَادَ مِنكُم اليَومَ مَرِيضًا قَالَ أَبُوبَكرٍ, - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ- أَنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا اجتَمَعنَ فِي امرِئٍ, إِلَّا دَخَلَ الجَنَّةَ} [رواه مسلم].
فضل تفطير الصائم
عن زيد بن خالد الجهني - رضي الله عنه -، عن النبي قال: {مَن فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثلُ أَجرِهِ غَيرَ أَنَّهُ لَا يَنقُصُ مِن أَجرِ الصَّائِمِ شَيئًا} [رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح].
فضل السحور
عن أنس قال: قال رسول الله: {تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السٌّحُورِ بَرَكَةً} [متفق عليه]. وعن ابن عمر رضي اللع عنهما قال: قال رسول الله: {إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين} [رواه ابن حبان في صحيحه، والطبراني في الأوسط، وأبونعيم في الحلية، والحديث صحيح].
بعض فضائل وفوائد الصيام
إن للصيام فضائل وفوائد نذكر منها ما يلي:
1- للصائمين باب لا يدخل منه أحد غيرهم. عن سهل بن سعد عن النبي قال: {إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدخُلُ مِنهُ الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ لَا يَدخُلُ مَعَهُم أَحَدٌ غَيرُهُم يُقَالُ أَينَ الصَّائِمُونَ فَيَدخُلُونَ مِنهُ فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُم أُغلِقَ فَلَم يَدخُل مِنهُ أَحَدٌ} [متفق عليه].
2- رائحة فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. قال النبي: {وَالَّذِي نَفسُ مُحَمَّدٍ, بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطيَبُ عِندَ اللَّهِ يَومَ القِيَامَةِ مِن رِيحِ المِسكِ} [متفق عليه].
3- له فرحة عند فطره. عن أبي هريرة - قال: قال رسول الله: {كُلٌّ عَمَلِ ابنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الحَسَنَةُ عَشرُ أَمثَالِهَا إِلَى سَبعمِائَة ضِعفٍ, قَالَ اللَّهُ - عز وجل - إِلَّا الصَّومَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجزِي بِهِ يَدَعُ شَهوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِن أَجلِي لِلصَّائِمِ فَرحَتَانِ فَرحَةٌ عِندَ فِطرِهِ وَفَرحَةٌ عِندَ لِقَاءِ رَبِّهِ وَلَخُلُوفُ فِيهِ أَطيَبُ عِندَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسكِ} [رواه مسلم].
4- أن الصوم يهذب النفس ويدربها على الجوع والعطش والصبر، وكذلك الإحساس بأحوال إخواننا المسلمين اللذين لا يجدون ما يأكلون ولا ما يشربون.
5- إن الصائم ينوي بصومه احتساب الأجر عند الله على الصبر بالصيام، قال - تعالى -: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجرَهُم بِغَيرِ حِسَابٍ, [الزمر: 10].
6- للصائم عند فطره دعوة لا ترد.
الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة
عن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله: {الصِّيَامُ وَالقُرآنُ يَشفَعَانِ لِلعَبدِ يَومَ القِيَامَةِ يَقُولُ الصِّيَامُ أَي رَبِّ مَنَعتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعنِي فِيهِ وَيَقُولُ القُرآنُ مَنَعتُهُ النَّومَ بِاللَّيلِ فَشَفِّعنِي فِيهِ قَالَ فَيُشَفَّعَانِ} [رواه الإمام أحمد].
فهنيئا لمن تقرب إلى الله بفعل النوافل وخشع قلبه ولانت جوارحه لله فالأجر الجنة وما أعظمه من أجر، فهيا إلى روضات الجنات بالإخلاص وعبادة الله والتقرب إليه ولنهتم بأمر الصيام صيام النوافل فهو أعظم العبادات أجرا، وفقنا الله للصالحات. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد