هذه الفريضة قلما يتخلف عنها مسلم أو مسلمة في ختام هذا الشهر، خاصة والنفوس تتطلع إلى القبول والرضوان من الله - تعالى -، ولأن هذه الفريضة لا يكاد يعذر في تركها بيت من بيوت المسلمين، فقد فرضها الله - تعالى -على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم - على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين (كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما).وقد ذهب مالك والشافعي وأحمد إلى أنها تجب على من يملك ما يزيد على حاجته وحاجة من تلزمه نفقتهم يوم العيد وليلته.
أما الحِكم والمعاني العظيمة الكريمة التي تتعلق بهذه الزكاة في هذا التوقيت فغنية عن البيان، لكن حريّ بالمسلمين أن يستحضروها وينعموا باستشعارهاº حتى يعظم الأجر ويتحقق المقصود.. على مستوى الفرد والأمة.
فهي طهرة للصائمº تجبر خلله ونقصه في ختام الشهر المبارك، وفي هذا استشعار المزكي فقره إلى الله وأنه - عز وجل - هو المتفضل أن منّ عليه بهذه الفرصة لجبر الخلل والنقص.
وعلى الجانب الآخر.. فيها إغناء للفقراء عن ذل السؤال في يوم العيد، كما جاء في الحديث:(أغنوهم عن طواف هذا اليوم).. وهنا تظهر بجلاء قيمة التكافل والتراحم بين أبناء الأمة الإسلامية.. هذه القيمة التي إذا استقرت في النفوس واستمرت بعد رحيل الشهرº لصلح من شأن الأمة الكثير.. !
إنها رسالة إلى العلماء والدعاة والوعّاظ ـ وفقهم الله ـ لتأكيد هذه المعاني والحكم، ونشرها بين الناس، بالحرص نفسه الذي تبين لهم به أحكامها الفقهية..
فالبون شاسع بين من يؤديها تخلصا وإبراء للذمة، ومن يؤديها وهو يستشعر حكمها وغاياتها!
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد