بسم الله الرحمن الرحيم
هلّ علينا هلال رمضان، شهر الرحمة والغفران، وقد استعد كل فرد منا للتقرب إلى الله ـ سبحانه وتعالى - بالعمل الصالح الذي نجتهد فيه ليل نهار، فنتجه إلى الله الواحد الديان بقلوب صافية نقية من أجل هدف واحد ألا وهو الفوز بالرضوان والغفران في شهر صفدت فيه الشياطين، بينما نشطت شياطين الإنس التي ما لبثت أن حولت وبدلت في معاني هذا الشهر الكريم حتى أضحى شهر البرامج والمسلسلات وأطيب المأكولاتº فيا حسرة على من يتشوق لهذا الشهر العظيم وقد تعلق قلبه بمثل هذه البرامج المعدة، والمحفزة للبقاء أمام شاشات التلفاز ليل نهار.
لقد أفرد القائمون على هذه الملهيات الأيام التي سبقت رمضان بالترويج لعبارة أهلا رمضان.. نعم أهلا رمضان
ولكن ليكون انطلاقة ودفعة لنا نحو الإمام.. انطلاقة لعمل الخير للتوبة والإنابة للصفح والعفو للتواد والتواصل، أما آن الأوان لنترك خلفنا هذه الدنيا الفانية لشهر واحد من شهور العام، نصفي فيه نوايانا ونصرفها في سبل الخير، وقد كتب الله لنا الخير في هذا الشهر الفضيل، فما أجمل الترويح عن النفس في صلاة التراويح التي هي راحة للأبدان وميقظة للجنان.. فهيا بنا اليوم نقطع الوعد ونجدد العهد.. دعونا اليوم نتكاتف من أجل إيصال رسالة (رمضان شهر عمل) دعونا اليوم نوجه من حولنا وندعوهم إلى ترك المهليات والانصراف إلى العبادة.
تخيلوا معي كيف ستؤتي الدعوة ثمارها لو قام كل فرد منا بدوره على أكمل وجه في النصح والإرشاد والتوجيه وهو يبتغي الأجر من الله.. ألن يتغير الحال؟
إخوتي في الله تذكروا كيف كان صحابة رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - يتشوقون لرمضان، وكيف كان دعاؤهم ستة أشهر لقبول العمل وستة أخرى لإدراك رمضان، فأي روحانية كانوا عليها؟!!!.. قارنوا شوق الناس اليوم إلى رمضان لتشعروا بعظم التلوث الذي أصاب المفاهيم البشرية التي هي في حاجة ماسة اليوم إلى تقويم وإرشاد، فهيا بنا لنقتبس قليلاً من ماضينا المشرق لنضيء به واقعنا المتغير ونهزم به الفتن ما ظهر منها وما بطن.. هيا بنا نوجه النداء ونخلص النيات ونوحد الأهداف حتى نشعر بحلاوة رمضان في ظل من نحب على الوجه الذي يرضاه الله عنا.
ذكر إبراهيم بن أدهم حينما مر بسوق البصرة، فسأله الناس: مالنا ندعو فلا يستجاب لنا؟ فقال: لأن قلوبكم ماتت بعشرة أشياء: عرفتم الله فلم تؤدوا حقه، وزعمتم أنكم تحبون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتركتم سنته، وقرأتم القرآن ولم تعملوا به، وأكلتم نعم الله ولم تؤدوا شكرها، وقلتم: إن الشيطان عدوٌ لكم ولم تخالفوه، وقلتم: إن الموت حق ولم تستعدوا له، وانتبهتم من النوم فاشتغلتم بعيوب الناس ونسيتم عيوبكم، ودفنتم موتاكم ولم تعتبروا بهم.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد