إن الهمم العالية مطلب لكل من أراد رضا الله والجنه، ولقد سمت الهمة العالية بأقوام فجاهدوا أنفسهم في طاعة الله وترك الملذات في سبيل مرضات الله حتى استحقوا بفضل الله وكرمه أعلى الدرجات في الجنان والقرب من الرحمن.
وهذا ما ينبغي لكل مؤمن في شأن الآخرة حيث ينبغي لكل مؤمن أن يبذل غاية الجهد ويستنفذ غاية الوسع في طلب أعلى المراتب لتحصيل رضوان الله في الآخرة..وإليكِ أخيتي بعض هذه النماذج: -
1- قال القرطبي - رحمة الله -: (واجعلنا للمتقين إماماً) أي: قدوة يُقتدى بنا في الخير، فهؤلاء لم يسئلوا الله فقط أن يجعلهم من المتقين، بل أن يجعلهم قدوة وأئمة للمتقين.
2- ولعل من أروع الصور الناصعة لعلو الهمة في زماننا هذا ما كان عليه سماحة فقيد الأمة الشيخ عبد العزيز ابن باز - رحمه الله - من همة عالية في طلب العلم وتعليمه والدعوة إليه والنصح للمسلمين والسعي في مصالحهم حتى كانت هذه الأعمال والمسؤوليات تستغرق جميع وقته فلا يكاد ينام في اليوم والليلة إلا من أربع إلى خمس ساعات يقضي بقية ليله ونهاره بعدها في جهد ومجاهدة في العبادة والدعوة ونفع الخلق وأعمال البر.
ومن الشواهد على علو همته - رحمه الله - وشدة مجاهدته لنفسه -كما ذكر حارسه الشخصي- أن الشيخ كان قادماً ذات يوم من الطائف يوم الخميس قبيل المغرب. قال: فقلت للشيخ ونحن في المطار: نذهب للبيت يا شيخ؟
قال: لا بل للجامع لأن الوقت قد ضاق. قال: فقلت له يا شيخ: إنك متعب وقادم من سفر. فقال: لا بأس نستعين بالله.
وأخيرا.. اسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا من أصحاب الهمم العالية التي تناطح السحاب.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد