آداب اللباس


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

اللباس من نعم الله - تعالى -التي خصّ بها الإنسان من بين المخلوقات ليتقي بها العوامل الطبيعية من حر وبرد وشمس ومطر..وليستر بها عورته ويواري سوأته، ويحفظ كرامته، ويتجمل بها في حياته..قال - تعالى -: ( وَجَعَلَ لَكُم سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأسَكُم كَذَلِكَ يُتِمٌّ نِعمَتَهُ عَلَيكُم لَعَلَّكُم تُسلِمُونَ ) (81) النحل.

وقد علم الله - تعالى -الإنسان صناعة الثياب بمختلف أشكالها وأمره أن يستتر بها ويتقي ما يواجهه خلال حياته قال - تعالى -عن سيدنا داود: ( وَعَلَّمنَاهُ صَنعَةَ لَبُوسٍ, لَّكُم لِتُحصِنَكُم مِّن بَأسِكُم فَهَل أَنتُم شَاكِرُونَ (80))  الأنبياء. ولقد أتانا فيما أتانا من ضلالات الغرب وصرعات الجاهلية الحديثة دعوة جديدة الى التعري وإظهار العورات مسخا للإنسان، وانتكاسه إلى الحيوانية العجماء ..

كما تصدّر لنا بيوت الأزياء اليهودية كل عام تصاميم لملابس لا همّ لها سوى إظهار المفاتن وعرض المغريات وفتن عقول الشباب والشابات، واستباحة الأهواء والشهوات.. فهي ملابس إلى العري أقرب منها إلى الستر..

قال - صلى الله عليه وسلم -:  صنفان من أمتي لم أرهما قط: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا. رواه مسلم والإمام أحمد.

 

وهذه باقة من الآداب الإسلامية في اللباس:

1 - الابتداء بتسمية الله - تعالى -، كما تستحب التسمية في جميع الأعمال.

2 - جعل النية من اللباس أمر الله - تعالى -في ستر العورة، لا التباهي بزينة اللباس، ومراءاة الناس بها.

قال - تعالى -: ( يَا بَنِي آدَمَ قَد أَنزَلنَا عَلَيكُم لِبَاساً يُوَارِي سَوءَاتِكُم وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقوَىَ ذَلِكَ خَيرٌ ذَلِكَ مِن آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُم يَذَّكَّرُونَ (26))  الأعراف.

3 - الدعاء بما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- : عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبي -صلى الله عليه وسلم-كان إذا لبس ثوبا قميصا أو رداء أو عمامة يقول: اللهم إني أسألك من خيره وخير ما هو له، وأعوذ بك من شرّه وشرّ ما هو له رواه ابن السني.

4- الدعاء بما ورد عن النبي عند لبس ثوب جديد.

عن عمر - رضي الله عنه - قال سمعت رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: من لبس ثوبا جديدا فقال: الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي، وأتجمّل به في حياتي، ثم عمد إلى الثوب الذي أخلف فتصدّق به، كان في حفظ الله وفي كنف الله - عز وجل - وفي سبيل الله حيّا وميتا رواه الترمذي.

5 - اختيار أوساط الثياب، والمعتدلة منها، دون مبالغة ومغالاة، ودون تبذل وإهمال.

6 - التأكد من نظافة الثوب وطهارته، لتصح العبادة به، ولأن المؤمن نظيف البدن والثوب طاهرهما.

قال - تعالى -: ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّر (4))  المدثر 4.

7 - اجتناب التفاخر بالثياب أو إطالتها حتى تمسّ الأرض تكبرا واستعلاء، بل ينبغي رفعها عن الأرض لأنه أتقى وأنقى وأبقى.

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قال: لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جرّ إزاره بطرا متفق عليه.

8 - القيام بإصلاح الثوب إن وجد به شقا أو ثقبا، وعدم لبسه وهو ممزق، فقد كان النبي يرقع ثوبه بيده، ويصلح نعله بنفسه.

عن سهل بن الحنظلية - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يقول: إنكم قادمون على إخوانكم، فأصلحوا رحالكم، وأصلحوا لباسكم، حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس، فإن الله لا يحب الفحش والتفحّش. رواه أبو داود.

9 - الابتداء في لبس الثوب، والنعل والسراويل والجوارب باليمين، والخلع بالشمال. عن عائشة- رضي الله عنها -قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعجبه التيمّن في شأنه كله، في طهوره وترجلّه\" رواه البخاري.

10 - نفض الثياب قبل لبسها، ونفض الجوارب للتأكد من خلوها من الحشرات المؤذية.

11 - طيّ الثياب بعد خلعها، وذكر اسم الله عليها عند وضعها أو تعليقها، وعدم إلقائها مبعثرة دون مبالاة.

عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم أن يقول الرجل المسلم إذا أراد أن يطرح ثيابه: بسم الله لا إله إلا هو رواه ابن السني.

12 - تعهد الجوارب بالنظافة وغسلها مساء كل يوم، وخاصة أيام الصيف، أو كلما تغيرت رائحتها، وكذلك تعهد النعلين بالنظافة والإصلاح.

13 - يستحسن أن تكون أكمام القمصان طويلة إلى الرسغين.

عن أسماء بنت يزيد- رضي الله عنها -قالت: كان كم رسول الله إلى الرسغ. رواه الترمذي وأبو داود.

14 - اجتناب الألبسة المصنوعة من الحرير، لحرمة لبسها على الذكور.

عن أبي موسى - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: حرّم لباس الحرير والذهب على ذكور أمتي، وأحلّ لإناثهم رواه الترمذي.

15 - اجتناب تشبّه الرجال بالنساء في لباسهم، واجتناب تشبّه النساء بالرجال في لباسهن.

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لعن الله الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل رواه أبو داود.

16 - اجتناب الثياب المزركشة والمزينة وذات الألوان الزاهية، والتي تظهر التخنث على مظهر لابسها.

17 - اجتناب الثياب الضيقة والمحجّمة والشفافة للرجل والمرأة، واختيار الثياب الساترة والمريحة، وخاصة للفتاة، والحذر من التزيّن والتبرّج.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply