ولما اشتد الحصار على بني عبد مناف تأثر لذلك جماعة من أعاظم قريش، فقاموا بنصرتهم وتوجهوا إلى الكعبة ونقضوا تلك الصحيفة، أي أزالوها ومزقوها بعد أن رأوها متآكلة كما أخبرهم النبي - صلى الله عليه وسلم -. وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أخبرهم بأن الأَرَضَة قد أكلتها ولم يبق منها إلا اسم الله - تعالى -.
فتمكنوا بعد ذلك من مبارحة الشِّعب، ومكث النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو إلى دين الله، والمسلمون كل يوم في ازدياد من قريش ومن غيرهم، ولا يتمكن أعداؤهم من الاعتداء عليهم، حتى كانت السنة العاشرة من النبوة توفي فيها عمه أبو طالب الذي كان عضده ونصيره، فعاد كفار قريش إلى الأذى، حتى هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الطائف، وطلب من أشراف هذه الجهة تعضيده بعد أن دعاهم إلى دين الله - تعالى -، فلم يقبلوا ولم يسلموا بل أغروا سفهاءهم يسبونه، فعاد إلى مكة وطلب من المطعم بن عدي أن ينصره فأجابه لذلك، وذهب - صلى الله عليه وسلم - إلى الكعبة في جوار المطعم، فطاف وصلى ثم انصرف إلى منزله يحفظه الله - تعالى - من أذى الأعداء.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد