19 شوال 1411هـ - 3 مايو 1991م:
«مالي» هي إحدى دول قارة إفريقيا الكبرى، حيث تبلغ مساحتها مليوناً وربع مليون كيلو متر مربع، وهي دولة داخلية لا تشرف على سواحل، وهذا الاتساع المساحي جعل أرض مالي تضم الكثير من المجموعات البشرية أشهرها «الماندينج» و«الصنغاي» و«الفولاني» وكلها قبائل مسلمة، كما وُجد على أرض مالي قبائل «الطوارق» وهم بقايا المرابطين الذين حكموا المغرب والأندلس في القرنين الخامس والسادس الهجري، وإليهم يرجع الفضل الأول في نشر الإسلام في هذه البقاع الصحراوية، وكما يوجد بعض القبائل العربية، وكان الطوارق والعرب يعيشون ناحية الشمال حول مدينة تومبوكتو القريبة من نهر النيجر.
كانت هذه المجموعات البشرية المتباينة في حالة صراع داخلي كبير حتى بين بطون المجموعة الواحدة، وخاصة بين الزنوج من ناحية والطوارق والعرب من ناحية أخرىº بدافع من العصبية القبلية المقيتة، والعنصرية البغيضة، ولما وقعت مالي فريسة للاحتلال الفرنسي زادت حدة هذه الصراعات القبلية بتحريض ودعم من المحتل الصليبي الفرنسي، مما حدا بالطوارق والعرب لأن يشكلوا جبهة تحرير أزواد «وهي المنطقة التي يوجد بها معظم الطوارق والعرب»، ويطالبوا بالاستقلال الذاتي، أو حتى الحكم الذاتي للمنطقة، ولتكريس الفتنة اشترطت فرنسا من أجل الانسحاب من مالي أن تظل منطقة أزواد تابعة للحكومة المركزية في مالي.
قامت الحركة بالعديد من العمليات العسكرية ضد حكومة مالي من أجل إيجاد حل لقضية أزواد، والتقى رؤساء مالي والجزائر وليبيا سنة 1410هـ - 1990م لحل القضية، ودعا معمر القذافي قبائل الطوارق للإقامة في ليبيا، وأشرفت المشكلة على الحل حتى وقع انقلاب عسكري في مالي أطاح بحكم «موسى تراوري» الذي تفاهم مع الجبهة، وجاء إلى السلطة «أحمدو ثوري» الذي ينتمي إلى قبيلة «الكوروبرو» التي تعادي العرب والطوارق، وفي يوم 19 شوال 1411هـ - 3 مايو 1991م قامت قوات الحكومة الجديدة بمذابح مروعة في مدينة تومبوكتو بحق الطوارق والعرب لتجدد الصراعات القبلية من جديد.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد