5رمضان 1351هـ ـ 1 يناير 1933م
مفكرة الإسلام: تعتبر فرنسا من أشد الدول الاستعمارية عنفًا وقسوة في التعامل مع أبناء البلاد التي تحتلها، فلقد كان الاحتلال الفرنسي يجمع بين طياته كل عناصر الوحشية من تعصب ديني صليبي، مع استعلاء عنصري بغيض ورغبة جامحة في التوسع ونهم شره للثروات والخيرات، لذلك كان الفرنسيون هم أصحاب المركز الأول بجدارة في السجل الأسود لجرائم المحتلين([1]).
وهذه الصليبية والعنصرية والشره كانت تدفع الفرنسيين لقمع أي ثورة ومحاولة استقلال تظهر في مستعمراتهم بمنتهى الوحشية والعنف والقسوة المتجردة من كل المعاني الإنسانية، ولكن أعجب ما قام به الفرنسيون للقضاء على ثورة مسلمي فولتا العليا، هو قرارهم الذي اتخذوه في 5 رمضان سنة 1351هـ ـ 1 يناير 1933م بتمزيق فولتا العليا، وضم بعض أجزائها لساحل العاج والبعض الآخر لمالي ومحو فولتا العليا من على الخريطة تمامًا، بل ظلت فرنسا تصدر خرائط إفريقيا ومصوراتها بدون فولتا العليا مدة 15 سنة، حتى قضت تمامًا على ثورة المسلمين بها بعد أن قطعت أوصالهم وديارهم يمنة ويسرة، وهذا الأمر من أعجب ما قام به أي محتل لبلد عمومًا.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد