بسم الله الرحمن الرحيم
يرجع تاريخ بناء المسجد الأموي إلى سنة 86هـ في عهد الوليد بن عبد الملك، وكان هذا المسجد في الأصل كنيسة يوحنا في دمشق، وكانت في الشطر الذي فتحه خالد بن الوليد من دمشق قهرًا بالقوة فلا حق فيه للنصارى، ولكن الوليد عوضهم عن هذه الكنيسة بأخرى هي كنيسة مريم العذراء، وشرع الوليد في بناء المسجد ليكون درة الخلافة الأموية، واستمر بناء المسجد عشر سنوات وأنفق عليه أموالاً طائلة وبالغ في السرف عليه حتى بهر عقول من رآه.
ظل هذا المسجد يمثل عقدة مزمنة ومحكمة بالنسبة لنصارى الشام، كلما رأوه امتلأت قلوبهم غيظًا وغلاً وحقدًا على المسلمين، لم تتغير هذه العداوة أو يقل هذا الحقد مع مرور السنين وتعاقب الأجيال حتى وقعت هذه الحادثة، وذلك سنة 740هـ، عندما أرسل إمبراطور بيزنطة قسطنطين السابع راهبين من عنده من خدام كنيسة آيا صوفيا والتي صارت بعد ذلك مسجدًا عند فتحها سنة 857هـ، وكانا خبيرين في صناعة النفط اللطيف وهو الذي يشتعل بعد فترة وليس على الفور وبفعل الاشتعال الذاتي، وذلك إلى مدينة دمشق في مهمة شريرة وهي حرق المسجد الأموي، فاجتمع الرهبان مع رؤوس نصارى دمشق، وأطلعوهم على الخطة الخبيثة، وقاموا بتعليمهم طريقة صنع هذا النفط اللطيف لحرق دمشق كلها.
وفي يوم 6 شوال سنة 740هـ قام الراهبان بالتخفي في زي المسلمين وتنقلا في أسواق دمشق حول المسجد وألقيا عدة لفائف من القماش المبلل بالنفط اللطيف في أماكن خفية، ثم انطلقا هاربين إلى القسطنطينية، وما هي إلا سويعات قلائل حتى اندلع حريق هائل بالمسجد والأسواق المجاورة له، وأسرع المسلمون من كبيرهم لصغيرهم حتى والي المدينة «سيف الدين تنكز» بالاشتراك في إطفاء الحرائق الكبيرة، وكانت جهود الإنقاذ مركزة على المسجد حتى تم إنقاذه قبل تدميره بالكلية.
وقد شاء الله - عز وجل - أن ينكشف الجناة من حيث لم يحتسبوا، ذلك أن أحد الأمراء الصليبيين بجنوب الأناضول أرسل برسالة تهنئة لرؤوس نصارى دمشق على ما فعلوه، ويبارك فيها فعلتهم الشنيعة، فوقعت الرسالة في يد أمير دمشق، وانكشف الأمر، وأُخذوا جميعًا، وعوقبوا بأشد أنواع العقاب جزاء لهم على بغيهم وعدوانهم.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد