بسم الله الرحمن الرحيم
أصبحنا نقرأ كل يوم ونشاهد آثار (ثقافة الدم)، وتعرض لنا الأخبار في كل ساعة قصة مقتول هنا وهناك، إما سائق سيارة أو راكب في باص أو في اقتحام مدرسة أطفال، ومن يفعل هذا كله يتسمى بأسماء المسلمين، ويعرض في وسائل الإعلام وكأن (هذا هو الإسلام).
أخشى ما أخشاه أن يتربى الجيل الصاعد على هذه المناظر فيألفها وتعتبر جزءا من عقيدته، لو تخلى الوالدان عن توجيهه وإرشاده وتربيته.
(وشهر رمضان) فرصة ثمينة للأسرة لتحيي القيم الراقية في الإسلام فيذكر فيها سماحة الإسلام وعدالة أحكامه ورحمته على العالم، وقواعد التعامل مع الآخر سواء كان صديقاً أو عدواً فيكون للأسرة جلسة يومية يحاور فيها الزوجان أبناءهما ولا مانع من أن تكون مادة الجلسة خبراً يقتطع من جريدة ويتم التعليق عليه، أو استضافة شيخ للعائلة على الإفطار للحوار معه.
وأذكر بالمناسبة أن إحدى العائلات استضافتني على الهاتف، وتجمعت الأسرة حول الهاتف، ودار الحوار بيننا، وكنا سعداء بهذه المبادرة الذكية التي كان يحرص الوالدان فيها على إشاعة قيم الإسلام السمحة في جو الأسرة.
وأذكر أيضاً أنني منذ يومين كنت أقرأ عن (رحلة ابن فضلان) في عام 921م عندما خرج وفد من بغداد - عاصمة النور آنذاك - بتكليف من الخليفة العباس «المقتدر بالله» إلى قلب القارة الآسيوية (روسيا حاليا) تلبية لطلب ملكهم في التعريف بالإسلام وللإجابة عن أسئلة كثيرة، منها معرفة سبب سرعة انتشار الإسلام وكان في البعثة فقيه وسياسي ومؤرخ وعلى رأسهم (ابن فضلان) العالم الموسوعي فأسلم الملك «الموشى بن يلطور» وأسلم قومه عند عرض الإسلام عليهم وعاد ابن فضلان فكتب عن رحلته وكانت نقلة نوعية في كتابة الرحلة العربية التي كانت غارقة في مفاهيم السرد والقصص وتحريك الخيال، فنقلها إلى مستوى التحليل الانثوغرافي، وكانت أول رحلة للتواصل الحضاري والحوار الفكري.
فلنربِّ أبناءنا على قوة الحوار والحجة في عرض الإسلام، ونستفد من تاريخنا وعلمائنا في هذا الجانب فثقافة الحوار أساس في نشر الإسلام والدعوة إليه، بل جاء الإسلام والعرب في حروب ودماء سنوات وأعوام فألف بين القلوب وأوقف الحروب.
إن الواقع الذي نعيشه متناقض، ولكن الإسلام واضح وجلي، وأذكر بالمناسبة عندما كنت صغيراً، كنت أشاهد فيلم (مصاص الدماء) الذي لايتوقف فيه الرجل عن القتل ومص الدماء إلا إذا شاهد (الصليب)، فهل الواقع الذي نعيشه قد رسم لتنفيذ أفكار هذا الفيلم، أم يمكننا أن نقدم الإسلام على أنه رسالة رحمة وسلام للعالمين؟!
وهذا دور أسرنا في رمضان، فلنعد أيام ابن فضلان في رمضان.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد