حركة دافئة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلتني رسالة خطية من صديقة لي تصف حالة الحرمان الأسري الذي تعيشه..

كلماتها داعبت خيالي

لا مست أوتار قلبي

فتاة تحلم أن تروي عطشها من معين رقراق

فتاة تنتظر أن تتحول صحراؤها إلى جنة خضراء يسقيها الحب صباحاً ومساء.

فتاة تبحث عن الأسرة السعيدة.

نقلت لكم كلماتها بعد إذن منها..

أترككم مع بعض الأبيات من قصيدتها:

 

أختاه مــــا ذا قد يخط بنانــي *** بل مـا الذي يوماً حكاه لسانــي

ماذا أقول عن الحياة وما هيَ *** إلا جحيم كاللهيب كواني

في داخلي ألم يدق بخافقي *** في داخلي حزن كما البركانِ

يهزني ألمي فأنشد راحتي *** في بضع آيات من القرآنِ

أنا لست أدري هل تُحلّ قضيتي *** أم سوف يعلوها رحى النسيانِ؟

كل الذي أدريه أن تجرّعي *** كأس البلية ليس في إمكاني

***

أهوى الحياة جميلةً لا همّ لا *** أكدار تدفنني بها أحزاني

أنا لا أريد بأن أعيش محطمة *** في زحمة الآلام والأشجانِ

الليل من حولي هدوءٌ قاتلٌ *** والعاصفات تثور في وجداني

والنفس بين جوانحي شفافةٌ *** دبَّ الخشوع بها فهز كياني

ما ضرّني لو قد سكت وكلما *** فاض الأسى بالغت بالكتمانِ

أنفاسي الحرى وإن هي أُخمِدت *** ستظل تغمر أفقهم بدخانِ

وفؤادي المحزون في نبضاته *** سيكفّ في عزٍ, عن الخفقانِ

والهم باقٍ, لم يحطم قيدَه *** موتي ولم يودِ به قرباني

إن احتدام النار في جوف (الفتاة) *** أمر يثير حفيظة البركانِ

***

أختاه إن طلع الصباح على الدنا *** وأضاء نور الشمس كل مكانِ

واستقبل العصفور فوق غصونه *** يوماً جديداً مشرق الألوانِ

فاضت دموعي تسيل حتى ينطفي *** ما ثار في جنبي من النيرانِ

هذا حديث النفس أبديه لكِ *** أختي عليكِ لسرّي بالكتمانِ **

 

الحوار الأسري..

ذلك الأسلوب الفعال في التربية تفتقده كثير من الأسر.

فالفتاة تنتظر من يحتويها من داخل محيطها الأسري.. مهم جداً أن تجد الفتاة من يستمع لها، يحاورها..

يكسبها الخبرة اللازمة لمواجهة الأمور المستجدة في حياتها.

إن علاقة الفتاة بمحيطها الذي تعيش فيه الوالدين / الإخوة / الأخوات / الأقارب / المعلمات / الصديقات.. وغير ذلك كلها أمور تحتاج فيها الفتاة لاستشارات وتبادل خبرات.

فبالحوار:

ــ نتعرف أكثر على شخصية الفتاة.

ــ نتعرف على مراكز القوة والضعف في شخصيتها ونحسن استغلالها وتوجيهها بعد ذلك.

ــ تشعر بالفتاة بمكانتها الإجتماعية.

ــ حماية لها من الانحراف حتى لا تبحث عمن يستمع لها من خارج محيطها، وهذا لا شك أنه يمثل خطراً عليها.

ــ تقوى الروابط الأسرية.

 

إلى الآباء والأمهات:

إن الفتاة مهما كبرت تبقى تبحث عن الحب والحنان في أسرتها.. متعطشة لابتسامة من والدها أو كلمة حنون من والدتها..

آن الأوان حفظكم الله أن تنظروا للأبناء على أساس أنهم عنصر فعال في الأسرة والمجتمع..

جميل جداً أن تكون صدوركم مفتوحة لهم... ولستم عنهم ببعيدº تذكروا كيف كانت أحاسيسكم وانفعالاتكم في شبابكم.

هذا قدوتنا رسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم - كان يحتضن فاطمة بيده، ويبادلها الحديث.

دخلت عليه ذات مرة فقام إليها وقبلها وأجلسها مكانه. ولما ماتت رقية أختها أخذ يمسح الدموع من عينيها بثوبه.

انظروا إلى مشاعر الحب الدافئة كيف انتقلت باللمس عبر متحابين..

أدرك صلوات ربي وسلامه عليه أن مثل هذه الحركات الدافئة تجلب الحب وتعبر عما يجول في النفس دون الحاجة للكلام..

فمتى ندرك نحن هذا؟!

تحذير:

إن فقدان الحب والحنان والمشاعر والأحاسيس الفياضة قد ينتج عنه انحراف البنت لا سمح الله.

فيا رعاكم الله.. ضعوا أيديكم بأيدي أبنائكم فالطريق مليء بالعثرات.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply