الانفجار المعرفي من أبرز سمات عصرنا إن لم يكن أبرزها على الإطلاق، هذا الانفجار جعل الكم الهائل من المعرفة والمعلومات متاحاً لنا في كل وقت، وفي كل مكان تقريباً، وهذه الميزة الكبيرة صحبتها سلبية لا تقل عنها في الحجم، وهي الغثائية الموجودة ضمن هذه المعرفة، والتي تسببت في التقليل بشكل كبير من الاستفادة من هذه المعرفة.
ولا شك أن هذا الأمر جعل حسم القضية في مرمى المتلقي، فالمتلقي هو الذي سيجعل من هذا الانفجار ميزة ونعمة، وهو كذلك من سيجعلها سلبية ونقمة. وهذا بدوره يؤكد قضية مهمة وهي أن الوصاية على الناس وتحديد ما يأخذون ويتركون لن تكون مجدية في كثير من الأحيان، بل الأجدى من ذلك هو توجيه الجهد لبناء العقول والنفوس التي تحسن التعامل مع هذه التطورات. وبناء العقول والنفس ليس بالأمر السهل، خصوصاً أن هذه التطورات جعلت الفوارق بين الأجيال كبيرة جداً، مما يحتم علينا ضرورة التطوير الدائم لأنفسنا لنلحق باهتمامات أولادنا، ولنتعرَّف على احتياجاتهم حتى نكون قريبين منهم، لأن أخطر شيء على الأولاد شعورهم ببعد والديهم عنهم، مما يجعلهم يبحثون عن البديل عند رفقائهم. ولعل من أبرز ميزات قرب الوالدين من أبنائهم، هو أنهم يكونون أول مَن يسمع استفساراتهم وتساؤلاتهم حول الأفكار الجديدة التي يتلقونها من الإنترنت أو غيرها، وإذا أضيف إلى ميزة الأولية في سماع الاستفسارات ميزة حسن الحوار والتوجيه، فلا شك أن هذا سيبني - بإذن الله تعالى- عقلاً رشيداً ونفساً سليمة.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد