متى أمنح طفلي هدية ؟

لا تتوقف طلبات الطفل ورغباته في اقتناء شيء ما يحبه، ويرغب في تملكه، سواء كان لعبة جميلة، أو طعاماً يشتهيه، أو ملابس أنيقة يتمنى أن تكون عنده، وبالطبع لا يتأخر أحد الوالدين أو كلاهما عن تلبية تلك الرغبات إذا كانا قادرين على تحقيقها، وهو أمر طبيعي لكل أب وأم، ولكن يمكن أن تتحول رغبات الابن واستجابة الوالدين لتلك الرغبات إلى وسيلة تربوية نافعة تؤتي ثمارها المرجوة منها.

إن استثمار طلب الأبناء ما يحبونه يساعد في حسن التنشئة والتعويد على الخصال الحميدة والأخلاق الحسنة ويكون ذلك بربط منحهم الهدية أو ما يحبونه بطلب الالتزام بخلق حسن أو الانتهاء والإقلاع عن خلق معيب، فلو قال الأب لابنه - مثلاً- إذا صدقت في قولك فسوف أشتري لك لعبة شيقة، كذلك يمكن استثمار الهدية في حث الأبناء وتشجيعهم على التفوق الدراسي، فيتم الربط بين الهدية والتفوق وحسن المذاكرة وإلا فالحرمان من الهدية في حالة التقصير.

وأفضل ما تحققه الهدية من نتائج هو في مجال حفظ كتاب الله - تعالى -، فيجب على الوالدين تشجيع الأبناء على الاهتمام بحفظ القرآن الكريم عن طريق منحهم الهدايا والجوائز المشجعة على الحفظ، ويكون ذلك بالوعد بمنحهم مبلغاً من المال أو غيره من المحفزات كلما أتموا حفظ سورة أو جزء من القرآن الكريم، ولا يهم إن كان المبلغ قليلاً أو كثيراً، فذلك يفرح الطفل ويشجعه.

وكما أن منح الهدية أسلوب تربوي يحقق نتائج طيبة، فإن الحرمان من الهدية والجائزة لا يقل نتيجة عن منحها، فإذا ما رأى الوالدان أياً من الأبناء يرتكب شيئاً ما ينافي الخلق القويم، فإن أول عقوبة يجب أن تقع على هذا الابن زجره والعبوس في وجهه ووعيده بالحرمان من مصروفه اليومي أو من الجائزة أو مما يحب على وجه العموم.

وهذا الأسلوب يجعل الأبناء بمنأى عن ارتكاب خلق معيب أسلوك غير قويم كالسرقة والكذب وعدم طاعة الوالدين والتقصير في المذاكرة والتحصيل الدراسي.

ونخلص من ذلك إلى أن منح الهدايا والجوائز للأبناء ينبغي أن يرتبط بتشجيع السلوك الحسن، وتقويم السلوك المعوج، عند ذلك تحقق الهدية أو الجائزة الهدف المرجو منها.