ما هي العقوبة الناجحة للأطفال؟
السلوكيات السلبية عند الأطفال على أنواع مختلفة ولها أسباب مختلفة ولهذا علاجها يرتبط بعدة أمور يجب معرفتها قبل التطرق لطرق العلاج.
فمن الأسباب على سبيل المثال لا الحصر: ـ
1ـ استجابة الطفل لواقع سيء، فمثلا إذا كان العنف لغة في المنزل للتفاهم سواء مع الصغار أو بين الكبار فإن الطفل سيأخذ هذه اللغة أو الطريقة ويستخدمها في التعامل مع الآخرين، وهنا مهما عملنا لقمع هذا السلوك فإن النتيجة لن تكون فعاله طالما أن مسبب هذا السلوك قائم.
2ـ إهمال الطفل بحيث لا يهتم به أبدا أو لا يعتنى به إلا حين ممارسته لسلوك سلبي مثل الصراخ أو التخاصم مع أقرانه، وهذا يقع فيه كثير من المربين والآباء والأمهات فلا ينتبهون للطفل إلا وقت الخطأ ولهذا إذا أراد أن يلفت نظرهم أتى بسلوك سلبي وهكذا.
3- ومن الأسباب معاناة الطفل من نقص في حاجاته الأساسية مما يجعله غير راض عن الواقع فلا يهتم برضى من حواليه من المربين أو الوالدين.
4- ومن الأسباب سوء التربية مما يجعل الطفل لا يفرق بين السلوك السلبي أو الايجابي أو بين الخطأ والصواب.
5- عدم الشعور بالأمن هو أيضا من الأسباب التي تجعل الطفل لا ينصاع للأوامر بسبب خوفه من شيء ما.
6- بعض الحالات النفسية قد تكون سببا في بعض السلوكيات السلبية.
6- وهناك أسباب كثيرة مثل عدم العدل بين الأولاد، ووجود الغيرة بسبب الحرمان، وكذلك وجود شيء من المكاسب للقيام بالسلوك السلبي مثل البكاء أو العنف والكلام حول هذا يطول.
أما السلوكيات السلبية فمنها ما هو عابر مثل الكذب البسيط أو فرط الحركة في سن ما قبل المدرسة أو عدم القدرة على الاستجابة للأوامر في حال وجود إغراء شديد، ومن هذه السلوكيات ما ينتج عن ضغط نفسي معتدل مثل مص الأصبع أو قضم الأظافر وهذه كلها عادة ما تخف مع الوقت وخير ما يمكن أن نفعله هو عدم التركيز عليها أو الاهتمام بها.
ويبقى أن نحدد أن التعامل مع السلوك السلبي يكون حسب الضوابط التالية:
ـ تقدير السلوك السلبي بقدره وعدم إعطائه أكبر من حجمه فمثلا وجود إزعاج في حال حضور ضيف والطفل صغير السن هو أمر متوقع، وكذلك بكاء الطفل وقت الخوف أمر متوقع فلا يمكن معاقبة الطفل على ما هو طبيعي أن يصدر عنه.
- عدم جعل هوية الطفل أو المراهق وعلاقتنا به مرتبطة بهذا السلوك السلبي بل دائما نفرق بين شخص الطفل والمراهق ومحبتنا لهما وبين اقترافهما للخطأ وعقوبتهما عليه، وما أقصده هنا أن لا تتمحور العلاقة بين الأهل والطفل حول الخطأ بل تذكر ايجابيات الطفل والمراهق كي نستطيع تعديل سلوكه.
- أن يكون واضحا للطفل ارتباط العقوبة بالخطأ وذلك بأن تكون العقوبة في نفس الوقت الذي وقع فيه الخطأ بقدر المستطاع.
- أن تكون العقوبة مؤقتة وقتا قصيرا ومقابلة للتطبيق إذ كلما طالت مدة العقوبة كلما ضعف تأثيرها التربوي وأصبحت نوعا من القهر والأذى.
- أن لا يكون في العقوبة أذى أو إهانة.
- أن تكون العقوبة بالضرب محدودة جدا وفي حالات نادرة وأن تكون للتأديب لا للتنفيس عن النفس وانتقاما من الطفل وأن يكون فيها التزام بالأمر النبوي وذلك بان لا يكون فيها تقبيح كبعض الألفاظ مثل \"غبي\" \"دبشة\" \"حقير\"، ولا تكون أمام الناس، وأن لا يكون الضرب على الوجه أو الرأس.
- استعمال عقوبات مثل:
1. الحرمان من شيء محبوب مثل الحلويات أو الفيديو أو الدراجة أو الكمبيوتر.
2. العزل عن البقية لمدة دقائق وهذه تجدي مع الصغار في الغالب.
3. الأمر بالتوجه لمكان آخر للارتياح ثم التفكير في فعله وهذا ينفع للكبار قليلا.
أخيرا لا ينبغي الإكثار من العقوبات ولا التهديد بها لأنها تفقد معناها كما ينبغي تنفيذها عند استحقاقها حتى يظل مفعولها ساريا وعدم المبادرة إلى تخفيفها والتنازل عن بعضها ما لم يشعر المربي أنها مبالغ فيها وأنها قد تضر بالطفل ومن ثم يوجد مخرجا أفضل، والله الموفق.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد