بسم الله الرحمن الرحيم
لا شك أن تعريف الأطفال بقضايا الأمة يسهم في إعدادهم لمواجهتها، فقضايا الأمة تزاحمت على رؤوس الكبار، وزادت من همومهم، فقد أشفق البعض على الصغار من أن يُشحَنوا بهموم في سن مبكرة، في حين يرى البعض الآخر ضرورة إشراك الصغار في هذه الهموم، وخاصةً فيما يتعلق بهموم المسلمين.
الطبيبة صفاء عبد الواحد- أخصائية العيون- تتحمَّس جدًّا لمبدأ تعريف أبنائها الصغار بالأحداث الإسلامية الكبرى، وتقول: أحيانًا أجد الأمل في ابني بعد أن فقدت الأمل في الجيل الحالي من الكبار..!! وتقول أم الزهراء: أشجِّع أولادي على التبرع من مصروفهم الخاص لضحايا المسلمين، ونحدد معًا يومًا في الأسبوع لا نأكل إلا التمرº مشاركةً لإخواننا المسلمين في محنتهم، كما أشجِّعهم على قيام الليل بنية طلب النصر للمسلمين في أرجاء الأرض.
أما منى السيد فتُدرِّب أولادَها على أن يجمعوا ما يستغنون عنه من حاجاتهم، خاصةً الملابس والأدوات المدرسية والألعاب، بالإضافة إلى ما يصنعونه بأيديهم من مفارش ومكرميات، ويقيمون معرضًا في النادي، ويخصصون عائد المعرض لأطفال فلسطين.
وتحمِّل الدكتورة سعاد صالح- رئيسة قسم الفقه بالأزهر- المرأةَ المثقفةَ الدورَ الأولَ في تبصير أولادها بمشاكل المسلمين، وإرشادهم إلى قراءة الصحف، ومشاهدة البرامج الثقافية، وأن تجلس معهم وتناقشهم وتسمع آراءهم، وتعلمهم الشجاعة في الحق، وألا يخشوا أحدًا إلا الله.
وقد قال الشهيد عبد الله عزام في وصيته: يا معشر النساء إياكُنَّ والترفº لأن الترف عدوٌّ الجهادº والترف تلفُ النفوسº واحذرن الكمالياتº واكتفين بالضروريات، وربين أبناءكن على الخشونة والرجولة والجهاد، ولتكن بيوتكن عَرينًا للأسود، وليست مزرعةً للدجاج الذي يسمن ليذبحه الطغاة، وعِشن مشاكل المسلمين، وحاوِلن أن تعِشن يومًا في الأسبوع في حياة تشبه حياة المجاهدينº حيث الخبز الجاف، وألا يتعدَّى الإدام جرعات من الشاي.
وبرؤية نفسية يؤكد المعنى نفسَه الدكتور علي أبو المكارم- أخصائي طب الأطفال- ويقول: إن انشغال الطفل بالهموم العامة يمثل فائدةً اجتماعية كبرى للطفل، ولا شكَّ أن الطفل الذي ينشغل باللعب وحضن أمه فقط سوف يصبح عضوًا جبانًا وأنانيًّا عندما يكبر.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد