الإسلام تربية وتعليم


 

بسم الله الرحمن الرحيم

    إن مثل النفس البشرية كمثل البذرة، إن سقيتها من معين صافي كبرت وترعرعت، وان سقيتها من معين عكر ذبلت وماتت،  وخير معين تسقى منه هذه النفس هو معين الإسلام حكم الله لهذه الأمة (( ومن أحسن من الله حكما لقوم يقنون )).

 

  لقد بدا الإسلام رحلة العلاج البطيئة للنفس بالرسالة المحمدية الخالدة، وقد كانت أولى هذه الخطوات في هذه الرحلة عملية جراحية كبيرة لاستئصال ورم خبيث في نفوس العرب ألا وهو الشرك بالله واستبداله بشريان عقيدة أن لا اله إلا الله، محمد رسول الله، وذلك لكي تصفوا النفوس وتكون جاهزة لحمل أمانة الخلافة في الأرض.

 

    وبعد أن ثبتت العقيدة وركزت أمر الله نبيه بالهجرة إلى دار النبوة، وهنالك كان أول عمل قام به – صلى الله عليه و سلم - هو المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وبين الأوس والخزرج، وذلك لكي تنشا التربة الصالحة لنمو النفوس التي قدر لها الله الخلافة في أرضه.

 

    وبعد أن وجدت التربة الصالحة لنمو النفوس، قام الإسلام بوضع اللبنة الأولى في بناء المجتمع ألا وهي الأسرة التي تنشا فيها النفس وتتأثر، ولذلك انزل الله على عبده سورة كاملة لهذا الغرض ألا وهي سورة (( النساء)) التي تبين دستور الأسرة وأحكامها، وتبين دور المرأة ومكانتها في المجتمع، فهي المحور الأساسي للأسرة، فان صلحت صلحت الأسرة، وان فسدت فسدت الأسرة، ولله در القائل: 

 

 الأم مدرسة إن أعددتها        أعددت شعبا طيب الأعراق

 

     وبعد أن وضع الإسلام اللبنات الأساسية في بناء النفس البشرية أراد لها أن تسمو وتعلوا إلى القمة السامقة في عالم النفس والأخلاق، فشرع لها مختلف الأحكام، وحثها على إتيان مكارم الأخلاق مستعينة بكتاب الله وهدي نبيه – صلى الله عليه و سلم -، وخير مثال على ذلك قول تعالى: (( يا أيها اللذين امنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فأفسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشروا فانشروا يرفع الله اللذين  امنوا منكم واللذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير )).

 

    وبعد أن تمت هذه التربية الربانية الفريدة للجيل الأول من المسلمين تمت كلمة ربك وأصبحوا هم الأعلون في العالمين وأصبحوا كما قال - جل وعلا -: (( كنتم خير امة أخرجت للناس )).

 

    ولكن ما السبب بتخلفنا عن ركب التقدم والحضارة وتصدرنا لدول التخلف والجهالة؟ انه جهلنا بابتعادنا عن منهج الله وسنة نبيه – صلى الله عليه و سلم - واتباع منهج حفدة القردة والخنازير، فأصبحنا نأكل أكلهم ونشرب شربهم ونلبس لباسهم ونحتفل حتى بأعيادهم!! ولكن ليعلم المسلمون أنهم لن يعودوا لمجدهم العامر إلا إذا دخلوا في السلم كافة، سلم الإسلام لا سلم الصهاينة، (( والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply