بسم الله الرحمن الرحيم
سبب زوال أثر الموعظة بعد انتهاء وقتها؟؟ يقول ابن الجوزي جواباً على هذا السؤال \" قد تعرض عند سماع المواعظ للسامع يقظة فإذا انفصل عن مجالس الذكر عادة القسوة والغفلة، فتدبرتُ السبب في ذلك فعرفته ثم رأيتُ الناس يتفاوتون في ذلك، فالحالة العامة أن القلب لا يكون على صفة من اليقظة عند سماع الموعظة بعدها لسببين:
أولاً: أن المواعظ كالسياط والسياط لا تؤلم بعد انقضائها إيلامها وقت وقوعها.
ثانياً: أن حالة سماع المواعظ يكون الإنسان فيها مزاح العِلَّة، قد تخلى بجسمه وفكره عن أسباب الدنيا وأنصت بحضور قلبه، فإذا عاد إلى الشواغل اجتذبته بآفاتها وكيف يصح أن يكون كما كان؟ وهذه حالة تعم الخلق إلا أرباب اليقظة يتفاوتون في بقاء الأثر، فمنهم من يعزم بلا تردد ويمضي من غير التفات فلو توقف بهم ركب الطبع لضجوا كما قال حنظلة عن نفسه: نافق حنظلة، ومنهم أقوام يميل بهم الطبع إلى الغفلة أحياناً، ويدعوهم ما يُقدم من المواعظ إلى العمل أحياناً فهم كالسنبلة تميلها الرياح، وأقوام لا يؤثر فيهم إلا بمقدار سماعه كماء دحرجته على صفوان \"
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد