مظاهر الالتزام الأجوف ( 2 - 2 )


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

16- الاهتمام بالمظاهر: بأن ينغمس بالاهتمام بالزينة والعطور، واللباس والمسكن، والأثاث والسيارات، والساعات والأقلام، والكبكات وغيرها، فتجد أنه شاب يرى نفسه أنه ملتزم لكن في الحقيقة كلما خرجت موضة جديدة للشباب تجد أنه يتتبعها، وهذا لا يتنافى أبداً مع الحديث: ((إن الله جميل يحب الجمال)).

فهذا شيء وهذا شيء آخر، لأن المذموم هو أن تهتم بالمظهر اهتماماً زائداً على حساب المخبر.

 

17- إخلاف الوعد: من السهل جداً أن يكون بينك وبينه موعد ثم تأتي على حسب الموعد ولا تجد هذا الشخص، ثم من السهل جداً أن يقابلك فيما بعد، ويبتسم أو يضحك ويقول: والله آ سف، صار لي شغل، إذن هو لم يقم للوعد وزناً بل جعل الوعد على حسب فراغه، فإن كان فارغاً وفّى بالوعد، وإن انشغل بشيء ولو كان صغيراً فمن السهل جداً أن يخلف الوعد، ويكفي هذا أن يعلم أن إخلاف الوعد من آيات المنافقين.

 

18- عدم التخلص من رواسب الجاهلية: التي كان عليها قبل أن يلتزم: بعض الشباب عندما يلتزم يكون عنده مثلاً مجلات فيها صور غير جيدة، أو أشرطة لفنانين، أو أشرطة فيديو أو غير ذلك، عندما يلتزم لا يتخلص من هذه الأشياء، لأنه يقول ربما أنتكس فإذا انتكست تكون موجودة، خصوصاً أن أشرطة الفنانين التي معي ليست موجودة في السوق ممنوعة، فأنا أحتفظ فيها حتى لو حصل كذا ما أذهب أبحث عنها، الأشرطة والمجلات التي عندي نادرة، وكذلك الكلام نفسه ينطبق على أصدقائه السابقين قبل الالتزام، لا يتخلص منهم، ربما أحياناً بقصد دعوتهم مما يكون سبباً لانتكاسته.

 

19- عدم الورع والوقوع في الشبهات: فمن السهل أن يقع في الشبهات بحجة أنها ليست حراماً ولذا تجد أنه عندما تنهاه عن أمر يهواه فيه شبهه لا ينتهي بل يجادلك في منعه ويحتج عليك بوجوب إيراد ما يدل على حرمته أما قولك هذا شبهه فهذا ليس له وزن عنده، ولا ينتبه للحديث: \" ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام \".

 

20- تتبع الصيد وإضاعة الأوقات الثمينة فيه: وفي الحديث الذي عند أحمد وأبي داود والترمذي وصححه الألباني، قال النبي- صلى الله عليه وسلم -: ((من سكن البادية جفا، ومن اتَّبع الصيد غفل، ومن أتى أبواب السلطان افتَتَن)).

 

21- عدم صلة الرحم: وهذا يكون بسبب طول الزمن إذ لم يراهم منذ زمن بعيد، ولذلك تثقل عليه زيارتهم، أو لبعد المكان فيتكاسل، أو لوجود خلافات بين الأقارب، أو يخجل يكلمهم بعد طول زمنº المهم أنه يترك صلة الرحم لأي سبب من الأسباب، ونسى قول الرسول- صلى الله عليه وسلم -: ((لا يدخل الجنة قاطع)) رواه البخاري ومسلم

 

22- التقصير في تربية الأولاد والأهل: مع أنه ملتزم، تجد أنه لا يهتم بأولاده ولا بزوجته، فزوجته تلبس النقاب، ربما لا تغطي كامل جسمها في السوق، أولاده مُهملون لا حضور إلى المسجد، ولا أخلاق حسنة والرسول- صلى الله عليه وسلم - يقول: ((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)).

 

وتقصيره هذا بحجة الانشغال بطلب المعاش، أو بحجة الانشغال بالدعوة كما يعتقد أو لأي سبب آخر.

 

23- السهر إلى ساعة متأخرة من الليل: وينسى أن النبي الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها).

 

24- الولع بالخصام وكثرة المجادلة: مع أن العلماء قالوا إن هذا مما يسبب نسيان العلم، وأيضاً أيها الإخوة الخصام وكثرة المجادلة تقسي القلب، وتضيع الوقت فيما لا فائدة فيه.

 

 25- التقصير في الدعوة إلى الله: وظيفة الرسل، أكرم بها من عمل، ومع ذلك تجده مقصراً فيها، يصلي في مسجدهم ربما كل الفروض الخمسة، لم تحدثه نفسه أن يدعو من يراه محتاجاً إلى الدعوة، سلبي بمعنى الكلمة، لم يفكر بإهداء شريط أو كتيب لجاره أو أولاد الحي أو زملائه في العمل أو المدرسة.

 

26- الركون إلى الدنيا: والالتفات الظاهر إلى فتنها، والانشغال بحطامها، فتفكيره دائماً بها، كيف يكون غنياً، كيف يبني بيتاً، كيف يبحث عن مورد مالي آخر، حتى إنه ربما عمل دوامين في يومه.

 

 27ـ تقديم الأهل والأولاد على أمور الدعوة، قلنا إن من المظاهر التقصير في تربية الأولاد، أحياناً يحدث المبالغة في الاهتمام بالأولاد والأهل إلى درجة أنه يمضي حياته في تتبع رغبات أولاده الدنيوية، فالذهاب بهم إلى الملاهي والمتنزهات يشكل جل وقته، نحن لا نقول أهملهم ولكن لا تبالغ في تلبية طلباتهم إلى درجة أنها تصبح شغلك الشاغل، فالتوسط مطلوب.

 

28- إدخال التلفاز بل الدش: يحتج بعض الملتزمين الذين ابتلوا بهذا الأمر، بمتابعة الأخبار وهم يعلمون في قرارة أنفسهم، أنه عذر لا يصح، وهناك عذر آخر هو خوفهم على أولادهم من الخروج إلى الشارع، ولا شك أن هذا عذر لا يبرر هذا الفعل.

 

29- السفر إلى الخارج: إلى بلاد الفسق أو الكفر بحجة النزهة والسياحة، ولا شك أنه سيرى ما يؤثر على دينه.

 

30- التساهل في قروض البنوك: فبمجرد ما يقول له الموظف أنها حلال يأخذ بكلامه ولو لم يكن هذا الموظف ثقة، وربما تبين له الحرمة، لكنه يتأول لنفسه بالحاجة، بل بعضهم يريد أن يأخذ ربا متعللاً بالضرورة مع أنه ليس هناك ضرورة أبداً.

 

31- الهزيمة النفسية: ذلك كأن يرى في نفسه عدم الكفاءة للعمل لهذا الدين، أو يرى أنه لا فائدة من العمل، فالمعوقات كثيرة، والخرق اتسع على الراقع.

 

32- الحسد: وكما تعلمون فإنه يأكل الحسنات، والعجب أن ترى أحيانا الحسد بين الأخوة لسبب ديني، وهذا مثل تنافسهم على عمل خيري في مسجد، مثلا كل يريد أن يعمله بنفسه ليس لحب عمل الخير وإنما ليسبق الآخر فيه ولو أدى ذلك إلى التخاصم بينهما.

 

33- الكسل وكثرة النوم: ولا سيما في أوقات الإجازات، حيث تلاحظ أن أغلب اليوم ذهب في النوم، وإذا ما استيقظ فهو كسول لا يستطيع فعل شئ.

 

34- الحماس غير المنضبط: فأحيانا تجده شعلةً لا تنطفئ، وأحيانا كثيرة تجده خامداً ساكنا.

 

35- النقد غير البناء: وقد سبق الكلام عنه في محاضرة مستقلة.

 

36- عدم التخطيط: قد يعمل سواء لنفسه أو للدعوة، ولكن عمله بدون تخطيط، وإن خطط فإلى أهداف قريبة جدا، ولا شك أن التخطيط السليم يختصر لنا الوقت ويعطينا نتائج أفضل.

 

37- الشح والبخل بالمال والجهد، فيما يخص الأنشطة الدعوية: فلا يبذل من ماله ولو طلب منه، ولا يبذل من وقته وجهده، ولو ألح عليه في ذلك.

 

38- ضعف التوكل على الله: فهمه دائما التفكير في المستقبل من الناحية الدنيوية، ولذا يبالغ في فعل ما يظن أنه من الأسباب، مبالغة تبعده عن التوكل على الله، وربما تناول عن أمور لا ينبغي التناول عنها حفاظا على مكتسباته الدنيوية، كالوظيفة مثلا، فلا ينكر خوفا من أن يفصل وهكذا.

 

39- التساهل في التورية إلى درجة الكذب: في التورية مندوحة عن الكذب، ومن هذا المنطلق توسع في التورية حنى أصبح جل كلامه تورية، مما يوصله أحيانا إلى الكذب.

 

40- الإغراق في سماع الأناشيد: في وقت مضى كانت الأناشيد أقرب إلى الإباحة، وكنا نحذر من الإغراق في سماعها، لأنه حينئذ من التوسع في المباحات، وتصد عن خير كان ينبغي أن يغتنم الوقت به، وأما الآن فالأناشيد انحرفت عن المسار، وأصبحت إلى الحرمة أقرب، وأصبح المؤدون لها إلى غير الالتزام أقرب، فأصبح مجرد سماعها مظهراً من مظاهر الالتزام الأجوف، ولا شك أن هذا الكلام لا ينطبق على كل الأناشيد أو على كل المنشدين، ولكن المتتبع لهذا الأمر يرى أن الأغلب كذلك.

 

41- عدم الاهتمام بأحوال المسلمين: ولا سيما في هذا العصر الذي سيم المسلمين فيه سوء العذاب، وإن اهتم فاهتمامه يقتصر على الحوقلة فقط، فلا دعاء ولا بذل ولا أي شئ آخر.

 

42- كثرة المزاح: لا بأس بالمزاح المضبوط بالضوابط الشرعية، لكن كونه يكثر حتى يستغرق الوقت هذا هو المحذور.

 

43- ضعف التربية الذاتية: فلا يهتم بتربيته لنفسه، ومثل هذا لن يستفيد من البرامج المقدمة له، وربما ينتكس إذا ابتعد عن الجماعة التي يتربى فيها

 

44- عقوق الوالدين: تتعجب من بعض الملتزمين الذين يعقون والديهم إما بعدم تلبية ما يطلبون، وإحالتهم على الأخ الآخر، أو بتقديم زوجاتهم عليهم، وإذا كان الملتزم يعق والديه فليس بملتزم.

 

45- القعود والسكون: التزم يوم من الأيام ترك الدخان، وربما كان قد ترك المخدرات، ترك المعاكسات، وربما كان قد ترك الزنا، ولكنه اكتفى بهذا لم يطور نفسه في العبادة، بحيث يستزيد منها ويسارع إليها، لم يطور نفسه في طلب العلم، فهو هو منذ التزامه إلى اليوم لا فرق.

 

 

46- مجاملة الفساق ومداهنتهم، والتنازل معهم في كثير من المنكرات معتذراً بالحكمة والمصلحة.

 

47- التنازلات الكثيرة عن أساسيات ومبادئ لا يُتنازل عنها: بحجة مسايرة العصر، ومواكبة الصحوة للواقع.

 

48- الاهتمام الزائد ببعض الوسائل العصرية، على حساب البرنامج الأصليº حيث نجد الاهتمام الزائد أحياناً بعلوم الإدارة والتخطيط ونحوهما، على حساب الاهتمام بالتكوين الشرعي للشخصº الاهتمام بهذه الأشياء جيد لكن بحدوده المعقولة، بحيث لا تؤثر على البرنامج الأصلي.

 

ولا بد من التنبيه أيها الإخوة إلى أن وجود مظهر من هذه المظاهر لا يعني بالتأكيد أن التزام هذا الشخص أجوف.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply