شتان ما بين ليلة وليلة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعل آله وصحبه ومن والاه ومن انتهج بنهجه وسار على هديه إلى يوم الدين، والحمد لله الذي سلخ\"سلخ\" النهار من الليل: {وَآيَةُُ لَّهُمُ اللَّيلُ نَسلَخُ مِنهُ النَّهَارَ} [يس:37].

الحمد لله الذي جعل لنا الليل لباسا وجعل النهار معاشا، والحمد لله الذي جعل لنا النهار مبصرا وجعل لنا في الليل نورا، ونسأل الله - تعالى - أن يجعلنا ممن قال فيهم:(أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذالك زين للكافرين ما كانوا يعملون). ونسأل الله - تعالى - أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، وأن نكون في النهار أسودا، وفي الليل لنا دوي كدويّ النحل... في ذكر الله وعبادته.. (ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً) [الإسراء: 79...نسأل الله - تعالى - أن يعيننا على شكره وذكره وحسن عبادته...

قبل شهر و 10 أيام خلت، كانت هناك ليلة.

خير من ألف شهر، أدركها من أدركها وفوّتها من فوّتها..

وما يدريك لعل الله لا يحييك للسنة القادمة حتى تنال، هذا الفضل السنة القادمة ألا وهو قيام هذه الليلة المباركة التي هي خير من ألف شهر، قال الله - تعالى - في كتابه الكريم: (ليلة القدر خير من ألف شهر)، وقال أيضا: إنا أنزلناه في ليلة مباركة)... فهل كسبت هذه الليلة، هل جاهدت نفسك لأن تقوم الليل.... لأن تنال الفوز بالغفران من الله - عز وجل - ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، صحيح البخاري...

 

يا رب عبدك قد أتاك، و قد أساء، و قد هفا

 

حمل الذنوب على الذنوب الموبقات و أسرفا

 

يكفيه منك حياؤه من سوء ما قد أسلفا

 

رب اعف عنه، و عافه فلأنت أولى من عفا

 

فمالي أرى الناس قد تسارعوا الى قيام ليلة غير هذه الليلة، وكيف يعمروها، بالطاعة والصلاة أم بالرقص والأغنيات، إخواني الكرام، رأس السنة الميلادية على الأبواب، فماذا أنت فاعل في تلك الليلة...

هي صحيح ليلة في السنة كما ستقولون، ولكن هل لها فضل على باقي الليالي كفضل ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، ليلة رأس السنة هي وربي الله كليلتنا هذه، أو كليلة سبقتها، ولا فرق بينهما إلا في القمر.

فاغتنموا أوقاتكم ولياليكم المفيدة، ولا تنغشوا في الإعلام الحاقد الذي يصوّر لنا ليلة رأس السنة وكأنها النجاة، وكأنها سبيل الحياة، بل هي سبيل لدخول النفاق إلى قلوبنا إذا اعتقدنا بتميزها عن باقي الليالي...

فبعد هذه الليلة الناس سيكونون في ثلاثة مراتب:

المؤمنون: هم الذي غنموا ليلة القدر ونالوا فضلها، ولن يقربوا بإذن الله الليلة الغانية.

 

المبتدعون: الذين قاموا ليلة القدر إيمانا واحتسابا، ولكن دخل النفاق إلى قلوبهم في ليلتنا الغانية.

 

الضالون: الذين لا قاموا ليلة القدر ولكنهم يعدون العدة لليلتنا الغانية...

 

فيا من يدّعي الفهم، اغتنم وقتك بالطاعات، والجأ إلى الله - تعالى -... وحيد عن سبل الضلال.

 

والله - تعالى - أعلم، والله أكبر ولله الحمد...نسأل الله - تعالى - أن يشرح قلوبنا ويختم بالصالحات أعمالنا...

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply