حبيبي .. من يكون ؟!

2.7k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

جلست تفكر بعمق لدرجة أنها لم تشعر بدخول صديقتها عليها، فضحكت الصديقة، وقالت: من يا تُرى الذي سلب عقلك وقلبك؟!

ابتسمَت قائلةً: اليوم هو ذكرى مولده، ولا أدري ماذا أفعل له، وما الهدية التي أقدمها إليه.

قالت الصديقة بدهشة: مولده!! إذن فالأمر حقيقة، أخبريني بسرعة.. من هو؟

ازدادت ابتسامتها اتساعًا، وقالت: اسمه محمد.

اقتربت الصديقة أكثر وقالت: هل يعلم أحد بأمر حبك له؟

قالت: نعم، أبي وأمي وإخوتي، والعالم كله يعرِف.

اندهشت الصديقة أكثر وسألتها: ابن من هو؟!

أجابت في خشوع: إن حبيبي هو حبيب الله، وحبيب كل مسلم ومسلمة، إنه محمد بن عبد الله، رسول الله- صلى الله عليه وسلم -.

ازدادت دهشة الصديقة، وقالت لها في ذهول: معقول؟! أفي هذا العصر يوجد مثل هذا الحب؟!

قالت: تقصدين في العصر الذي ظلموا فيه الحب، وألصقوا به كل منكر ورذيلة، وارتكبوا باسمه الخطايا والآثام؟!

نظرت الصديقة إليها متسائلة: ولِمَ تحبينه؟

ردت بسرعة: ألم يضحِّ من أجلي ومن أجلك حتى وصلت إلينا الرسالة؟! آذاه قومه، فاتهموه بالجنون تارةً، وبالسحر تارةً، وألقَوا عليه الحجارة، وحاصَروا دعوتَه وحاربوها، حتى ترك وطنَه وخرج مهاجرًا.

سألتها الصديقة: وما غاية هذا الحب؟!

فأجابت: يقول حبيبي- صلى الله عليه وسلم -: \"المَرءُ مَعَ مَن أَحَبَّ\" (رواه الإمام البخاري في صحيحه)، وأنا أود أن أكون معه، وأن يسقيَني بيده الشريفة شربةَ ماء لا أظمأ بعدها أبدًا، وأن يشفع لي عند الله- سبحانه وتعالى- حتى أدخل الجنة.

عادت الصديقة لتسألها: أرجوك خبِّريني كيف يشعر بحبك له؟! وكيف تثبتين له حقيقة حبك وهو غير موجود؟ لقد مات منذ زمن بعيد!

ردت بثقة: إن الله- سبحانه وتعالى- يتولى أمر تبليغه بحبِّي له إن اطَّلع- سبحانه وتعالى- على صدق قلبي في هذا الحب، وأثبتُ له حبي بأن أعمل بسُنَّته، وأسير على دربه، وأتبع هديه، وأُكثِر من الصلاة والسلام عليه، وبذلك أرجو من الله- سبحانه وتعالى- أن يدخلني الجنة، وقد قال حبيبي- صلى الله عليه وسلم -: \"كُلٌّ أُمَّتِي يَدخُلُونَ الجَنَّةَ إِلا مَن أَبَى\"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَن يَأبَى؟! قَالَ: \"مَن أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَن عَصَانِي فَقَد أَبَى\" (رواه الإمام البخاري في صحيحه).

ذرفت من عين الصديقة دمعةٌ، وقالت: هل تسمحين لي بأن أشاركك في حبيبك- صلى الله عليه وسلم -؟

ابتسمت وهي تمسح دمعة صديقتها، وقالت: إن حبيبي- صلى الله عليه وسلم - هو الحبيب الذي لا يستأثر به قلب دون قلب.. إنه يسكن في قلب كل مؤمن ومؤمنة.


مقالات ذات صلة


أضف تعليق