أنتم مدعوون إلى هذه المأدبة


بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله الذي كرم الإنسان، ففضله في كل الأكوان، وكرمه بكلامه في القرآن، - سبحانه – لا إله إلا هو الرحيم الرحمن.

ثم الصلاة والسلام على رسول الأنام نبينا محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام...:

إخواني وأخواتي: لما كرم الله البشرية وفضلهم على سائر المخلوقات خصهم بكلامه وحفظه لهم وأثاب من يقرأه منهم وجعل فيه حصناُ لهم.. فكان الرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه خير من قرأ كتاب الرحمن وأفضل من احتذاه ثم سار على نهجه صحابته رضوان المولى عليهم (فكانت حياتهم مداداً لنور القرآن، لا جور في حكمهم ولا غلظة في قولهم ولا فحش في أخلاقهم..) أما اليوم فنشكوا إلى الله حالنا حينما أهملنا كتاب الله ونسيناه.. فصدق الله - تعالى - يوم أن قال على لسان نبيه - عليه الصلاة والسلام -: {يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا}.

سبحان الله.. كتاب الرحمن ومنحة المنان للإنسان يكون مصيره الهجران.!! اللهم أنر قلوبنا بقراءة كتابك

الكريم.

إخواني وأخواتي.. دعوةٌ جادة للرجوع إلى كتاب الله الكريم وتدبره وحفظه،،، نعم أدعوكم إلى هذه المأدبة العظيمة، الكريمة والشريفة: يقول عبد الله ابن مسعود - رضي الله عنه -: \"إن هذا القرآن مأدبة الله فخذوا منه ما استطعتم، فإني لا أعلم شيئاً أصغر من بيت ليس فيه من كتاب الله شيء وإن القلب الذي ليس فيه من كتاب الله شيء كحجرات البيت الذي لا سكن له\" أيها النبلاء.. تمعنوا قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - يوم أن قال: (إن الرجل الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب)) رواه أحمد. بل اسمعوا لحديث أبي أمامة الباهلي يوم أن قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً، لأصحابه، إقرأوا الزهراوين البقرة وآل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أوكأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما، إقرأوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة)) رواه مسلم.

أيها الفضلاء: لنبدأ الساعة ولنعاهد الله على تعاهد القرآن وحفظه والعمل به.. فإن عقلك الذي مكنك من حفظ مناهجك الدراسية لن يمنعك من حفظ كتاب الله - تعالى - وإن كان فارغاً من آيات الله فهو قدران عليه الصدأ فلا عليك إلا أن تدوام في الحفظ حتى يزول صدأ عقلك ويبدأ بالتأقلم على الحفظ ولتعلم أنك مأجورٌ بإذن الله على ما تجده من الصعوبة في الحفظ.. ثم لا تنسى هذا الحديث: يقول المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه: ((تعاهدوا القرآن، فو الذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها)) متفق عليه. أسأل الله بمنه وكرمه أن يبلغنا حفظ كتابه وأن يعيننا على ذلك وأن يشرح به صدورنا ويجعله حجةً لنا لا علينا..

آمين.

 

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply