بسم الله الرحمن الرحيم
كان بمدينة بخارى، رجل سـقاء يحمل الماء، إلى دار رجل صائغ، مدة ثلاثين سنة، وكان لذلك الصائغ زوجة معروفة بالديانة، موصوفة بالستر والصيانة، فجاء السقاء على عادته يوماً، وكانت المرأة قائمة في وسط الدار، فدنا منها السقاء، وأخذ بيدها ولواها ثم مضى وتركها، فلما جاء زوجها من السوق، قالت له أريد أن تخبرني، أي شيء صنعت اليوم في السوق، لم يكن لله - تعالى - فيه رضا؟ فقال الرجل: ما صنعت شيئاً، فقالت المرأة: إن لم تصدق و تخبرني، ما أقعد في بيتك، ولا تعود تراني ولا أراك.ـ
فقال: أعلمي أن في يومنا هذا، أتت امرأة إلى دكاني فصنعت لها سواراً من ذهب، فأخرجت المرأة يدها، ووضعت السوار في يدها، ثم أخذت يدها ولويتها.
فقالت المرأة:الله أكبر، لم فعلت مثل هذا؟ لا جرم ذلك الرجل، الذي كان يدخل إلينا منذ ثلاثين سنة، ولم نر فيه خيانة، أخذ اليوم يدي ولواها.
فقال الرجل: الأمان أيتها المرأة، أنا تائب مما بدا مني، فقالت المرأة: الله المسؤول أن يجعل عاقبة أمرنا إلى خير.ـ
فلما كان من الغد جاء السقاء، وألقى نفسه بين يدي المرأة، وتمرغ في التراب، وقال يا صاحبة المنزل: اجعليني في حل، فإن الشيطان أضلني وأغواني. فقالت المرأة: في حال سبيلك، فإنما ذلك الخطأ لم يكن منك، وإنما من ذلك الشيخ، الذي كان في الدكان، فاقتص الله منه في دار الدنيـا.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد