بسم الله الرحمن الرحيم
إلى كل أب وإلى كل أم والى كل أخ والى كل أخت والى كل مربي وإلى كل مربية وإلى كل صديق صادق لصديقه وإلى كل صديقة تحب صديقاتها.
أكتب لكم قصتي بقدر ما أستطيع من جهد عسى الله أن ينبه كل غافل وغافلة،، أن يزرع الوعي في قلب كل من يريد الستر على بناته وأخواته، قبل أن أبدأ بذكر ما أستطيع من قصتي، أنصحكم نصيحة لوجه الله احذروا من وضع الانترنت في يد كل فتاة أو شاب لم يتزوجوا، انترنت في غرفة فتاة مصيبة والله العظيم مصيبة...
أنا فتاة أنعم الله علي بنعم شتى وكثيرة، نشأت ولله الحمد في أسرة محافظة للغاية، بل أنني كنت في أمور عديدة لا أقبل بها، مثل سماع الأغاني علناً والحديث المطول بالهاتف، من نعم الله أنني كنت حريصة على دراستي وحريصة على الوصول إلى قدر مرضي فيها، كذلك من نعم الله علي أنني أحب القراءة بكافة أشكالها، وكثرة القراءة جعلت العديد من الجوانب تنضج في فكري، من نعم الله أنني كنت اجتماعية ومحبوبة، وكثير يطلق على (شخصية ناضجة، مثقفة، أكبر من سنها، مرنة، فاهمة، قادرة على تحمل المسؤولية.. الخ).... المهم أنني تخرجت وفرحت بالتخرج ويسر الله لي الحصول على وظيفة طيبة، وبقيت أنتظر وظيفتي الأخرى، كنت أريد الارتباط بإنسان طيب وكانت شروطي متواضعة للغاية، وجاء هذا الإنسان الطيب، أقل مني اجتماعياً ودراسياً، لكن لم أكن أنظر إلى هذه الأمور، يكفي شهادة من حوله بطيبته والتزامه، لكنني صدمت-أقولها ليس تعبيرا أنا فعلاً صدمت- برفض عائلتي، نعم كانوا ينظرون لي نظرة أنه ليس أي إنسان يليق بها، يريدون مركزاً اجتماعياً مرموقاً، وجاء آخر وآخر وعائلتي لا يرجعون لي بل يناقشون الأمر بينهم ثم ينهونه بطريقة ما في نصيب،... هذا لونه وآخر عمله وثالث أهله........... الخ الأمر أثر فيني كثيرا، تبخرت أحلامي وأدخلت الانترنت غرفتي، بدأت بالشات وأنسقت فيه ثم أدمنت المسنجر استغفر الله-وأصبحت أتلقى الأفلام الإباحية والصور الإباحية وأمارس الجنس الأكتروني، حتى من الله على بصديقة طيبة نبهتني وأنبتني و استحلفتني أن أمتنع عنه، وفعلاً توجهت نحو المنتديات، وهناك وجدت عالم ثقافي راقي ووسعت مداركي لفترة طويلة إضافة إلى أنني أصبحت أحب الأغاني واشترى الأشرطة وأدندن بها، ثم انشغلت بالمنتدى حتى أعجبت بأحد الكتاب في المنتدى نفسه، وبدأت العلاقة بيننا، رسائل بريدية، بطاقات، ردود، ثم جوال، طبعاً لم أكن من الغباء بأن انساق له، بل على الفور قلت بصراحة أنني استلطفه، قرر التقدم لخطبتي، وبدأنا نستخير لكن كان موقف الأسرة سلبياً رغم أنه لا يعيبه شيء، طبعاً كرد فعل من أسرته قاموا بتزويجه، حاولت الابتعاد عنه، أبتعد وأعود، وهو كذلك، لكنني في هذه الليلة قررت توبة أكيدة بأن أترك طريق النت والعلاقات وأتوجه إلى الله لينقذني ويرزقني من حيث لا أحتسب زوجاً صالحاً يعينني في الدين والدنيا آمين.
أعود لقصتي وأخبركم أنني واجهت عائلتي، أخبرتهم بشجاعة مفتعلة أنني ارغب في الارتباط، صدقا كنت أخاف على نفسي وما كان الحياء لينفعني وعمري يذبل والمغريات توهنني...
أهلي أنكروا أن الأمر بيدهم بل عزوا ذلك إلى النصيب، والمصيبة أنهم يوسعونني نصحاً أنا، وأخواتي، اتركوا المسلسلات’ غطوا أيديكم، اتركوا الأغاني .... الخ كيف لا يأمروا أنفسهم بالتخلي عن العادات العقيمة والمساهمة في سترنا في بيوتنا؟
المهم أنني لجأت كذلك للخاطبات للبحث عن الإنسان المناسب، وحدث وتقدم إنسان طيب لكن تم رفضه لأنه ليس من العائلة......
يشهد الله أنني في صراع، أريد ستر نفسي، وتركت أمور كثيرة، تركت سماع الأغاني كي لا تؤجج عواطفي، تركت علاقتي مع ذلك الإنسان طلباً لرضا الله رغم عظم مكانته في نفسي، فمن ترك شيئاًً لله عوضه الله خيراً منه، وأنني أطلبكم أن لا تنسونني من صادق دعائكم وأن يخاف كل مسلم ربه في بناته، فها أنا مثال لديكم، كنت مثال للأخلاق ولم يخطر في بالي قط بأن أنجرف في الحديث مع أي إنسان.... أسأل الله أن يغفر لي ويرزقني توبة نصوحة ويقبلها مني إنه قريب مجيب...
لتعلموا أنكم محاسبون يا من تتذرعون بالفهم والثبات، الفتاة بمجرد دخولها الكلية قادرة على تحمل المسؤولية، وإنني أنوي وأعزم إن رزقني الله زوجاً طيباً وذرية صالحاً أن لا أرد إنسان يخاف الله إن طلب أحد بناتي، فاتقوا الله ولا تحملونا أكثر مما نجد ولا تظنوا الفتاة سعيدة مهما عاشت في وضع رغيد، الزواج هو القرار لأي فتاة
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد