بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية دعونا نميز بين القلق الذي أقصده هنا والقلق بمعناه الفيزيائي والذي يتناول اضطرابات القلق السريرية، والتي تعتبر أكثر خطورة وتحتاج إلى علاج طبي. يعرف قاموس وبستر القلق بأنه:
أولاً: أ- هو حالة من عدم الارتياح تصيب العقل بسبب مرض معيق أو سابق.
ب- اهتمام قلق أو ترقب بخوف،
ت- سبب القلق.
ثانياً: شعور غير عادي غامر من الخوف والاضطراب غالباً ما يترافق مع علامات فيزيائية (تعرق، توتر، وتسرع في النبض)، وشك في صحة وطبيعة الخطر المحيق، وشك في قدرة أحدهم على معالجة هذا الخطر.
يعاني ما يربو عن 13.3% من المراهقين من سكان أمريكا من اضطرابات القلق. نحن نوافق على المدربين والمعلمين ليسوا أطباء ولا معالجين نفسانيين، وأن مهمتنا ليست معالجة هذه الاضطرابات.
الاضطراب الذي أتكلم عنه هو هذا الاضطراب الذي يعاني منه العاملين في عملهم اليومي مما يلاقونه من الضغوطات وعدم الارتياح. هذا النوع من القلق مستمر ويجعلك دائم القلق بشأن الحوادث والفعاليات أو الظروف التي تطبع عملك والتي يمكن أن تحدث ويمكن أن لا تحدث... ومع ذلك يبقى الخوف واقع لا يمكن إنكاره.
الضغط يغذي القلق، على سبيل المثال، عندما يفقد العمل اليومي ضمانه الأمني يصبح من السهل أن يتحول الضغط إلى قلق، مصطحباً معه سلسلة من العوارض النفسية والصحية الحقيقية.
قبل أن أقترح بعض النقاط التي تساعد في تفادي القلق، يبدو من المفيد معرفة بعض الأوضاع التي تتسبب في لحظات القلق.
تتضمن الأسباب المحتملة:
- عمل شاق.
- العمل لساعات طويلة.
- فقدان التعليمات الواضحة من قبل صاحب العمل.
- أسلوب جديد في الإدارة.
- زيادة مدفوعات أرباح الأداء.
- الخوف من فقدان العمل.
- إزعاجات في مكان العمل.
من الواضح، أن قلقك يتزايد كلما طالت فترة الضغط في العمل خاصة إذا كنت تشعر بالعجز عن القيام بأي عمل سواء تجاه الوضع أو تجاه النتائج التي تخشى أن تنذر بفشلك. ستعرف الفرق بين الضغط العادي وحالة القلق من خلال الأعراض الفيزيائية المرافقة، والتي يمكن أن تتضمن التعرق وبطء في التنفس واضطراب في ضربات القلب وغيرها.
كيف يمكن أن تتجنب حالات كهذه؟ قد يبدو لك أنه من الصعب أن تتجنبها إلا أنه ومع قليل من الممارسة، قد تصبح قادرا ًعلى التعايش مع هذه الأوضاع دون أن تترافق مع هذه الأعراض المزعجة.
لنبدأ مع هذه أفكار:
§ عندما تشعر أنك تجلس بين أكداس من الأعمال التي لا تنتهي، توجه إلى مكان هادئ وخذ شهيقاً عميقاً ست مرات، تنفس بعمق، املأ رئتيك بالهواء ثم قم بزفير بطيء.
§ ضع في اعتبارك النتائج التي قد تتمخض عن أي عمل تقوم به ولا تفعل أي شيء يمكن أن يقودك إلى الكذب أو القيام بأي تصرف للتغطية.
§ لا تعتمد على الذاكرة ودوّن الفكرة – هناك مثل صيني يقول: الحبر الباهت أفضل بكثير من ذاكرة محتفظ بها.
§ لا تندفع ولا تتعجل، انتظر إلى أن تتضح الإرشادات أو تتلقى أوامر بيّنة.
§ اعرف الفرق بين الحاجات والمفضلات ولا تندفع كثيراً نحو \"المفضلات\".
§ مارس التأمل أو اليوغا أو أي نوع آخر من رياضة التأمل واجعلها جزءاً من حياتك اليومية.
§ تعلم أن تقول لا!
§ لا تخدع نفسك بالتفكير بأنك ضعيف- راقب حديث النفس لديك وحول أن يكون إيجابياً.
§ ضع قائمة بالأمور التي تجعلك قلقاً أو تسبب لك ضغطاً. ضع قائمة بالنتائج الحقيقية والخيالية التي ترتبط بكل بند. ادرسها بشكل جيد. ماذا بوسعك أن تفعل مع كل منها؟ ارجع إلى قائمتك كل أسبوع مرة وانظر إلى التقدم الذي أحرزته والتغيير الذي طرأ على كل بند. في معظم الأحيان تفيد الكتابة في توضيح الأمور أمامك. بهذا الشكل لن تلبث أن تميز المخاوف التي لا أساس لها، وأما المخاوف الأخرى فيمكنك أن تقوم بعصف ذهني لها يمكنك من ترويضها وإلا يتحتم عليك مواجهتها.
§ لا تخشى الكلام إذا كان هناك أوضاعاً تؤرقك في العمل. يمكنك أن تستمر في محاولة تحملها إلا أن هذا سيضيف المزيد من الضغط عليك ويضاعف ما تشعر به من ضيق، وما تلبث أن تصبح في طور القلق دون أن تدري. اختر أحد الأشخاص ممن يعانون من الوضع لمساعدتك، على أن يكون محط ثقتك وتشعر أنه بإمكانك أن تشاركه همومك، واشرح له مشاعرك بهدوء وروية.
تذكر أن ما نركز عليه هو ما يتعلق بحقيقة حياتنا. ركّز على الأشياء التي تريدها في حياتك لا على الأشياء التي لا تريدها.
\"التفكير الإيجابي\" ليس شعاراً براقاً فحسب. أنت تستحق حياة غير عادية ولكن هذا يتعلق بمحاولتك لتحقيق هذه الحياة.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد