القائمة البيضاء


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

رغم الفوائد العظيمة لشبكة المعلومات (الإنترنت) إلا أن المخاطر التي تحويها ليست هينة وتتفاوت هذه المخاطر بين المواقع الإباحية (وهي الغالبة) وبين المواقع الفكرية ذات المحتوى السلبي فضلاً عن مواقع النِّحَل الضالة والفرق الزائغة والجهات التنصيرية.

وبينت الدراسات في العالم العربي أن المواقع الإباحية هي الهدف الأول للكثير من الشباب يليها مواقع المحادثة (الدردشة)، علمًا بأن الشباب هم يمثلون أغلبية المستخدمين في العالم العربي.

أما المواقع الإخبارية والثقافية والعلمية فتمثل الموقع الثالث لرواد الإنترنت وأخيرًا المواقع التجارية.

بمعنى آخر أن الانترنت أصبحت مصدر خطر إضافي على المجتمعات العربية تحتاج لجهود لصدها والتقليل من أضرارها.

وجهود الجهات الرقابية (في بعض البلدان العربية) جيدة جدًا ولديها العديد من أنظمة الرقابة والتحكم على المواقع ومع ذلك تفتقر هذه الأنظمة للشمول بمعنى أنها لا تستطيع أن تحجب جميع المواقع السيئة لأسباب فنية بحتة.

المواقع تجدد بالساعة وتصنيف كثير من المواقع متعذر أو قد يأخذ وقتًا طويلاً، مما يعطي الباحث عن هذه المواقع الممنوعة وقتًا كافيًا للوصول إلى مبتغاه.

هذا الحديث خاص بعموم المستخدمين أما العباقرة والمتخصصين الذين لا يمكن أن تقف أمامهم حواجز المنع فهؤلاء فئة يسيرة ولا تمثل مشكلة.

بالطبع الجهات الرقابية لا تهتم بالمواقع غير الإباحية حتى وإن كانت ضالة مضلة سواء بالعربية أو بغيرها، وهي أحيانًا أشد خطرًا من المواقع الإباحية بما تحويه من سم زعاف قد يؤثر على الشباب قليلي الخبرة عديمي التجربة ضعيفي الثقافة والحصانة الإسلامية.

ما الحل؟ خصوصًا مع التسارع لإعداد المواقع في الشبكة واستحالة تصنيفها وبالتالي منع كافة المواقع المشبوهة. أعتقد أن الحل يكمن في القائمة البيضاء عكس الواقع الحالي تمامًا. أي نبدأ باختيار المواقع المناسب دخولها وضمها في هذه القائمة بدلاً من عملية الاستثناء الحالية.

قد تكون المهنة شاقة وطويلة لكن هذا هو الحل في نظري يمكن البدء بقائمة من 000. 100 موقع مثلاً مع إضافة مثل هذا العدد سنويًا مع الحرص على تغطية كافة الأنشطة والمجالات التي تهم عامة المستخدمين (من العرب خصوصًا).

ما هي الحاجة للمستخدم العربي أن يتجول في المواقع الصينية أو الهندية والتي بغير لغته؟ ولماذا يتاح له تصفح مواقع روسية (يغلب عليها المواقع الإباحية) ليس له ناقة في الموضوع ولا جمل؟

يمكن أن تكون هناك مراكز مفتوحة لدخول كافة مواقع الإنترنت (الشبكة بكاملها) أشبه ما تكون بمكتبة عامة لا يخول الدخول إليها إلا المتخصصين (بالباحثين وطلاب الدراسات العليا وأساتذة الجامعات...) لأغراض البحث العلمي، حتى لا ننقطع عن العالم بالكلية، رغم أن القائمة البيضاء ستحوي كافة هذه المواقع لكن عامل الزمن قد يؤخر تصنيفها وإدراجها.

أتمنى من المصلحين والدعاة أن يعملوا على هذا الخط (القائمة البيضاء) بقوة، علمًا أن بعض الدول سبقتنا ووفرت قوائم خاصة للأطفال لمنع وصولهم إلى المواقع الإباحية، علمًا بأن المستقبل سيكون أشد وطأة في تنامي عدد المواقع والتي ستصل إلى مئات الملايين مما يُصعب من علاج الأمر وضبطه.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply