حديث الساعة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مما لاشك فيه أن العلم والتعليم، ضرورة من ضروريات الحياة للإنسان، فعن طريقهما تتقدم البشرية، وتنهض الأمم، وتتفوق الشعوب، وبالرغم مما قد يتوفر لدى الإنسان وكذلك الشعوب ـ من فرص العلم والتعليم، إلا أن عملية التعليم باعتباره عملية تربوية ينبغي أن يتوفر المسار الصحيح لإتمامها والمضي فيها، ذلك أن من أهم مقومات هذا المسار معرفة الكيفية التي يتم بها ـ فالحياة التعليمية لكل شعب أو أمة، تتضمن إلى جانب نظم التعليم، وأساليبه وبنيته ـ كيفية إدارته ودفة عجلته نحو المسار الصحيح ـ حيث أن الإدارة الناجحة مرآة تعكس حياة المجتمع، وما يتفاعل فيه من حياة فكرية، واقتصادية وسياسية، فضلا عن النواحي الجغرافية وغيرها........

ويجب أن لا يكون في الحسبان، أن الإدارة عملية هيمنة المسؤلين على العمل من حيث الشكل فحسب إذ أنها في واقعها عملية إنتاج بالمحتوى والمضمون، وأداة لتحقيق الأهداف

فالغاية من جعل السلطة في أيدي القائمين على الإدارات أو نحوها، وكذا إحداث تعديلات أو تغييرات في كيفية سير الأعمال في الهيئات المختلفة، هي الوصول إلى إنتاجية أفضل أو على الأقل تحقيق مستوى معين من الإنتاج في العمل، أو الرضا الو ضيفي ناهيك عن طبيعة هذا العمل، حسبما تمليه نوعيته، ومواءمته لمتطلبات الحياة وإذا كان هذا القول ينطبق على ما يمارسه الأفراد في مجتمعاتهم بوجه عام.

فما أحرى هذا فيما يتصل بالعملية التعليمية التربوية، فإجراء التخطيط السليم للعمل التعليمي، ووضع البرامج، وبنية هياكل التعليم... هدفها الإنتاج ولعل في عصرنا الحاضر وما نراه من اهتمام الإداريين في شتى مجالات العمل بالنسبة لتنظيم أعمالهم أو ما يشرفون عليه من إدارات، ما يؤكد أهمية الإدارة لنجاح الأعمال، لاسيما ونحن نعيش في عصر تغير لم يسبق له مثيل في معدل سرعته وشموله ـ وهذا التغير الشامل يقتضي من أي عصر مضى ـ وجود إدارة أو إدارات تتسم بالسرعة والحسم، وتيسر حدوث التغير فضلا عن توجيهه نحو الخير أي نحو فائدة أكبر قدر من المجموع إن لم يكن كل المجموع.

ولكن، ليس معنى هذا أن تصاب الإدارة بجنون السرعة، فتندفع عن غير وعي، تغير وتبدل، من أجل التغيير لذاته.

وإنما الإدارة الصالحة ـ إلى جانب كونها أداة تغير وتقدم، فهي قبل ذلك أداة محافظة واستقرار في المجتمع، إذ تساير التغير، وتعمل من أجله ينبغي أن تهذبه وتنسقه وتهدئ من سرعة اندفاعه، وتسرع من بطء حركته، وتحول دون تزعزعه، وتبعد عنه ما عساه أن يضره، وتدخل، من القديم أحسنه، ومن الحديث أجمله....

ولسنا نبالغ إذا قلنا بأن مستقبل المدنية الحديثة، وقف على قيام الإدارة بهذه المهمة الصعبة ـ ألا وهي مساعدة التغير على الحدوث والعمل على توافق هذا التغير واستقراره نحو الاتجاه المرغوب فيه ـ لأن قوة التعليم تكمن في إدارته، وليس في مادته التعليمية فقط. 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply