بسم الله الرحمن الرحيم
نواصل أخيتي رحلتنا في طريق الفاعلية والمبادرة والنجاح.
ولازلنا في حديثنا عن الشخص المبادر، والشخص المبادر أخيتي يعني شيئين في الواقع.
أولاً: أنكِ تتولين مسئولية حياتك.
وثانياً: أنكِ تمتلكين القدرة على الإنجاز وهي أمر مختلف تماماً عن (العجز عن الإنجاز)، دعينا نلقي نظرة سريعة فحسب.
القادرون على الإنجاز العاجزون عن الإنجاز
يأخذون المبادرة لصنع الأحداث ينتظرون وقوع الأحداث
يفكرون في الحلول والخيارات يفكرون في المشاكل والعقبات
يتصرفون ينتظرون تصرفات الآخرين
إذا كنتِ تفكري بأسلوب القدرة على الإنجاز، وكنتِ مبدعة ومثابرة، فكم هو مدهش ورائع ما يمكنك تحقيقه.
يقول الطيار الجوي الأمريكي إلينور سميث: \"استغرق الأمر طويلاً حتى أدركت أن أصحاب الإنجازات نادراً ما يجلسون في انتظار ما يحدث من أمور، إنهم يبادرون أولاً ويصنعون الأحداث التي يريدونها بأنفسهم\".
هذا صحيح، لكي تحققي أهدافكِ في الحياة لابد وأن تمسكي بزمام المبادرة، إذا كنت تشعرين بالأسى بشأن عدم وجود أصدقاء لك، فلا تجلسي وتقطبي جبينك وتتجهمي فحسب، افعلي شيئاً حيال هذا الأمر، ابحثي عن طرق للالتقاء بالآخرين، كوني ودودة حاولي الابتسام كثيراً.
إذا كنت تريدي بعض احتياجاتكِ فلا تنتظري مندوب المبيعات حتى يأتي إليكِ اذهبي أنتِ إليه.
بعض الناس يسيئون فهم القدرة على الإنجاز ويعتبرون أنها تتطلب الاندفاع أو العناد، أو الفظاظة خطأ، القدرة على الإنجاز هي الشجاعة، والمثابرة والمهارة، والذكاء، وآخرون يعتقدون أن القادرين على الإنجاز هم أناس يتحايلون على القواعد ويضعون قوانينهم الخاصة ويتبعونها، وليس الأمر كذلك المفكرون القادرون على الإنجاز هم مبدعون مجتهدون ومغامرون واسعوا الحيلة.
اضغطي زر الإيقاف:
ترى إذا كان أحد الأشخاص وقحاً في التعامل معكِ، فمن أين لك بالقوة لمقاومة أن تكوني وقحة معه بدورك؟ كبداية، اضغطي زر الإيقاف فحسب، نعم، فقط ابسطي يدك، واضغطي زر الإيقاف لحياتك تماماً كما لو أنك تضغطي زر الإيقاف لجهاز التحكم عن بعد، وإذا كنتِ على حق، فإن زر الإيقاف يوجد في مكان ما في منتصف جبهتك.
أحياناً تسير الحياة بسرعة بالغة حتى أننا نستجيب على الفور لكل شيء بدافع الاعتياد المطلق إذا أمكنك أن تتوقفي، وتحكمي سيطرتك، وتفكري في الطريقة التي ترغبي في الرد بها، فإنك سوف تتخذي قرارات أكثر ذكاء وبراعة.
إن طفولتكِ ووالديك، وجيناتك الوراثية، والبيئة التي نشأتي فيها جميعها أشياء تؤثر فيكِ لتتصرفي بطرق معينة، ولكنها لا تستطيع أن تدفعك إلى فعل أي شيء، إنك لست مرغمة، ولكنكِ حرة في الاختيار.
وبينما تكون حياتكِ متوقفة، افتحي صندوق أدواتك وذلك الذي ولدت به، واستخدمي أدواتك البشرية لمساعدتك في اتخاذ قرار بشأن ما يجب أن تفعليه، فإن الله - تعالى - قد حبا ابن آدم بما يميزه عن سائر الكائنات الحية الأخرى، قال - تعالى -: {وَلَقَد كَرَّمنَا بَنِي آدَمَ} (70) سورة الإسراء.
فأنتِ أخيتي المخلوق الوحيد الذي خلقه الله - تعالى - بيديه ونفخ فيه من روحه، واسجد له ملائكة {فَإِذَا سَوَّيتُهُ وَنَفَختُ فِيهِ مِن رٌّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} (29) سورة الحجر، وطرد إبليس من الجنة، ولعنه لما رفض السجود لهذا المخلوق الكريم {قَالَ فَاخرُج مِنهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ} (34) سورة الحجر.
الأدوات البشرية في الحياة الواقعية:
ويمكن أن نجمل هذه الأدوات في أربعة أدوات رئيسية:
1- إدراك الذات: يمكنكِ أن تقفي بعيداً عن نفسك وتراقبي أفكاركِ وتصرفاتكِ.
2- الضمير: وهو التزامك بشرع الله مما يجعل داخلك صوت قوي يدفعك عن الحرام، ويقربك من الحلال.
3- الخيال: يمكنك تصور آفاق واحتمالات جديدة.
4- قوة الإرادة: لديك القوة والقدرة على الاختيار.
انظري إلى هذه القصة البسيطة، كيف تمكنت تلك الفتاة من استخدام هذه الأدوات الأربعة حتى وصلت إلى السيطرة على أفعالها واستجاباتها لأفعال الآخرين ببارعة وذكاء.
جلست فاطمة تتذكر ما حدث لها في الأسبوع الماضي، كان أسبوعاً شاقاً عليها لقد تشاجرت مع أعز صديقاتها، وليس هذا فحسب بل إن علاقتها بأمها أصبحت متوترة.
وتقول لنفسها: أتعرفين إن الشجار مع صديقتي كان قاسياً لقد بالغت في الانفعال ما كان يتطلب الأمر هكذا، ألا تذكري قول الله - عز وجل -: {إِنَّمَا المُؤمِنُونَ إِخوَةٌ} (10) سورة الحجرات.
وهذا مؤكد سبب فيما أحس به من ضيق، وسبب في سوء معاملتي لأمي.
هل تعرفين ما تفعله فاطمة؟ إنها تقف بعيداً عن نفسها وتقيم وتقيس تصرفاتها، تلك العملية تسمى إدراك الذات، إنها أداة إدراكها الذاتي، أصبحت فاطمة قادرة على إدراك خطأها في تشاجرها من صديقاتها وجعل هذا الشجار يؤثر على انفعالاتها مع والدتها.
وهنا لا يرضي الله - عز وجل -، قال - جل وعلا -: {وَنَزَعنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّن غِلٍّ, إِخوَانًا عَلَى سُرُرٍ, مٌّتَقَابِلِينَ} (47) سورة الحجر.
فإن الأخوة بين المؤمنين سببها الإيمان ولذلك فهي من أوثق عرى الإيمان قال - صلى الله عليه وسلم -: ((أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله - عز وجل -))
ومهما كانت الضغوطات التي أواجهها فليست بعذر لإساءتي لأمي.
قال الله - تعالى -: (({وَقَضَى رَبٌّكَ أَلاَّ تَعبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالوَالِدَينِ إِحسَانًا إِمَّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَو كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ, وَلاَ تَنهَرهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَولاً كَرِيمًا} (23) سورة الإسراء
هل تعرفين ما فعلته فاطمة؟ إنها استخدمت ضميرها الذي ينطق بصوت الشرع والالتزام بأمر الله - عز وجل -.
ثم بدءت في تخيل حالها عندما ترى صديقتها وكيف سيتم المصالحة بينهن، وكذلك أمها لابد أن تعتذر لها وتسترضيها وتعترف لها بأنها كانت مخطئة.
وعندما قابلت فاطمة صديقتها كانت في صراع هل أذهب وأكلمها أم لا، ولكن بقوة إرادتها ذهبت وتصالحت مع صديقتها وتحسنت علاقتها مع صديقتها وأمها وذهب الضيق عنها وشعرت برحمة الله - عز وجل -.
هكذا أخيتي يستطيع الإنسان أن يجعل نفسه سعيداً مطمئناً أو كئيباً حزيناً.
في المقالة التالية سوف آخذكِ إلى رحلة لن تنسيها مطلقاً تسمى الكشف العظيم فتابعينا.
المصادر:
العادات السبع للمراهقين الأكثر فاعلية شين كوفي.
صناعة الهدف هشام مصطفى عبد العزيز
العملاق الذي بداخلك هشام مصطفى عبد العزيز
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد