كيف تجعل مسرح العمل أقل سلبية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لا شيء يؤثر في مُثُل وأخلاقيات الموظف بشكل خفي كما تؤثر فيها السلبية التي يعاني منها مكان العمل بشكل مستمر. إنها تمتص طاقة تنظيمك وتحول اهتمامك بعيداً عن العمل والأداء. تتجلى السلبية في مواقف، وآراء وأحاديث أحد أعضاء القسم أو في تعالي الأصوات في استجابة لقرار اتٌّخذ في مكان العمل أو لحادث وقع فيه.

 

وباعتبارك متخصص في الموارد البشرية، فأنت قريب من الموظفين في الشركة وهذا يجعلك متمكناً من وضع يدك على نبض التنظيم وإعطاء إنذارات مبكرة على أن الأمور ليست على ما يرام، وأخذ هذه الإنذارات بعين الاعتبار. أنت تتلقى شكاوى الموظفين، تنهي المقابلات مع أولئك الذين يستقيلون أو يقالون، كما أن لك دوراً في صناعة سمعة الشركة ضمن المجتمع الذي تعيش فيه من خلال فعالياتك الاحترافية.

 

أنت تراقب المناقشات على شبكة الموظفين، تدير التنظيم وعملية التغذية الراجعة، وتدرب المدراء بمعالجة مناسبة لهيئة الموظفين. هذه العوامل في مجملها ستساعدك في تحديد أعراض \"السلبية\" قبل أن تتسبب نتائجها المدمرة للأخلاق بإلحاق الضرر بشركتك، كما تساعدك في معالجة الظواهر السلبية، أو منع حدوثها إن أمكن.

 

تشخيص السلبية:

السلبية هي مشكلة قائمة في أماكن العمل الأمريكية حسب قول غاري توبشيك Gary S.Topchik مؤلف \"إدارة سلبية مكان العمل\" يقول غاري أن السلبية غالباً ما تكون نتيجة لفقدان الثقة أوالسيطرة أو فقدان العلاقة مع مجتمع.

 

عندما يبدأ الصخب في تنظيمك، يكون التحدث مع الموظفين هو العامل الأساسي الذي سيساعدك على تفهم المشاكل الحقيقية وتحديد الدرجة التي يمكن أن تؤثر فيها المشاكل بشركتك.

 

سترغب في تحديد مجموعة موظفين بعينها ممن يعانون من السلبية لتتحاور معها، وتحدد أيضاً نوعية المواضيع التي يعتبرونها مصدراً لتعاستهم.

 

قد تتخذ الشركة قراراً يؤثر بمجموعة الموظفين بشكل سيئ. وربما يعقد المدير التنفيذي اجتماعاً لهيئة الموظفين ويرى أن يقوم بتهديد أو تجاهل أولئك الذين يسألون أسئلة منطقية.

 

من الممكن أن يشعر الموظفون بعدم الأمان بسبب القلق من فقدان خط الإنتاج، أو بسبب الشائعات التي تدور حول التسريحات المعلّقة. قد يشعر الأفراد أنهم يُعطون الشركة أكثر مما يأخذون منها أي أن ما يبذلونه من مجهود لا يتوافق مع ما يحصلون عليه من التنظيم. وقد يشعرون أن زميلاً لهم أسيئت معاملته، أو أنه حرم من مكافأة يستحقها..مهما يكن موضوع السلبية عليك أن تتناوله باهتمام، وإلا فإنهم، كما هو البركان الخامد، سوف يظلون يغلون تحت الرماد وينفثون فقاعاتهم الحارة من وقت لآخر لتنساب محدثة أضراراً مؤذية للشركة.

 

سبع خطوات للتخفيف من السلبية:

الطريقة المثلى لمواجهة السلبية هي أن تمنعها من الحدوث في مكان العمل بالدرجة الأولى.

فيما يلي سبعة خطوات يمكن أن تساعدك في التخفيف من السلبية في مكان العمل:

 

· قدم فرص صنع القرارات وأفسح المجال أمام الأفراد لتوضيح بصماتهم على العمل الذي يقومون به. من أسباب السلبية التي طالما واجهناها في أماكن العمل اتخاذ القرار من قبل المدير أو من قبل التنظيم دون الرجوع إلى معطيات الموظف. يمكن القول أن أي قرار يستثني معطيات الفرد الذي يقوم بالعمل يُفهم على أنه تصرف سلبي.

 

· لتكن الفرص متاحة أمام الأفراد للتعبير عن آرائهم حول سياسات العمل والإجراءات المتخذة. حاول أن تتعرف على التأثير الذي يخلقه التغيير الذي يتناول ساعات العمل، الراتب، الفوائد، تحديد ساعات العمل الإضافي، أجر العمل الإضافي، اللباس، مكان العمل، متطلبات العمل، وشروط العمل. هذه العوامل هي الأقرب إلى العقل والقلب والمظهر الخارجي لكل فرد. التغييرات التي تطرأ على هذه الأمور يمكن أن تسبب استجابات سلبية. قدّم إجابات مسبقة وفي الوقت المناسب للأسئلة التي تتوقع أن تطرح.

 

· عامل الأفراد كشبان واعدل بينهم. طوّر وعمم سياسات وإجراءات العمل التي تنظم العمل بشكل فعال. طبقها باستمرار. على سبيل المثال يمتلك كل موظف الفرصة ليقدم طلباً يستأذن فيه بالخروج. ومع الاستجابة لطلبه، يمكنك أن تطبق نفس المقاييس التي أجريتها على طلبه على طلبات الأفراد الآخرين. لا تخلق \"قواعد\" لتُطبق على جميع الموظفين بسبب انتهاك القليل من الأفراد للنظم والقوانين. عليك أن تخفف من القواعد. عامل موظفيك كشبان ولن تلبث أن تجدهم ملبين لآمالك وآمالهم على حد سواء.

 

· ساعد الموظفين على الشعور بأنهم أفراد في مجموعة صغيرة كل منهم يريد أن يحصل على نفس المعلومات وبالسرعة ذاتها التي يرغب بها أي فرد آخر. قدم نص القرارات وتواصل معهم بشكل فعال ومستمر. إذا كانت هناك قرارات وأمور لا تزال تحت الدراسة، أوصل كل ما تعرفه حالما تصلك المعلومات. احتفظ بحقك في تغيير رأيك فيما بعد، دون تحديد نتيجة، في حال تأثير عوامل أخرى على اتجاه القرارات النهائية.

 

· أفسح المجال أمام الأفراد للتطور والنمو. التدريب يعطي فرصة للترفيعات، والحركة باتجاه التطوير، كما يعتبر التدريب مؤشراً على التزام الشركة بموظفيها.

 

· قدم قيادة مناسبة وإطار عمل استراتيجي، متضمناً المهمة والرؤيا والقيم والأهداف. يحب الأفراد أن يشعروا بأنهم جزء من شيء أكبر من ذواتهم. فلو أنهم فهموا الاتجاه ودورهم في تحقيق المعطيات المرغوبة، فسيتعاونون بشكل أكثر فاعلية.

 

· قدّم المكافآت والتقدير بحيث يشعر الأفراد أن مشاركتهم محط تقدير. هذا موضوع واسع وهام. يكفينا القول أن المكافآت والتقدير يعتبران من أقوى الأدوات التي يمكن أن يستخدمها التنظيم لاستخراج أخلاقيات ومُثُل التنظيم.

 

· تأمل بعضاً من الوقت ما مدى تطبيق هذه النقاط في تنظيمك. إنها تشكل أساس الأخلاقيات الإيجابية للفريق وتخفف من سلبية مكان العمل.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply