إعداد الخطاب للتواصل مع الجمهور


بسم الله الرحمن الرحيم

 

إن النجاح في التواصل مع حشد من المستمعين يكمن في إنشاء حوار لا في إلقاء خطبة بشكل حرفي.

فالمهم هنا هو أن تقوم بتعديل اتجاه حديثك بشكل مستمر من أجل التواصل مع الجمهور ومن أجل تحقيق ذلك.

يعتبر الجمهور عاملاً أساسياً في إلقاء الخطبة. وهناك وقتان يمكن من خلالهما تحليل الجمهور لخطبتك: عندما تعد خطبة وعندما تلقيها.

وأود أن أركز هنا على تحليل الجمهور أثناء مرحلة الإعداد، إن الإعداد الخلاّق يتضمن عملية من ثلاث خطوات:

1. حلل نفسك:

في هذا التحليل عليك أن تأخذ بعين الاعتبار ما يلي:

أ- . الأسلوب: فأنت لديك وجهة نظر، لذا عليك فهم أسباب تحيزك، فالتحيز يضيف طابعاً معيناً على التقديم وعلى سلوكك أثناء التقدم.

ب- . المهارات: ما الأمور القادر على فعلها؟ فلا تخطط لخطبة لا تستطيع أن تلقيها بطبيعة (تحرر من الإرتباط والتكلف) وثقة. ما هو الزمان والمكان وكم عدد التدريبات اللازمة لإلقاء خطبة مؤثرة؟ خذ هذه العوامل بعين الإعتبار.

ج. مستوى القلق: هل ما تعده يختص بموضوع مهم؟ هل هناك من يخيفك من بين الجمهور؟ هل تتوقع حدوث أي نوع من العداء أو اللامبالاة؟ هل جمهورك كبير؟ هل المكان غير مألوف بالنسبة لك؟ حاول أن تخمد كل ما تمر به عن طريق التمارين الداخلية (كالتنفس العميق والتركيز) والتمارين الخارجية (تدرّب على الذاكرة لديك). وللحصول على أفكار مفيدة، اقرأ كتب التدريب الرياضية التي تتناول حالة الأداء الداخلي. تدرب على أسوأ نص لديك لتتأكد من أنه لديك استراتيجية للتعامل معه.

 

2. حلل الجمهور:

وهنا عليك أن تأخذ بالاعتبار ما يلي:

أ- . أسبابهم: لماذا يريد الجمهور الاستماع إلى خطابك؟ ما شعورهم نحوك؟ ما هو موقفهم من الموضوع الذي تطرحه؟ ما هي علاقاتهم بك؟ (تابعين أم زملاءك، أم رؤساءك). ما الماضي الذي يجمعك بهم؟ ما مدى مصداقيتك بالنسبة لهم (هل يتوجب عليك تنميتها، إبقاؤها كما هي أم مراقبتها؟).

ب- . الحجم: ما عدد الجمهور؟ إذ أن حجمهم يتطلب تعديلات معينة. فكلما كبُر العدد عليك أن تكون أكثر توجيهاً وجزماً. الأفكار تتحرك بحرية أكبر. إن ردود الفعل الجماعية تتنافر بشكل مختلف.

ج. الوقت من اليوم وتنظيم برنامجك:

هل الوقت صباحاً أم مساءً؟ هل هو ظهراً؟ هل هو الأخير على لائحة البرنامج أم أنه الأول؟ فعليك أن تشارك بملاحظاتك أثناء اللقاء أو الحدث الجاري. وعليك مراقبة (وتعديل) مستوى طاقة الحشد وقدرته على الإصغاء لك. إذ أن المستمعين في أوقات بعد الظهر يحتاجون للمشاركة في النقاش. وهم أيضاً بحاجة إلى فترة استراحة كل ساعة.

د. التنظيم الخارجي:

يمكن للخطابات أن تفشل إن لم تكن البيئة الخارجية مريحة. فلقد فشلت عدَّة خطابات بسبب الأصوات العالية من الغرف المجاورة أو درجات الحرارة الباردة أو المناظر غير المناسبة أو الاكتظاظ أو سيادة جو شكلي أكثر مما ينبغي.

هـ. عامل التخويف:

هل يخاف الجمهور من بعضهم البعض (خليط من المدراء والعاملين). هل يثير موضوعك الذي تطرحه في الخطبة الخوف عند الجمهور؟ هل أنت في موضع للكشف عن الحقيقة التي لم يتلفظ بها أحد من قبل داخل الغرفة؟ قم بوضع استراتيجية لتجاوز التوتر الذي يمكن له تحطيم الحوار فيما بينكم.

و. ممارسات الجمهور:

ما الذي يسعون إليه من خلال تفاعلهم معك أو مع المعلومات التي تطرحها؟ ما هي الممارسة السائدة بينكم؟ هل هي أسئلة سريعة محرجة وتفاعل نشط؟ أم أنه تفاعل رسمي شكلي؟ ما هو أسلوبهم؟

 

3. حدد هدفك ورسالتك:

فقط بعد تحليل ذاتك والجمهور يمكنك وضع هدفك الذي تسعى إلى تحقيقه من خطبتك، من ثم يمكنك تحديد الرسالة الأقدر على التعبير عن هدفك للجمهور المتعلقة بأسبابهم للاستماع إليك.

من أجل أن تكون فاعلاً، عليك التركيز على جمهورك بشكل مستمر. إذ يتوجب عليك مراقبة التأثير الذي تحدثه ملاحظاتك عليهم في كل لحظة.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply