اللبن وأمراض العصر


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يعتبر اللبن غذاء كامل ومهما للصحة فهو يحوي كل العناصر الغذائية ذات الطبيعة الخاصة مثل البروتينات والدهون والأملاح والفيتامينات والأنزيمات والسكريات التي تجعله غذاءً كاملاً ووظيفياً في نفس الوقت بمعنى أن يكون له مزايا صحية بجانب مقوماته الغذائية الأساسية فهو إذن ذو تأثير وقائي وعلاجي لكثير من أمراض العصر مثل السرطانات وارتفاع ضغط الدم والبدانة وهشاشة العظام والإيدز غير أن جزءا من هذه المكونات يدخل في كثير من مواد التجميل والزينة بجانب تأثيرها الحافظ للأغذية كمواد حافظة طبيعياً.

 

وسوف نتناول تأثير هذه المكونات المختلفة على صحة الإنسان والتي تجعل اللبن غذاء وظيفياً مهماً.

 

أولاً: البروتينات:

نجد أن كثيراً من بروتينات اللبن لها أهمية فسيولوجية وصحية فعند تحلل البروتينات في القناة الهضمية ينتج عنها الأحماض الأمينية بالإضافة إلى مجموعة من الببتيدات المتنوعة والتي لها تأثيرات صحية وقائية وعلاجية وهي التي يطلق عليها الببتيدات النشطة حيوياBioactive Milk Peptide ونذكر منها على سبيل المثال الببتيدات المضادة للميكروبات Antimicrobial Peptide فنجد في هذا القسم ما هو مضاد لميكروبات Staphylococci وتسمى ببتيدات ال Casecidin ومنها ما هو مضاد لميكروبات القولون وتسمى ببتيدات ال Casocidin ومنها ما هو مضاد لميكروبات ال Candida وتسمى ببتيديات ال Isracidin ومنها ما هو مضاد لميكروبات ال Listeria وال Bacillus ويطلق عليها ببتيدات ال Lactoferin B.

 

 

ثانياً: البيتيدات ذات النشاط الطبيعي Physiologicaly Active Peptide

ومنها ببتيدات الكازين الفسفورية (CPP) Caseino Phospo Peptide وهي ذات تأثير وقائي وعلاجي لأمراض الأسنان وتعمل على سرعة امتصاص الكالسيوم وتحسن في استفادة الجسم للزنك وتحت هذه الببتيدات النشطة طبيعياً نجد الببتيدات التي تعمل على خفض ارتفاع ضغط الدم Antihypertensive Peptide وتسمى بالبتيدات المثبطة لأنزيم الانجيوننسين. كذلك نجد الببتيدات المنشطة للجهاز المناعي والتي تسمى Immuno Modulatory Peptide.

وكذلك نجد الببتيدات ذات الفعل المسكن أو المخدر Opioid Milk Peptide وتسمى بالببتيدات الشبيهة بالمورفين وهي تضاف لأغذية الأطفال لتساعد في هدوء الأطفال وعدم بكائهم.

وكما هو الحال مع بروتينات نجد أن البروتينات الشرش دور مهم في صحة الإنسان فنجد مثلاً أن B- Lacto Globuliun تلعب دور مهم في نشاط أنزيم الليبيز المفرز في البنكرياس.

ونجد أن ال Immunoglobulin فمنع التصاق الميكروبات على جدار الأمعاء كما تعمل على معادلة السموم الميكروبية كما أن ال GlycomacroPeptide يعمل كمشجع للمدعمات الحيوية Probiotic ويمنع ويوقف اضطرابات المعدة وله علاقة كبيرة بتقليل قطر الذبحة الصدرية.

من بروتينات الشرش نجد أن مركب ال Lactoferrin والذي يعمل على سرعة امتصاص الحديد وكمضاد للسرطان ويشجع نمو الميكروفلورا الطبيعية والمرغوبة ويعمل ال Lactoperoxidase كمادة حافظة طبيعياً كما يدخل في مواد الزينة والتجميل أما ال Lysozyme فله دور فعال ضد الميكروبات الموجبة لجرام كما يستعمل كمادة طبيعية حافظة في بعض الدول مثل كندا.

كما يلعب ال (GMP) Glycomacro Peptide وهو من مكونات بروتين اللبن غير أنه يوجد في الكازين بتركيز أكبر يلعب دور مهم في تقلصات المثانة. وتستخدم بروتينات الشرش في تغذية الأطفال الذين لديهم حساسية لبروتين لبن الأبقار خاصة الذين تقل أعمارهم عن 6 شهور نجد أن بروتينات الشرش غنية بالحمض الأميني ال Cysteine الذي يحد من تخليق ال Glutathion مما يجعلهما تعمل كمضادات للأكسدة خاصة مكونات الشرش الصغرى (Lysozymetlacoperxidase) ونسبة لتأثير هذه البروتينات على ال Slutathion فهي تستخدم في معاملة فيروس HIV وتبطئ من تزايد هذا الفيروس عند مرض الإيدز وتسهل العلاج الكيميائي عند مرض السرطان غير أن لها دورا ضد السرطانات أيضاً.

إذن يمكن أن نخلص إلى أن بروتينات اللبن لها دور واضح في النظام المناعي لجسم الإنسان ودور وقائي وعلاجي لبعض الأمراض كما تستخدم كمواد حافظة طبيعية وكمواد تجميل وزينة كما أمكن فصل الجلوبيولينات المحصنة في لبن السرسوب وإضافتها إلى اللبن بكميات لا تغير من خواصه وفي نفس الوقت تكسبه الخواص الوقائية لكثير من الأمراض وقد أمكن انتاج ال Immune Milk في بعض الدول مثل فلندا.

 

 

ثالثاً: الدهون

بصفة عامة تعتبر حبيبة دهن اللبن Fat globuleمصدر متفرد للأحماض الدهنية المشبعة قصيرة السلسلة مما يؤدي إلى رفع نسبة الكوليسترول في الدم إلا أن غشاء هذه الحبيبة Fat Fat globule Membrance يحوي على الفسفولبيدات والتي تعتبر

1- مستحلبات كما يحوي الفيتامينات الذائبة في الدهن مثل A، D، E، K والتي تعمل كمضادات للأكسدة خاصة فيتامين A كما أنها تقي الجسم من سرطان القولون.

ومن أهم مكونات هذا الغشاء الحمض الدهني: C18:2 Conjugated Linoleic Acid والذي له دور أساسي في خفض نسبة الكوليسترول في الدم وفي الوقاية والعلاج لكثير من أنواع السرطانات فهو بطبيعته Antioxidant وبالتالي AntiCarcinagenic كما أنه يعمل على تخفيض الدهون والشحوم في الجسم وأغنى مصادر هذا الحامض هو اللبن ومنتجاته خاصة الزبدة.

 

خامساً: اللاكتوز:

وهو سكر اللبن والذي تستخرج منه كثير من السكريات ذات الأهمية الصحية مثلا اللاكتوز وهو أحد المدعمات الغذائية المهمة لنشاط بكتيريا البفيدوا والتي لها علاقة إيجابية جداً بصحة الإنسان فهي تحسن في البيئة الميكروبية للأمعاء كما أن لللاكتوز تأثير مرغوب على نشاط الكبد ويستخدم هذا السكر حالياً على نطاق واسع لتدعيم أغذية الرضع وكبديل للسكر للأفراد المصابين بمرض السكر وكبديل للسكر في الحلوى وفي العديد من الأغذية الخاصة بكبار السن كذلك يستخرج في سكر اللبن السكريات العديدة مثل الجلاكتوز العديد Oligogalactosaccride ويرجع الأثر الصحي لهذا السكر العديد إلى أنه:

1- يثبط العديد من الميكروبات الضارة وبالتالي فهو يحسن البيئة الميكروبية للأمعاء

2- يخفض من مستوى الأمونيا العالي المصاحب لحالات التليف الكبدي

3- يساعد في التقليل من مخاطر الإصابة بسرطان القولون

4- يساعد على امتصاص الكالسيوم

5- يعمل على تنظيم الإخراج في حالات الإمساك المزمن عند كبار السن

 

سادساً: الأملاح والعناصر المعدنية:

يعتبر اللبن ومنتجاته مصدر لكثير من العناصر المهمة فهو أفضل المصادر الطبيعية للكالسيوم، فاللبن ومنتجاته تمد الفرد في الدول الصناعية بحوالي 75% من الكالسيوم ويساعد وجود سكر اللاكتوز في اللبن على امتصاص الكالسيوم ويفيد هذا الكالسيوم المضمون الاستفادة منه في الوقاية من العديد من الأمراض مثل:

1- الوقاية من هشاشة العظام: إذ أوضحت الدراسات أن تناول منتجات الألبان خلال مرحلة الطفولة والبلوغ لها دور واضح في سلامة العظام في مراحل العمر المتقدمة وفي تقرير للمعهد القومي للصحة بالولايات المتحدة اتضح أن الإنسان لا يمكنه الحصول على احتياجاته اليومية في الكالسيوم إلا بتناول اللبن ومنتجاته حيث يوصي بتناول 2 3 كوب لبن يومياً أو ما يعادلها من منتجات الألبان وذلك للحصول على الاحتياجات اليومية من هذا العنصر العام.

2- وجود الكالسيوم والماغنسيوم والبوتاسيوم في اللبن بنسب متوازنة يلعب دور هام في خفض ضغط الدم لدى الأفراد ذوي ضغط الدم متوسط الارتفاع

3- يفيد الكالسيوم في خفض وزن الجسم وتقليل البدانة فزيادة الكالسيوم في الغذاء ينتج عنها زيادة في تحلل الدهون والخروج من البراز بدلاً من تراكمها في الجسم فنجد أن زيادة الكالسيوم بمقدار 300 ملجم ينتج عنها فقد في الوزن بمقدار واحد كجم عند الأطفال ويكون الفقد في الوزن بمقدار 2، 5 كجم عند الكبار.

4- يلعب محتوى اللبن من الكالسيوم مع فيتامين D دوراً هاماً في تثبيط الأورام وقد أشارت الدراسات المسحية إلى وجود ارتباط سالب بين تناول اللبن ومنتجاته ومخاطر الإصابة بسرطان القولون.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply