بسم الله الرحمن الرحيم
الأم: هيا بنا إلى الجدة صفية نستشيرها في هذه المشكلة!!
الأب: هوني عليك فالولد لا يزال صغيراً ومشكلة التبول ما هي إلا مشكلة عابرة في حياته..
الأم: مشكلة عابرة!! كيف؟ لقد جاوز طفلك السادسة من عمره ولا يزال يبول في فرشه..أرجوك لم أعد أستطيع صبراً هلم بنا إلى الجدة صفية فهي أكثر خبرة ودراية بهذه الأمور عنا..
الأب: إني مشغول اليوم نذهب غداً إن شاء الله.
في اليوم التالي وعند الجدة صفية..
الأب: جدتنا العزيزة، بنتك تهول الأمور وتعطيها أكبر من حجمها، طفلنا لا يزال صغير وهي مصرة على أن مشكلة التبول اللاإرادي أزمة لابد لها من علاج!!!
الأم: أمي الحبيبة لقد سئمت فراشه المبتل، وتعبت من تكرار تنظيفه، متى يأتي اليوم الذي يكبر فيه طفلي عن هذه العادة؟
كل أطفال صديقاتي لا يعانون هذه المشكلة فهل يمكن أن يكون هذا الأمر طبيعي؟
الجدة (والابتسامة العريضة تملأ وجهها): آه يا بنيتي أنتي سئمتي من تنظيف فراش طفلك؟؟؟ صحيح والله كما تدين تدان!!!
الأم: ماذا تقصدين؟!
الجدة (وهي تضحك): لقد سئمت أنا كثيراً من تنظيف فراشك.. ولكن الصبر في هذا الزمان ليس له مكان!!
الأم (في خجل): أنا!! بالتأكيد أنت ناسية ربما كانت أختي الكبيرة!
الجدة: أنا لا أنسى أبداً، ولكن الزمان يدور دورته.
الأب في اهتمام: إذن من الممكن أن يكون التبول اللاإرادي مرضاً وراثياً ؟؟
الجدة: بالتأكيد وعليكما أن تذهبا إلى الطبيب لأنه الأقدر على تشخيص الحالة وكتابة الدواء.
عند الطبيب..
نعم بالتأكيد، من الممكن أن يكون أحد الأسباب وراء مشكلة التبول اللاإرادي متعلقاً بالعوامل الوراثية، بحيث تتوارث هذه المشكلة في بعض العائلات، فإذا ما بحثنا وجدنا أن الأب أو الأم أو إحدى الخالات أو أحد الأعمام قد عانى من نفس الأمر في صغره، فعند 70% من الأطفال المصابين يوجد تاريخ مرضي في العائلة، كما أن الدراسات على التوائم (المتشابهة والغير متشابهة) أثبتت وجود عامل وراثي.
ولقد اكتشف علماء هولنديون عام 1995 موقعا على الكروموسوم 13 اتضح أنه مسئول جزئيا عن التبول اللاإرادي الليلي، وتوصل فريق العلماء إلى أن الطفل الذي عانى أحد أبويه من التبول اللاإرادي الليلي يكون احتمال إصابة الطفل بنفس المشكلة 44%. أما إذا عانى الأبوين معا منه فاحتمال إصابة الطفل تصل إلى 80%..
والتاريخ الأسري في هذه الحالات مهم فسوف نجد أن 30% من الآباء و20% من الأمهات قد حدث لهم تبول لاإرادي في أثناء الطفولة، كما أن الإخوة الأكبر سنا لديهم بالنسبة نفسها تبول لاإرادي عند الطفولة.
هل هناك أسباب أخرى للتبول اللاإرادي؟
ذكرنا في لقاءنا السابق أسباب عضوية وأسباب فسيولوجية، وذكرنا السبب الوراثي، تبقى مجموعة أخرى من الأسباب وهي:
1- النوم الثقيل:
غالباً ما يتسم الأبناء الذين يعانون من التبول اللاإرادي بالنوم الثقيل، بحيث يكونون في حالة الاسترخاء الشديد عند النوم لدرجة قد تفقدهم الإحساس بكافة أعضائهم، ولا تكون لديهم قدرة السيطرة على العضلة المتحكمة في عملية التبول، لذا فهؤلاء الأولاد معرضون أكثر من غيرهم إلى التبول الليلي دون أن يحسوا بذلك، وحتى لو حاولوا منع هذا الأمر فنوم الطفل نوما عميقا لا يستطيع أثناءه الإحساس بامتلاء مثانته يؤدي إلى التبول اللاإرادي.
وعموماً كل الأطفال يصعب إيقاظهم في الثلث الأول من الليل، بينما يسهل إيقاظهم في الثلث الأخير من الليل، لكن الأطفال المصابين بالتبول اللاإرادي يكون إيقاظهم أصعب من الأطفال الطبيعيين، ومعظم آباء هؤلاء الأطفال يشتكون من أن الطفل ينام بعمق شديد ولا يشعر حتى عندما يتبول، وأثبتت إحدى الدراسات أن هؤلاء الأطفال الذين يعانون من التبول اللاإرادي أنهم لا ينامون بعمق فقط، بل أيضاً أن الخوف الشديد أثناء النوم والأحلام المزعجة لا توقظهم من النوم.
2- قد يحدث التبول اللاإرادي كعرض من الأعراض الجانبية لبعض الأدوية.
3- قد يحدث التبول اللاإرادي بسبب ابتلال السرير (الفراش) أثناء النوم.
4- وقد يحدث التبول اللاإرادي أيضاً من نوبات الضحك الشديد والقهقهة.
5- وأخيراً قد يحدث التبول اللاإرادي بسبب برودة الطقس الذي يمنع الطفل من مغادرة فراشه.
وهكذا أخي المربي يلزم عرض طفلك على الطبيب لتعرف السبب الحقيقي للتبول اللاإرادي ثم العلاج والشفاء بإذن الله - تعالى -..
أخي المربي إذا كنت تريد أن تعرف هل من الممكن أن يكون التبول اللاإرادي مرضاً نفسباً تابع معنا لقاءنا القادم..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد