فن التسويق المشترك


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يعتبر التسويق واحد من أهم الوظائف التي تقوم بها الشركات والمؤسسات إن لم يكن الأهم على الإطلاق، ولكن الصعوبة تكون عادة متجذرة في مسألة دفع مبالغ طائلة بدون نتائج ملموسة وهذه واحدة من أكبر المنغصات عند التعامل مع مسائل التسويق، فالإعلان والحفلات التسويقية والمهرجانات وجهود التسويق المختلفة تتطلب صرفاً طائلاً بدون أن يصاحبها عائد سريع ومناسب. ومن أجل ذلك طورت الشركات والمؤسسات أساليب التسويق المشترك حيث تشترك أكثر من جهة (شركة أو مؤسسة) في تنظيم الفعاليات التسويقية من منطلق (تقاسم) التكاليف الضخمة وكذلك تحقيق أهداف تسويقية محددة.

 

والذي ينظر إلى قطاع الأعمال لدينا يلاحظ انتشار أساليب وطرق التسويق المشترك التي تكون عادة على شكل مهرجانات مشتركة، ورعاية شركات ما لحفلات ومعارض شركات أخرى، حملات إعلانية مشتركة.. ووصل الأمر حتى إلى تنسيق ومشاركة في كثير من برامج العلاقات العامة ونشاطات البيع المختلفة والأمثلة كثيرة ويستطيع أن يلاحظها المتابع من مجرد تصفح جريدة أو مجلة.

 

ومن خلال متابعة لنشاطات التسويق المشترك وجدت أن أغلب هذه التحالفات التسويقية تتم في قطاعات الخدمات خاصة من خلال استضافة منشأة خدمية (مجمع تجاري، سوق مركزي، فندق، منشاة سياحية، منشأة ترفيهية) لنشاطات تسويقية (حفلات، مهرجانات، سباقات، عروض خاصة،.. الخ) تحت رعاية شركات ومؤسسات مختلفة تجد في هذا النشاط التسويقي فرصة سانحة للتعريف بمنتجاتها وإنجازاتها وربما البيع والوصول إلى المستهلك النهائي مباشرة في حين تدور أهداف المنشأة الخدمية حول التعريف بنفسها وتحسين الصورة الذهنية وزيادة كثافة الزوار أو ما يعرف في الأوساط الشعبية بمصطلح (زيادة حركة القدم، وكل حركة فيها بركة).

 

ويثار هنا سؤال كبير ما هي العوامل التي تدفع شركة ما للدخول في شراكه تسويقية مع منشآت خدمية معينة؟ أو بنفس المنطق، ما هي الأشياء التي يجب أن تقدمها المنشأة الخدمية لتنعم بمهرجان أو نشاط تسويقي حافل بالعديد من الأسماء القوية والمؤثرة؟

 

للاختصار سنورد هنا مجموعة من النقاط تمثل ما يجب أن تقوم به المنشأة الخدمية لإنجاح نشاطها للتسويق المشترك:

 

1 -  اختيار مفهوم مبتكر وفريد للنشاط التسويقي بمعنى أن موضوع المهرجان أو الحفلة أو المعرض.. الخ يجب أن يكون شيقاً ومناسباً لطبيعة عمل المنشأة وللجماهير المتوقع حضورها وللمشاركين المتوقع مساهمتهم في النشاط.

 

2 -  الحرص على اختيار (الأسماء الرنانة، وهي معروفة) فمشاركة أسم قوي في البداية هي علامة نجاح ليس للنشاط التسويقي الحالي ولكن للنشاطات التسويقية القادمة إجمالا.

 

3 -  تقديم مغريات حقيقية للمشاركين سواء مادية ومالية أو معنوية ولنأخذ مثالاً لمنشأة ترفيهية تقدم للشركات والمؤسسات جناح للمشاركة في معرض أو مهرجان (مجاناً) مقابل المساهمة في تغطية تكاليف تسويق هذا النشاط التسويقي، فتكون إدارة المنشأة قد استفادت حركة وناس وتغطية إعلامية (بحسب أهمية النشاط) ما يساهم في التعريف بها وزيادة ولاء العملاء خاصة إذا ساهمت الشركات والمؤسسات المشاركة في تقديم هدايا وسحوبات مغرية على جوائز قيمة.

 

4 -  بلورة خطة تسويقية متكاملة وجادة وتقديمها للمشاركين المتوقعين بجدوى المشاركة عند حساب الصدى الإعلامي والترويجي الذي سيصل إلى الجماهير عامة وتشمل هذه الخطة حملات إعلانية قوية ومنظمة لجذب اكبر عدد ممكن من الجماهير والجماهير الخاصة (ونقصد بهم مجموعة العملاء الذي تستهدفهم الشركات المتوقع مشاركتها).

 

5 -  الاهتمام بالمطبوعات الخاصة بالنشاط التسويقي وإبراز ذلك للمشاركين المتوقعين ليشعرا بحجم الجدية والحماسة التي تبديها المنشأة المنظمة للنشاط.

 

6 -  الحرص على أن يكون النشاط التسويقي (رسمي) وجاد، بمعنى أن يشرف على هذا النشاط جهة رسمية معتبرة، أو أن يفتتح الفعاليات من قبل شخصيات مرموقة، كل ذلك سيشجع الشركات والمؤسسات للمشاركة وإنجاح النشاط التسويقي.

 

7 -  تطعيم النشاط التسويقي بفعاليات متنوعة وشيقة تساهم في جذب أكبر عدد ممكن من الجماهير العامة والخاصة، فعندما تتوقع الشركات والمؤسسات إمكانية أكبر لحضور أعداد ضخمة من الناس كلما كانت مشاركتها في النشاط التسويقي مبررة وممكنة.

 

ولا ننسى طبعاً أمور أخرى مثل حسن اختيار توقيت النشاط والأمور التنظيمية المتعلقة بإدارة النشاط نفسه وتقديم تسهيلات للمشاركين.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply