بسم الله الرحمن الرحيم
كيف يمكن تحقيق ما تظن أن تحقيقه مستحيل؟
الجواب يكمن في قوة الهدف.
عندما يكون لديك هدف فأنت لا تتمنى فقط أن يحدث ما تريده أن يحدث.. وإنما يقوي عزمك وتصميمك لتحقيق ما تريد بحيث يصبح ما تريده حقيقة قبل أن يحدث.
قبل أن تتخذ القرار يكون تركيزك على العوائق، والمخاطر، والتحديات والمشكلات التي تصحب هذا القرار، وكلما درست السؤال أكثر ظهرت لك المزيد من العوائق، وكلما اختبأت المكافآت والأرباح الناتجة من هذا القرار عن عينيك، لا يعني ذلك أن تمضي مغمض العينين وإنما يعني أن عليك أن تدرك لكل شيء أخطار وأن عليك أن تؤكد لنفسك أن الأخطار ليست طاغية وأن البيئة الوحيدة الخالية من الأخطار هي بيئة الإنسان الميت.
وعندما تتخذ قرارا بأنك ستحقق الهدف يحدث تحول جذري، فقبل اتخاذ القرار تكون مشغولا في مساءلة نفسك حول المهارات التي تملكها لمثل هذا القرار، وبعد أن تتخذه تسلم القيادة للإدارة وذلك في حد ذاته ديناميت متفجر.
مكمن السر في القرار، بمجرد أن تصبح ملتزما بهدف فإن طاقتك تتوجه لتحقيق هذا الهدف، وتجد أن تفكيرك يصبح صافياً ومركزا على ما تريد، إن قرار تحديد هدف يحرر تفكيرك لترى الحلول والأجوبة بدلا من المخاطر. فليس التفكير هو الذي يصفي الذهن، إنه اتخاذ القرار.
أحد أهم الأسباب التي من أجلها تتخذ القرار هي: أنك لن تحصل على كل المعلومات موجودة أصلا ولكنها محجوبة، فأنت لا تراها بوضوح حتى تحدد هدفا وتصنع قراراً بالوصول إلى الهدف، صحيح حواسك تلتقط هذه المعلومات باستمرار ولكنها لا تصل إلى ذهنك الواعي حتى تحدد أنك تحتاج إليها.
العقل يحجب المعلومات غير المهمة أو التي لا نحتاج إلها للاستخدام الفوري لأنه يسلمنا فقط تلك التي نحتاج إليها وهذه حقيقة علمية. فكر في السمكة لماذا لا تغرق؟، لأن نظام المراقبة الذي تملكه يسمح لها بأخذ ما تحتاج إليه من الماء وترك ملا تحتاج إليه.
كذلك الناس غارقون في المعلومات وقد خلق الله لهم نظام مراقبة يمرر لهم المعلومات التي يحتاجون إليها ويجب عنها تلك غير المهمة، وهو كالمصفاة. ولذا تجد أنك لو قررت شراء سيارة جديدة فستبدأ ترى كل إعلانات السيارات في الطريق والجرائد وتسمع كل ما يتعلق بالسيارات. وكذلك الأم التي تنام بعمق وصوت الحفريات عند رأسها، فإذا بكى رضيعها في الغرفة الأخرى قفزت من نومها لتطمئن عليه.
قبل اتخاذ القرار تكون معلوماتك حول المخاطرة والمشكلات كثيرة، وبمجرد أن تتخذ القرار يركز عقلك على الهدف الذي تمضي نحوه مزيلاً كل عائق.
يشبه ذلك أيضاً تسلق الجبال: فعندما تقف أمام الجبل الشديد الانحدار تدرك أن اتخاذ قرار التسلق ليس بالأمر السهل بل هو أصعب من التسلق نفسه، وتجد نفسك تزن المخاطر والعوائق وتحسب وتضرب، وبعد أن تقرر التسلق وتبدأ العمل وتصعد لجزء من الطريق وتنظر وراءك لتجد نفسك في مكان التراجع فيه أصعب من المضي تبدأ ترى المستحيل وترى كل حفرة أو فتحة أو شرخ يمكن أن تضع فيه يداً أو رجلاً. ومع إحراز التقدم والنجاح يبدو لك ما كان مستحيلاً ممكناً، وتظهر لك الخيارات المتاحة في أثناء التسلق بوضوح، وتجد نفسك تتخذ مجدداً قرارات جديدة تؤدي إلى الهدف نفسه، وفي كل مرة تضطر إلى اتخاذ قرار ترى الهدف النهائي ماثلاً أمامك (قمة الجبل) يدفعك للمضي ولا يهم الطريق أو الاختيار الذي تختاره في كل مرة، المهم أنها كلها مؤدية، كما أنك بعد أن ترى الهدف النهائي تحدد هدفا قصيرا أمامك يمكنك أن تصل إليه ولولا ذلك لما استطعت أن تمضي، فهناك هدف نهائي وهناك أهدف قصيرة صغيرة، وكلها تحتاج إلى قرارات وكلها تطرح أمامك خيارات وكل الخيارات تحتاج أيضا إلى قرارات.
وأخيرا، هل اقتنعت معي بتحديد الهدف؟ إذا حددت الآن هدفاً نهائيا فقرر أنك ستصل إليه وحدد المدة، وحدد أهدافا صغيرة توصلك إليه وحدد مددا زمنية لكل هدف. سم الله وتوكل وانطلق...
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد