مواجهة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

اسودت الدنيا أمام عينأي، تداخلت الأفكار متزاحمة في راس زاد ثقله عن ثقل الجاذبية، و التفت حولي موجة من الأحاسيس المتفجرة... أشلاء تمزقت هنا و هناك و أنا متسمرة في مكاني عاجزة عن التمييز بين الشمال و الجنوب.

 

فجأة وقفت إمامي شامخة شفافة و على ثغرها ابتسامة ود طالما داعبتني في أحلامي المستوردة من اللاموجود.

 

قالت لي: ما بك..؟

 

نظرت بدهشة،... تساءلت في نفسي بصمت... ثم أعدت نظراتي الهائمة إلى واقعي المبهم...

 

ماذا وقع لك...؟ قالتها لي ثانية بحنان ما عهدته وجد أو سيوجد في هذا العالم المغترب.

 

جمعت أشلائي المتطايرة، و ركنت بجسدي المرهق في زاوية مظلمة من محطة حياتي.

 

قلت بتثاقل و أنا منشغلة عنها ببعض ذكرياتي البالية: سجنونى...

 

لكنك خارج القضبان. قالتها بدهشة طفيفة،

 

لكني سجينة نفسي...

 

هكذا إذا...

 

أو ليس سجن النفس بمرارة سجن القضبان...

 

سجن النفس بدون حراس و نستطيع مغادرته متى شئنا...

 

متى شئنا؟ قلتها باستنكار شديد. ليس سليما ما قلته. حريتنا تنبع من مداركنا و إدراكنا للحرية في قبضة أنفسنا الضعيفة.

 

تحرري منها إذا...

 

كيف ذلك...؟

 

بالنظر لي...

 

و من أنت...؟

 

أنا روحك النقية الصافية قبل إن تلطخ صفحاتها بتراكمات الزمن الضائع.

 

لكنك أكثر شفافية و نقاءا.

 

كنت لا بقى كذلك لو لم ترضخي لسيطرة نفسك.

 

كيف...؟ لقد تعلمت الخوف حتى صار صباحا استيقظ عليه، و سقيت التخاذل حتى صار لي رفيقا في كل دروبي.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply